مواضيع اليوم

هذا الصباح فتحت عيني الإثنتين معا وفي نفس الآن.. رابح التيجاني

التيجاني رابح رابح

2019-05-05 21:02:11

0

 


 

 

                         ( هذا الصباح  ( فتحت عيني ، الاثنتين معا ، وفي نفس الآن  

 

                                                         رابح التيجاني



هذا الصباح فتحت عيني ، الاثنتين معا وفي نفس الآن  ، خلافا لما دأبت


عليه من استهلال للرؤية بعين واحدة غالبا ما تكون اليسرى في حين تظل


اليمنى مغمضمة تماما ولا تشارك جارتها في التحديق المتكاسل إلا بعد أن


يقولها لها رأسها، السبب في ذلك لهفتي لمتابعة نزال القرن ومشاهدة مبارزة


فارسين لا يشق لهما غبار،ومما أذكى سعير اللهفة شظايا حلم لا رأس له له


ولا أرجل ، يبتدئ بحمزة البهلوان ،  وهنا بيت القصيد ومربط الفرس


وعلاش غنى المغني ، ويعرج على عبد الحليم  وينتعش بالغزل المكشوف


والشعر العذري وأفلام شارلي شابلن وكل الخليط الذي الذي شاهدته أو


شاهدني من بشر وحيوان وحجر وكائنات وفراغ ، وما استهلكته من طرب


وأخبار وأفلام وبرامج وثائقية وإشهار وما قرأته وحفظته أو لم أحفظه من


دروس وصداع الرأس ، وما قلته ومالم أقله وندمت عليه ،ويختتم  بأمور لا


جامع بينها ولا رابط إلا الغرابة والعجب ، حيحت بحثا في القنوات التي تنقل


أخبار هذا إلى ذاك وأخبار ذاك إلى هذا واحترت أي قناة أختار وقلت مع


نفسي لا بد من معيار لإضفاء المصداقية والموضوعية على  الإختيار ، ولم


أجد بدا من تفضيل وترجيح القناة التي تتميز وتنفرد بأجمل وأبهى وجه


صبوح يفتح شهية الفرجة ويجعل  النهار مباركا ميمونا، وليس مهما على


الإطلاق ما ستقوله المذيعة ومدى إتقانها النقل الحي وجودة الوصف  الحي


والميت لوقائع المبارزة ، وأعتقد أن لا لوم علي ولا تثريب فأي كائن مكاني


لا يمكن أن يفعل غير مافعلت .


 

انطلق نقل النزال بمقدمات تشويقية وموسيقى  تبعث الحيوية والنشاط  وبدت

 

المذيعة بابتسامتها الخجولة الماكرة ووجهها البرئ المحايد وإغرائها العفوي

 

غير المقصود، فهي لا دخل لها فيما يفعله حسنها وكأنه ليس لها وكأنها

 

ليست مسؤولة عنه، وهذا صحيح إلى حد ما فالمسؤولية تقع على من

 

وضعها في فوهة المدفع وأعطى الأوامر ،


نــــــار نار ياحبيبي نار


،"feu"


 وعلت جلبة وساد التلفاز هرج ومرج وصياح وهتاف وانقشع الغبار عن

 

فارس مغوار .في طريقه  عبر الجسر إلى الميدان يمتطي فرسا أدهم اللون

 

متشحا بكل  الوقار والهيبة ومظاهر الزينة والإثارة يحمل بيد رمحا

 

وبالأخرى سيفا وصوته يجلجل في الفضاء الله  أكبر الله أكبر ومن الجهة

 

المقابلة تراءى  مقاتل كأنه فريق أو موكب من المقاتلين رغم أنه واحد يوحي

 

بالرعب والرهبة مدججا بأفتك الأسلحة يصيح صياحا مدويا وملوحا بكله

 

مهددا غريمه ، وما هي إلا لحظات حتى التقى الفارسان وسط الميدان في

 

غمرة أجواء أسطورية تبادلا الطعن والضرب وقراءة أشعار الهجاء والرثاء

 

والجماهير المحتشدة موزعة الهوى بينهما والشعارات تنهال عاش عاش

 

والموت يحصد الصغار والعجائز بفعل التدافع والتلاحم والتقاتل حرصا

 

على موقع أو رغبة في معايشة أفضل ، وبين الحين والحين كنت أستحضر

 

شيئا من  شظايا وبقايا حلمي العجيب وأعجنها بما أرى لتكتمل الصورة

 

 وتزيان الباهية ، سقط الفارسان ونهضا وواصلا اشتباكهما المريع وتركا

 

فرسيهما وتبادلا بالأيدي والأرجل وبكل ما أدركاه من آليات  فنون القتال

 

تقليدية وعصرية ، وانتبهت ، انتبهت إلى أن المذيعة قاعدة بسلامتها بكل

 

ززانة تتفرج صامتة، غضبت لأني كنت أتوقع الفرجة فرجتين والمتعة

 

متعتين فإذا بالقناة تستغفلني ، ما إن تماديت في ظني حتى انقطع البث وكأني

 

قوست على رأسي ، وانقلبت  شروطي ومتطلباتي علي ، حيحت  مستعجلا

 

عبر القنوات انقطع بثها جميعا وما من مصدر موثوق أو كذاب أستقي منه

 

مآل النزال ونهاية المبارزة ، قلت لنفسي لا بأس ، لا زال ثمة أشواك

 

وأشواط وليس محسوما أن يقضي هذا على ذاك بالضربة القاضية وللبرنامج

 

بالتأكيد بقية ماعلي إلا إن أنهض باكرا في الصباح غدا مبتدئا كالمعتاد

 

بطقوس كل .صباح،ستتفتح العين اليسرى على مضض متبوعة بتبرعم العين

 

اليمنى على مضض ،ويتبع.  إلى الحلقة القادمة  ..









التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات