مواضيع اليوم

محنة ديك الجن الحمصي .. رابح التيجاني

التيجاني رابح رابح

2019-04-28 20:04:45

0


محنة ديك الجن الحمصي
رابح التيجاني

*("أعملت سيفي في مجال وشاحها    ومدامعي تجري على  خديها
  ما كـان قتليـها لأني  لم أكن         أخشى إذا سقط الغبار عليها
  لكن بخلت على الأنــام بحبها         وأنفت من نظر العيون إليها
     فوحق نعليـها  وما وطئ الثرى         شئ أعز علي  من نعليها ")
                                      * ديك الجن

  
    تتزعفر أبعاد الوجه يا ديك الجن ، يسقط اللون ، يا أنت يا أنا، ديك الجن جد  وابن ،تتلف بطاقة التعريف ، فوق الرصيف ،والعنق يساوي ألف درهم ودرهم ،افتضحنا ، افتضحنا يا ديك الجن ، عرفوا الآن عنوان الإنسان المقتات بالغيرة والأحزان ، عرفوا الآن ، فلنهرب أو فلنشرب ،، قد يسألونني عن الحبيبة وأنت ميت تركتني حيا.لماذا تموت وتتركني ؟سأقول لهم أنت القاتل ،، ولأنك تموت مديونا ، ولأني أنت ،وارث شرعا فأنا القاتل، سأقول لهم وعزائي لي وحدي ، وبلغ المداحين البكائين النحابين أن تعازيهم مردودة- نفاق لا يناسب المقام -.

   محضتك النصح يا ديك الجن وما انتصحت ، كيف يحمل المسافر تعريفه في قب الجلباب يطير فجأة لو هبت ريح ،يتمزق لو بكت سحابة ،،،تجاوزنا الدوريات لا نخفي ممنوعا ولا مباحا – طوالا عابرين –فكيف حدث وضبطوك متلبسا بيدك حقيبة فيها حبيبة ؟ والحب جريمة حسب القانون والأعراف ، اختطاف أنثى وسحبها من الحرمان أو التداول العام إلى دائرة التعامل الخاص !!قلب مرسوم بالفحم على الجدار يخترقه سهم أو خنجر ودم يقطر باستمرار – الحب في خطر –أذكياء أطفال الحي ،صحيح إن الحب في خطر ، ولهذا نحتاج للعدل تزكية وتبريرا ، نبصم الأوراق ليرضى الغير على الخطر ،، والعدل عين غمازة وراء النظارة تسرق منى " ورد " التي أعتقتها واشتريت حريتها عبوديتها بالدينار والنار من سوق النخاسة ، أشعة سينية تنفذ إلى داخل الحقيبة تتعامى لو سافرت يدي إلى جيبي وعادت سالمة غانمة ،، تعبر الحقيبة قبلي ، نتبعها يا ديك الجن قلوبا تخترقها السهام .الحب في خطر .

     يقولون يا ديك الجن إن ثروتك حب وشعر ،، كثير عليك هذا والقبيلة ثروتها البغاء بدل الحب ، الخروج عن الشعر بدل الشعر ، ذهبها نحاس فضتها نقرة ،ولأنهم يقولون فقط ، واحد عشق النهدين واحد مات بين فخذين ثالث انتحر شنقا بالسالف رابع لايزال معلقا بالأهداب ،خامس يرسم القبل على شكل رقم ثمانية ذهابا وإيابا طالعا عقبة هابطا منحدرا – ما رأوها  - لمحوا جزءا وحدقنا متأملين يا ديك الجن في الكل ، لهذا اشترينا ورد من يد النخاس مطية لم تركب بكرا لم تثقب وكتبناها قصيدة ،أصبحنا بعد العماء الفقر القهر الهجر أثرياء، احتكارا للرؤيا ، والدنيا بكل اتساعها رؤيا من خلال سم إبرة الخياط تغازل الخيط لا يركبها إلا بعد شرود ، نافذة إغاثة بالحافلة تجري بسرعة المائة وأكثر ،تنطح عند كل منعطف شجرة ،تفر بجلدك عبها قبل أو بعد أو مع الآخرين أو تظل هناك فوق المقعد التحاما بالحديد صورة وخبرا عن حادثة تنشر يوما والسلام ،، سفر داخل الجلباب في المنعطفات لا ينتهي إلا بعد ارتطام وهروب من النافذة أو تسمر بالمقعد لقراءة إعلانات المواليد والوفيات بحثا عن الأسماء واسمك يا ديك الجن واسمي،، الدنيا بكل اتساعها رؤيا بعين مغمضة وعين مفتوحة وقلب راقص فرحة وألما . آه ياورد . هذا أنا أولد حيا فلا تموتي ،،وورد جارية مقتناة من دون سائر الجواري ، قيمة جمالية غير معرضة للتلف ككل القيم ،لازمة بيتها لا ترى عين الشمس عين القمر عين" ميدوزا " ولا عيون "سر من رأى " الحولاء الزائغة تخزر يمينا وشمالا تصيب الزرع والضرع الفتوة والفتنة ،، ورد مسبية تعتكف خرساء في وجداني ممنوع عليها أن تطل من الشباك على الشارع ولو ماتت جوعا ،يفكر بطنها دائما بصيغة المفرد ، والبطن يفكر بالمفرد، الجوع وحده يكون جمعا سالما كلما بقي الجوع ، جمعا غير سالم لو تسقط مائدة ، لا أحد يفكر في أحد والجميع يفكر في الجميع ما دامت الجميع بلا ريش ، لو يجتاز واحد سراط الجوع يشبع يغني والبطن عندما تشبع تقول للرأس غن ،موتي جوعا يا ورد ولا تأكلي بثديك ، ولا تطلي على الشارع حتى ولو بقيت مفردا داخل زنزانة ،، أنت المائدة لو تنزلين ..لا تقولي إن حمص ككل البلاد تستهلك الجياد العتاد الزاد العباد الأعياد الحداد المداد العناد الإنقياد ،لا تقولي حمص ككل البلاد ،خبزة يابسة قابلة للإبعاد مقابل كسرة مغموسة مرقا ،لا تقولي حمص ككل البلاد فكل البلاد في مقعدها يا ورد تجوع وتقرأ ولا تستبدل جلدها عند نهاية كل مقال أو بداية جوع جديد .

 يحكون أن الصفر وجد عملا ، أصبح ذا جاه ومال ،، قصده المليون ليتوسط له في العثور على عمل ، وقف منتظرا بباب المعمل وما خرج الصفر ، فجأة تراءت له الثمانية قادمة ،سألها عن الصفر ، ضحكت حتى استلقت على قفاها ثم قالت أنا الصفر يا عزيزي ، من شدة الجوع عصبت بطني وها أنا كما ترى .صفران*1 .مأساة الصفر أنه يصبح صفرين عندما يتحزم ويترزم – تصوروا الصفر مشدود الوسط –العامل أكثر بطالة من العاطل . ماذا تريد ؟ألا تزال مصرا على البحث عن عمل أيها الرقم الضخم ؟ سمع ديك الجن ما سمع وعاد من حيث أتى إلى جوار ورد وأملى عليها قصيدة متراجعة عن التكسب – بطنا منتفخة بالبرد والقر تقول  بصيغة المفرد لو كان جداري زجاج لرأيت الدجاج وحليب النعاج وعرق بنت الحجاج *أو بطنا تقول لو كان جداري زجاج لرأيت الزجاج خلف الزجاج يسحق الأمعاء والماء المهين متدفقا بين الصلب والترائب يقفز فوق ورد ليصنع في غمرة الأنفاس البخار العظام الحديد مشروعا لديك جن آخر يبدأ من حيث أنتهي وينتهي إلى ما انتهيت إليه صانعا ديكا جنيا آخر يتوله عشقا يعانق وردا ويقتلها محبة وغيرة وبدافع كل المشاعر الإنسانية.حنانيك . كيف نبحث عن عمل يا ديك الحن ونحن رأسمال وأرباب وعمال معمل ورد لتفريخ الديكة الجنية ؟

     ينـزل القلم مستريحا على حافة المرمدة خطأ ، لفافة التبغ ترحل خطأ أيضا على امتداد الصفحة العذراء حريقا حرائق ، أنتيه .أمسك القلم باليمنى السيجارة باليسرى وأتعلم ضبط الأمور ،الكتابة بالقلم تدخين السيجارة ،وتسرقني فكرة فأكتب بالسيجارة وأنفض رماد القلم ، أتعلم من جديد ضبط الأمور الأمور ،لو نصبوا الألف المهموز لكان الوصول إلى الحب ولو مترجما ،" أمور " الحب أمور ،الحب بالفرنسية أحلى هكذا تعلمت تعلمنا يا ديك الجن ، مرت أيام غزانا خلالها الإفرنج خلفوا ورد نصرانية وما كانت rose أو  ..   fleur ورد كانت وردا ، امرأة على كل حال ، دلفنا بيوت النساء وغادرناها بحثا عن المرأة وما وجدنا المرأة لذلك اكتفينا بورد ،، وورد واحدة قلنا لها كوني كل النساء فكانت ،كوني المرأة المطلق في عهد العباسيات ، أصلا ونسخا للجواري والعارضات اللحم والأزياء بالبولفار الشيخات بالكباري العوانس بالحدائق المصونات المحتجبات بالسطوح بائعات الهوى بالدور والفنادق المراهقات بأبواب السينما والمدارس التجريبيات بالصالونات والفيلات رفيقات العمل الدراسة الحافلات ،الشمطاوات الكواعب القاصرات ، كوني المرأة المطلق فكانت ، آه صباحك غير طالع ياهذه ، قطارك تجره السلاحف عبر سكك قصبية تقضم السكة جوعا لا تحلم بالوصول إلى المحطة بقدر ما تحلم بالشبع والمغامرات ، سجلوا تأخير وصول قطار الشيخة إلى المحطة التي تعرفتم فيها على الإنتظار الثقيل ،سجلوا التأخير تعودوا على التأخير وتسجيل التأخير ، مهمة الرحالة مدمني الأسفار سيكتبها التاريخ للتاريخ التاريخ ، صباحك غير طالع أيها الشيخة ولو قلت bonjour، وأضحك وأضحك بالعربية ،شكرا لمن يصف الديك ضاحكا ، شكرا وشكرا لمن يصف جنيا ضاحكا ، وألف التشكرات لمن يصف ديكا جنيا غارقا في ضحكة واحدة ، ضحكة عربية ، عربية في عهد العباسيات والعباس هذا جد رأى حلما مزعجا فاستيقظ عابسا ، بالغ في العبوس وهكذا أسموه عباسا ،ورغم أن الأطفال يضحكون ما اجترأ أحد أن يسميهم بني الضحاك ، ورغم أن الأطفال يكبرون ما فكروا في تغيير أسمائهم دفعا للشرور والبلاء والحسد ،، دعوني أضحك أضحك بالعربية ، من قال ورد نصرانية وورد تروي الأشعار تجيد الضرب على العود والقلب وتصلي في اليوم خمس مرات ، من قال ورد نصرانية ومنذ أعتقناها يا ديك الجن من سوق النخاسة بالنفس والنفيس ونحن نحيا الألف ليلة وليلة بالعربية.بيتنا الليلة الأخيرة لا تغشاها عيون التجار أقنعة هارون ومسرور ،، أغار عليك ياورد ، أعلم أنهم لو سمعوا عبر شقوق الباب غناءك العربي لأحيوا بصوتك ألف ليلة أخرى ، لو سمعوا فقدتك  حضنا وجدانا ومعملا لخلق الأيام ،يمسخونك جارية عادية يستنزفون طاقاتك شعرا وطربا ، يغرقونك خمرا وذهبا ، يقتل بعضهم بعضا للفوز بك على انفراد ثم يبيعونك في نصف الليل للتجار صوتا مشروخا جفنا منفوخا رأسا مطبوخا لإعادة بعض التوازن الفضي الذهبي وتغطية عجز بيت مال المسلمين ،،أريدك يا ورد لي ، أريدك وأغار أيتها المرأة المطلق .

   لم يمنحك العباسيون يا ديك الجن جواز سفر لبيكال أو السويد أو الدنمارك أو هايد بارك ترى الحريم  عاريا بالشارع عاديا ، لذلك كنت أسير ورد ، مكبوتا رغم إدمان التفريغ ، لا تقل المواخير أو البيوتات لا تقل ،حبهم عملية تجارية يكون الخاسر فيها مسمار يدفع درهما أو بنك طائي يدفع أكثر لتكون السلعة أفضل .كلما زاد الدفع كان الوصول إلى تجاوب أروع مرورا بطريق  معبد وأسلوب غير معقد ، / حب يتحقق على مستوى الكذب والاضطرار بإضافة ما ينقص من دراهم إلى الطرف الضعيف في المعادلة / ونحن فقراء حتى ولو طرنا إليهم في شوارعهم المتمدنة بدل الأقبية والكهوف . فقراء ننتظر أيام الكساد لنقتني ما نعشق بأبخس الأثمان أو كلمة حنان أو بالمجان . لا يا ديك الجن ، لا ، لدينا ورد وورد لست أدري كيف تعلقت بتلابيبي وجاءت إلى الدار / الحب / والحب كما علمتني وعلمتك مبهم مرفوع إلى القوة الخفية العليا طرف في معادلة ذات ألف مجهول أحد مجاهيلها القلب الباحث عن المرأة المطلق /الحب/ دعني من حب كل الناس ، المعادلة ذات المجهولين سين الأولى وسين الثانية وعلامة تساوي التساوي قهرا وميلاد الحب كما تيسر ،حب كل الناس معادلة ذات مجهولين ، معلومة مغلوطة ،طرفاها خطأ يستدرج خطأ ، ،ياديك الجن ..آه وآه  وأي التأوهات أحلى عند سدنة العشق الشعر فنكتبها لنكون عشاقا شعراء ... وكتبت لي بائعة حبلى بغير ديك الجن ،، ألم أقل لك يا ديك الجن إننا جد وابن ، قتلتها بسلاح سارتري معاصر لا تعرفه أنت ،أعدمتها وجوديا ، تجاهلتها ، ماذا نقول ياديك الجن لورد ، نغار عليها ونخون ،نقتلها لمجرد الشك فيها في خيانتها ونخون ألف مرة ، وبعدها نحلم بجوازات السفر والتجريب .
      ليس سابقة أن يقتل الإنسان إنسانا ما دام قابيل فعل ما فعل . وليس سابقة أن أو بدعة أن تخلق ورد الخطايا بفتنتها / والفتنة أشد من القتل / ما دامت حواء قد خلقتها بتفاحها ،، مطرود يا ديك الجن من الدنيا إلى الدنيا عبر زجاج نافذة الإغاثة ، وابحث عن الورود بدل ورد ، عن النسخ بدل الأصل واغرق في ألف الخطايا ، فكل الخطايا إنسانية ،وكل الناس يمجدون ولو كذبا الإنسانية ،يمجدون خطاياهم لأنها خطاياهم .اغرق في الخطايا بدل خطيئة ، مرتكب الجرائم المتعددة يحاسب قانونا على جريمة واحدة كبيرة ، التعدد ظرف تشديد ليس إلا، وليكن التشديد التخفيف ، نحن يا ديك الجن نقضي عمرا كاملا وراء قضبان أو زجاج نافذة وكأن العمر دقيقة أو ثانية ، السجن الموضوع تخصيص للسجن العام ، اختصار للدنيا ، ما أحلى الاختصار ، ما قل ودل ، لا فرق البتة القهر التعذيب الجوع البرد،قهر تعذيب جوع برد ،سيان ، تخصيصا وتعميما ، عبث تشديدهم تخفيفهم ، عبث حتى الخطايا مادام قابيل فعل ما فعل ،وحواء فعلت ما فعلت ،أنا ديك الجن وأنت حفدة هذا الإنسان المفسد في الأرض المسجون بالأرض ، لذلك أنا برئ من قتل ورد براءتك  تماما ، برئ ما قتلت ورد ، برئ رغم أنني القاتل .
       محرم أيها البهاليل والبهاليل تعني السادة ،مجرم فوق العادة ،أقول البهاليل ومفردها بهلول لأثبت فصاحتي وطول باعي ، أنا ديك الجن الحمصي ،شاعر مغمور مدمن العشق الوردي قاتله من أجل أن نحيا عشقا ورديا ،، ما رأيكم ؟؟ أيهما تختارون تشريفا البهاليل أم السادة ؟ مجرم فوق العادة ، وضعتها تحت سيفي ، أعربت لها عن شكي وخوفي ، قتلتها اضطرارا واختيارا ، قتلتها لأني أحبها وضيعت على البهاليل لذة المسيو "ساد " قتلتها .

الرواية الأولى
هو عبد السلام بن رغبان ، لقبوه بديك الجن لشدة احمرار وجهه /احتقان وجهه فائض أو ضغط دموي يتفجر شعرا ، خجل فطري يتبرعم في حضرة الملاء الوردي أو شاهد قبرها ،حياء مكتسب عن الرؤية والرؤيا في المرايا العباسية / عمره حمولة أطنان قبل الميلاد بعد الميلاد وكيلو غرام اليوم الزئبقي ، ديك الجن شاعر ، ولأن وزنه ثقيل جدا فهو يكره الوزن ،شاعر ولأن اللغة لا تعدو أن تكون أكثر من لغة كان الديك شاعرية موقف داخل اللغة لا لغة ، شاعر ، ولأن القافية روي يلتهم نفسه نازلا إلى الهاوية مستجديا التصفيق كان بلا قافية ، ولأن العالم يعيش أزمة ورق كان يكتب لا يترك فراغا بالصفحة يخجل أن يملأ سطرا عريضا بكلمة واحدة ليجرف سوق عكاظ إلى الإنبهار الإستحسان الإستهجان مقابل ضياع بياض قابل لاحتضان كلمة أخرى كلمات أخريات في ليل الأمية الجهل التجاهل ،، ولأن البحر الطويل طويل طول العذابات ، البحر المديد مديد امتداد الجوع ، البسيط بسيط بساطة العقول / لأن البحور بحار /اختار ساقية يشرب عندها الكاسات لا يترك شيئا للصباح مخافة التلف الحموضة الخسارة ،عاكفا على اللذات يبكي كلما فاضت الكاسة أو العين على أطلال كربلاء يخزن دمعه تقية / ديك الجن شعوبي ،كذلك قال الراوي ، لكنه رزين متزن عاقل ،نقطة ضعفه ورد ،لذلك تحطيم ديك الجن ، إبعاده عن الساحة ، جس نبضه يأتي عن طريق ورد،، مرة عاد الديك من سلمية *3  وجد الإشاعات الأخبار التشكيك الأصابع تشير إلى ورد ، قتلها غيرة نقمة حبا ، ، هكذا كان القتل الأول ثم البكاء المناحات الندم .
الرواية الثانية
تركت الدار ،هجرت حمص ،اشتغلت بثديها ،ضاحكت من يضاحكها ، غنت بكل اللغات ، منحت أسهما من أسهم معمل التفريخ ، وزعت الحب كما تيسر وعادت ، عادت ، حائط يسلمها إلى حائط يسلمها إلى حائط ، وردا ذابلا بلا لون بلا طعم بألف رائحة كريهة ،، انهارت على صدري ، هوت ، فهوى فوقها حد السيف والقلب المخروق بسهم غدرها .
الرواية الثالثة
 تقول الكتب إن ديك الجن فاجأ ورد تعانق غلاما ،، قتلهما معا ،أحرقهما ، صنع من رمادهما قدحين للشراب .*4 يشرب منهما ويبكي ، وعندما تنتهي الخمور ابتداء من الحمراء حمرة وجهه إلى الويسكي ، يبكي ويشرب دموعه ندما .
الرواية الرابعة
أبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني ينفيك ياديك الجن وجودا وتواجدا ، ينسب حياتك إلى سليك ،، مرة كان هذا السليك ،عفوا ، كنت ياديك الجن بالغابة ، رموك بسهم ، عدوت هرولت إلى الدار نزيفا وكانوا وراءك ،، صعاليك القبائل ، خيرت ورد بين الموت أو الحياة بين أحضانهم ، خيرتها احتراما للشكليات ، قتلتها سواء وافقت أو رفضت ، قتلتها حبا واستئثارا بالورد يسقط مسبيا أمام الشوك . قتلتها وبكيت /أقتلك يا ورد أيتها المطلق ولا أتركك / وعندما طرقوا الباب وفتحت لهم ،، كان الأصدقاء يخبرونك أنهم تعقبوا الصعاليك وعادوا للاطمئنان عليك .*5 إبك بالخمر أيها العربيد مرفوعة إلى الدرجة الكحولية المائة واشرب الدمع اشرب الدمع جامدا إلى حدود الصفر ، هات منديل ديدمونا وتحسر عليها :
 
("أعملت سيفي في مجال وشاحها     ومدامعي تجري على خديها
   ما كان قتليـها لأني لم أكن          أخشى إذا سقط الغبار عليها
    لكن بخلت على الأنام بحبها        وأنفت من نظر العيون إليها
    فوحق نعليها وما وطئ الثرى        شئ أعز علي من نعليها ")
                                       ديك الجن
 
تعقيب :
لم يصدقوا يا ديك الجن أنك القاتل أني القاتل ..لماذا لا يرتاح الضمير يتنكب التبكيت الندم الشعور بالذنب ؟ قالوا انفلت الصعاليك وقتلوها . كيف قتلوها ؟لسنا ندري / لم تشرق الشمس أبدا/ قالوا وأخلصوا لنا التعازي وها نحن جنونا وحبا نهذي. ما قتلنا أبدا ما قتلنا. نحن الجنون الهذيان الحب العظيم فقط . أبرياء يا ديك الجن أبرياء طوال العصر الآدمي دون دفاع دون مرافعات ، للديكة فطور الصباح ، للجن أسبوع رقص وجذبة ، للإنس زردة وللحيوان قصارة . هات يديك نحن أبرياء ياهذا . هات يديك .سلام .
 
 
 
صيغة منقحة لمطولة كتبت ونشرت سنة 1978
هوامش
1-       نكتة شعبية بتصرف
2-       صيغة تهكمية شعبية بتصرف
3-       و4-عن كتاب العصر العباسي الأول للدكتور شوقي ضيف ،صفحة 325و326 طبعة 1972 بتصرف
5-       عن كتيب "القصة العربية القديمة "لمحمد مفيد الشوباشي صفحة 92و93 سلسلة المكتبة الثقافية عدد106 أبريل 1964 بتصرف



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات