مواضيع اليوم

مسرحية ناعور - عمار نعمه جابر

مسرحية ناعور

 

– مسرحية قصيرة –

                                                       

الاول : ( وهو ينظف المكان ) هل كتبت لها ليلة البارحة ؟

الثاني : ( وهو ينظف في الجهة المقابلة) نعم ..

الاول  : لماذا لا تتوقف عن الكتابة لها ؟

الثاني. : لا استطيع

الاول. : إن خطاباتك لا تصل اليها .. وانت تعرف ذلك ..

الثاني. : أعرف ..

الاول. : ولكنك كل ليلة تكتب لها ، وهي في الحقيقة ،  لا تقرأ ولا تكتب

الثاني. : أنا أقرأ وأكتب ..

الاول.  : أنت تكتب لمن لا يقرأ ولا يكتب ، ماذا دهاك ؟

الثاني. : أكتب لها لأنني ، أنا بحاجة الى أن أكتب لها ..

الاول. : ( وهو يجمع القمامة ) تكتب كل ليلة منذ سنوات طويلة ، كل ليلة تكتب رسالة جديدة لها ، وتلقي بما تكتب في صندوق البريد ، وكل ثلاثة أشهر ، حين يمتلئ ذاك الصندوق ، تفتح صندوق البريد ، وتلقي بكل رسائلك التي كتبتها سابقا في القمامة ، ثم تعود في نفس الليلة للكتابة ، أخبرني ، ماذا يجرى لك ؟

الثاني  : ( وهو يجمع القمامة ) الذي يجري ، أن الكتابة تدفعني في الصباح التالي كي استطيع أن أنهض من فراشي ، وأتحرك كي أجمع نفايات الآخرين ، وأحتمل ما فيها من قاذورات ، الكتابة هي الوحيدة القادرة على حملي أنا وهمومي ، أنا أعرف شيء واحد فقط ! أعرف أنني لا أكتب لكي تقرأ هي ما أكتب ،  أنا أكتب لكي أقدر أنا أن أتحمل ، وأن أتنفس ، ومن ثم أتحرك  ..

الاول. : تحرك اذن ونظف المكان ..

الثاني. : حسنا .. أنا أحاول أن أنهي عملي قبل المساء ، لكي أكتب رسالة جديدة لها ، لقد اشتقت للكتابة لها ، متى يجيء المساء ..

 الناصرية

1/5/2018




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !