مواضيع اليوم

محمد بن راشد ،، عاشق دبي ،، رجل بألف رجل

عمر شريقي

2015-05-20 07:31:56

0

 

محمد بن راشد ،، عاشق دبي

رجل بألف رجل

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكم دبي. ولد صاحب السمو الشيخ محمد يوم 15 يوليو 1949م في بيت عائلة آل مكتوم في الشندغة قرب الخور الشهير في دبي. والشيخ محمد هو الابن الثالث بين أبناء المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الأربعة، وهم - إلى جانب سموه -: سمو الشيخ مكتوم، وسمو الشيخ حمدان، وسمو الشيخ أحمد.

عاش الشيخ محمد طفولة سعيدة، وقد أحاطه أبواه - الشيخ راشد والشيخة لطيفة - وجده سمو الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم حاكم دبي - بكل عطف ورعاية، وكان محاطًا بأسرة مترابطة. وقد وجد الشيخ محمد وإخوته رفاق الطفولة بين أبناء عمومتهم وأطفال كبرى القبائل التجارية في دبي، والتي كانت تمثل الطبقة الأرستقراطية في المشيخة. وكان الشيخ محمد طفلاً رياضيًّا مفعمًا بالحيوية والنشاط، وشارك بحماس في كثير من ألعاب الأطفال مثل لعبة "الهول" و"الهويم" المعروفة باسم الحجلة. وحتى في سنوات الطفولة الأولى لم يكن الشيخ محمد يحب شيئًا قدر ما يجب أن يركل الكرة في أنحاء الفناء الرملي المسيّج بالمنزل.

ويتذكر صديق الأسرة حمد بن سوقات أن الشيخ محمد كان يتميز بالنشاط في صباه فيقول: "لقد كان دائم الحركة، يمارس الألعاب ويستكشف. وكان يتميز بالفضول، ويريد أن يعرف ما يدور من حوله".

كان الشيخ سعيد يعقد مجالسه اليومية على مقاعد خشبية قرب مدخل منزل الشندغة. ومع أن هذه المجالس كانت مجالس ودية لا يغلب عليها الطابع الرسمي؛ إلا أنها كانت بيئة تعليمية جيدة، وكان الشيخ محمد الذي كان قريبًا جدًّا من جده في أكثر الأحيان- كثيرًا ما يُرى جالسًا إلى جانب الشيخ سعيد.

وقد تعلم الشيخ محمد الصيد منذ حداثة سنه، ولاسيما رياضة الصيد بالصقور؛ تلك الرياضة العربية. ودائمًا ما كان الشيخ محمد يجدنفسه منجذبًا بشدة إلى ممارسة الرياضة والعودة إلى جذوره العربية والبعد عن العالم الذي يزداد يومًا بعد يوم اصطباغًا بالحداثة.

وبالإضافة إلى الصيد، تعلم الإخوة مبادئ الفروسية على يدَيْ أبيهم، وكان أشدهم انجذابًا وولعًا بها الشيخ محمد الذي انبرى هو وأصدقاؤه يمارسون هذه الرياضة يوميًّا، على شاطئ الجميرا في معظم الأحيان.

وبدايةً من الرابعة من عمره تعلم الشيخ محمد اللغة العربية والدراسات الإسلامية على يد معلم خاص، وبدأ تعليمه الرسمي في مدرسة الأحمدية وهي مدرسة ابتدائية صغيرة في منطقة ديرة وكانت تدرس قواعد اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والجغرافيا والتاريخ. وقد تفوق الشيخ محمد في دراسته وانتقل وهو في العاشرة من عمره إلى مدرسة الشعب، والتحق بعدها بسنتين بمدرسة دبي الثانوية.

وتوفي الشيخ سعيد في يوم 9 سبتمبر 1958م، وأصبح ابنه الشيخ راشد حاكمًا لدبي. وبدأ الشيخ راشد - بدايةً من أكتوبر عام 1958م - استعدادات جدية للتحضير لمستقبل ابنه في الحكومة.

خلال الخمسينيات كان الشيخ راشد قد جذب أكثر أفراد المجتمع موهبة للدائرة المحيطة به مباشرة، والتي كانت تضم مصرفيين وبنائين وتجارًا ومفكرين. ومع أنهم كانوا ينتمون إلى مناطق مختلفة من العالم وقد كبر الشيخ محمد كأحد أفراد هذه المجموعة الفريدة، وأصبح مشاركًا له مكانته في مناقشاتهم على الرغم من صغر سنه نسبيًّا.

وبفضل ذاكرته شبه الفوتوغرافية؛ تقدم الشيخ محمد بسرعة في مدرسة دبي الثانوية، وتمكن في نهاية العام الدراسي 1964/1965م من اجتياز امتحانات التخرج بسهولة.

كان الشيخ راشد يرى أنه مع تطور دبي فإن رجلاً له شخصية الشيخ محمد سيكون أنسب شخص للتعامل مع المطالب الأمنية الخارجية والداخلية المتزايدة. ومع وضع ذلك في الاعتبار، بدأ الشيخ راشد ينظر إلى خيارات التدريب العسكري لابنه الثالث. لكن الشيخ الشاب كان يحتاج أولاً إلى تأسيس تام في اللغة الإنجليزية، ولهذا ففي أغسطس عام 1966م سافر الشيخ محمد إلى لندن بصحبة ابن عمه الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم؛ حيث التحقا بمدرسة بل للغات في كامبريدج، وهي من كبرى المدارس المتخصصة في اللغات على مستوى أوربا.

ونظرًا لسمعتها الدولية؛ كانت مدرسة بل للغات تجذب كثيرًا من الجنسيات المختلفة؛ حيث كان يوجد في فصل الشيخ محمد كثير من الطلاب الصينيين واليابانيين، وعدد كبير من الطلاب الإسبان، بالإضافة إلى طلاب آخرين من الأمريكتين الشمالية والجنوبية، وأستراليا، وأفريقيا. وكانت المدرسة بوتقة مذهلة تنصهر فيها الثقافات والجنسيات المختلفة معًا، واستغل الشيخ محمد الفرصة ليتعلم الكثير عن زملائه في الفصل وعن بلدانهم المختلفة.

وألقى الشيخ محمد بنفسه في حماسة في المشهد الأدبي الطلابي النشط في كامبريدج واندمج تمامًا في الحياة الطلابية. وإلى جانب الشعر، كان الشيخ محمد مولعًا بالرياضة؛ ولاسيما رياضة التجديف، وفي يوم السبت 5 مايو 1967م شارك هو والشيخ حمدان للمرة الأولى في سباقات الفروسية وشهدا فوز القصر الملكي بسباق جينيس لعام 2000 على يدي جاري مور.

كما كانت الفرصة مهيأة للشيخ العربي ليمارس الهوايات العربية التقليدية، وإن كان في بيئة غربية. وكان للشيخ راشد كثير من الأصدقاء في بريطانيا، ووجد ابنه نفسه يتلقى كثيرًا من الدعوات لزيارة العزب الكبيرة لممارسة الصيد والرماية.

ومن أجل مزيد من الاستعداد لدوره المقرر أن يتبوأه في دبي؛ التحق الشيخ محمد بمدرسة مونز للضباط التي تقع في ألدرشوت على بعد قرابة أربعين ميلاً من لندن جنوبي إنجلترا. وقد أصبحت المدرسة الآن جزءًا من أكاديمية سانت هيرست العسكرية.
وعلى مدار الأشهر اللاحقة تلقى الشيخ محمد بأشد التدريبات العسكرية التي يمكن أن يوفرها الجيش البريطاني للطلبة في كلية للضباط. وكانت فترة حققفيها الشيخ محمد العديد من الانجازات؛ إذ خلال المراحل اللاحقة من الدورة التي استغرقت ستة أشهر - تمت ترقيته إلى ملازم تحت الاختبار، ثم منح لاحقًا سيف الشرف لتحقيقه أعلى علامة على مستوى الطلبة الأجانب وطلبة الكومنولث في تخصصه.

ومع دخول الشيخ محمد مرحلة العشرينيات من عمره، كان قد استوعب تمامًا كافة المجالات التي سيكون لها أهمية في حياته القادمة؛ من أدب ورياضة وعسكرية وسياسة. وعندما عاد إلى دبي عيَّن الشيخ راشد ابنه الثالث الشيخ محمد رئيسًا لشرطة دبي والأمن العام، وكان أول منصب رسمي يتبوأه الشيخ محمد. كما عيَّن الحاكم الشيخ محمد وزيرًا للدفاع في حكومته، فأصبح الشيخ محمد بذلك أصغر من شغل هذه الوزارة على مستوى العالم.

في 18 فبراير 1968م، التقى حاكم أبوظبي الشيخ زايد وحاكم دبي الشيخ راشد في مخيم صحراوي لمناقشة إنشاء اتحاد بين أبوظبي ودبي. وكان الشيخ محمد قد عاد من إنجلترا ليكون برفقة والده ولا يزال يتذكر الكلمات القليلة التي دشنت بداية الإمارات العربية المتحدة؛ حيث يقول:
"
ما رأيك يا راشد؟ هل ينبغي أن نؤسس الاتحاد؟" تساءل الشيخ زايد، ودون تردد مد حاكم دبي يده إليه وأجابه: "أعطني يدك يا زايد. لنتعاهد الآن على ذلك وسوف تكون الرئيس".
وكانت المعاهدة بينهما، أو ما يسمى باتفاق الاتحاد، بداية لبحث عن اتحاد أكبر استمر لسنوات عديدة واستغرق فيه الشيخ محمد وأبوه وإخوته.

وفي الثاني من ديسمبر من عام 1971م، اجتمع حكام أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وولي عهد أم القوين - ممثلاً لوالده - في قصر الشيخ راشد على شاطئ الجميرا في دبي؛ حيث وقعوا الدستور المؤقت الذي تم بموجبه إنشاء الإمارات العربية المتحدة.

وعلى الرغم من أن الشيخ محمد كان أصغر وزير للدفاع في العالم في ذلك الوقت. ألا أنه وفي أقل من 12 شهرًا تعامل ببراعة تامة بحكم المهمة الثقيلة المنوطة به مع أحداث الحرب العربية الإسرائيلية، ومحاولة انقلابية في إحدى الدول المجاورة وخطف طائرة في مطار دبي الدولي، كل ذلك في الوقت الذي كان يحاول فيه تكوين قوة دفاع وطنية اتحادية. وقامت القوة بأولى عملياتها الخارجية عام 1976م عندما أمر الشيخ محمد القوات بالذهاب إلى لبنان ضمن قوة الردع العربية التي كانت تحاول الحفاظ على السلام في هذا البلد الذي تعصف به الاضطرابات.

ففي الخامس والعشرين من أغسطس من عام 1977، أعلن الشيخ راشد عن تكوين لجنة برئاسة الشيخ محمد تتولى إدارة مطار دبي الدولي؛ ليصبح تطوير دبي كمركز للطيران والسياحة أبرز إنجازات الشيخ محمد الذي تبنى سياسة السماوات المفتوحة وعمل على وضع أسس صناعة سياحية ستتفجر بالحياة في التسعينيات.

خلال هذه الفترة تحمل الشيخ محمد أيضًا مسؤولية نفط دبي، وكانت هذه المهمة من أخطر المهام في حكومة دبي نظرًا لأهمية الصادرات النفطية للاقتصاد في ذلك الوقت.

وبدأت مجالس الشيخ محمد تكتسب الطاقة التي ارتبطت بمجالس الشيخ راشد في ذروتها عندما وصفت بأنها "كاميلوت العربية".
ويقول محمد النابودة وهو واحد من أبرز رجال الأعمال العرب: "هذه بيئة خلاقة يُسمح فيها للناس بالكلام بحُرِّية؛ فالشيخ محمد لا يفرض أية قيود على ما يقال. وهذا المناخ المنفتح هو الذي يؤدي إلى حوار حقيقي ومفتوح، ويحث الناس على التفكير والأداء لما هو أبعد من حدود القدرات التي يظنون أنهم يمتلكونها؛ وهذا يخرج أفضل ما لديهم".

وخلال أزمات مثل غزو لبنان والحرب العراقية الإيرانية واندلاع الانتفاضة الفلسطينية في التاسع من ديسمبر من عام 1987م، استمر الشيخ محمد في مساعدة حكومة دبي في مسيرتها للأمام. وقد قال كلينتون جونز المحلل الاقتصادي: "لقد كان هناك إيمان بالذات داخل حكومة دبي والحكومة الاتحادية. ولم يكن إخوان آل مكتوم بصفة خاصة مقتنعين بالخوض في الماء والانتظار حتى يعود الاستقرار. بل كان هناك اتجاه على مستوى المنطقة لزيادة عدد الشركات القابضة في أوربا وأمريكا الشمالية. وقد راهنت دبي على هذا الاتجاه. ومن أجل تعزيز الاقتصاد المحلي كان هناك إنفاق أكبر على مشروعات البنية التحتية. وبذلك أظهرت دبي ثقة طاغية بالذات وبالمستقبل. وقد ساعد ذلك على تهدئة اقتصاد دبي ووضع أسس المستقبل المشرق الذي نراه اليوم".

 

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في أوائل التسعينيات
في 7 أكتوبر 1990م، فجعت أسرة آل مكتوم ودبي والإمارات العربية المتحدة بوفاة الشيخ راشد بعد صراع طويل مع مرض نتيجة لسكتة دماغية. ولم يسعف الوقت الشيخ محمد وأشقاءه لالتقاط الأنفاس وتذكر إنجازات واحد من أبرز القادة في الشرق الأوسط؛ فوجدوا أنفسهم مضطرين إلى تحديد موقف الإمارات من الغزو العراقي للكويت.

وخلال أيام من انتهاء الحرب كان الشيخ محمد قد أمر بإرسال 250 طنًّا من المساعدات، بينما أسرع الجيش بإرسال فرقًا طبية إلى مدينة الكويت لإحياء الخدمات الطبية التي أتت عليها الحرب. وفي 4 مارس 1991م، أصدر الشيخ محمد بيانًا أعلن فيه اشتراك الإمارات للمرة الأولى في منطقة حرب نشطة؛ حيث قال:
"
لقد تصدرت قوات الإمارات العربية المتحدة جبهة جهود التحالف لتحرير الكويت. وقد شعرنا بالفخر الشديد لشجاعة هذه القوات وانحيازها إلى صف العدالة. واعتقد أنه لم يكن بوسعنا أن نطلب من رجالنا إبداء قدر من الاحترافية أكبر مما أظهروه بالفعل. وقد اتصل بي نظرائي من عدد من الدول ليثنوا على الدور الذي لعبته قوات السلام الإماراتية".

وقال الشيخ محمد: "سوف تستمر الإمارات العربية المتحدة في الوقوف في صف السلام .. بثبات في دعمها لأصدقائها. وسوف تظل الإمارات مكانًا عالميًّا تلتقي فيه الثقافات والديانات وتتعايش في سلام. وهذا النموذج من التسامح هو ما نأمل أن نصدره إلى باقي دول العالم...".

وخلال العدوان الصربي على مسلمي البوسنة، والذي استمر لمدة طويلة من التسعينيات، ظل الشيخ محمد يؤكد على أهمية إرسال قوة دولية إلى البوسنة، وأعلن في وضوح عن استعداد الإمارات للمشاركة في هذه العملية. وعندما تم في نهاية المطاف تكوين بعثة الأمم المتحدة العاملة في البوسنة والهرسك - خضعت هذه البعثة لقيادة حلف الناتو ولم تشارك فيها الإمارات بشكل مباشر.

لكن بأوامر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أصدر الشيخ محمد توجيهاته إلى الوزارة لتسيير العديد من الرحلات الجوية لنقل الجرحى من مسلمي البوسنة إلى أبوظبي ودبي؛ حيث كانوا يحصلون على العلاج الطبي، بينما تم توفير الإقامة والدعم المالي لأسرهم.

ومثل كثير من قادة الإمارات، كان الشيخ محمد يتبرع من أمواله الشخصية لمساعدة شعوب المنطقة خلال الصراع والمساعدة في إعادة بناء البوسنة عند استتباب السلام فيها.

وبعد الإحباط الذي تولد من الاضطرار إلى مشاهدة ما كان يجري في البوسنة من الخطوط الجانبية، تمكن الشيخ محمد من لعب دور أكثر حسمًا في أزمة أخرى نشبت خلال التسعينيات. فقد حدثت مجاعة في الصومال فاقمتها الحرب الأهلية التي اندلعت في ذلك البلد وتقرر القيام بعملية متعددة الجنسيات ? عملية "إعادة الأمل" - بقيادة قوة عمليات الأمم المتحدة في الصومال، والمشهورة باسم يونوسوم 2. وكانت حكومة الإمارات من أوائل الحكومات التي أسرعت بتخصيص الموارد لهذه القوة.

كما تم نشر القوات الإماراتية في كوسوفو عام 1999م في محاولة لإنهاء التطهير العرقي الذي كان يمارسه الصرب في هذا الإقليم. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أمر الشيخ محمد القوات المسلحة بتشييد 1000 منزل للمشردين من أهالي كوسوفو. وانصب تركيز هذا الجهد في مدينة فوسيتم؛ حيث كان مقر القوات الإماراتية التي قامت أيضًا بإدارة مستشفى سعته 60 سريرًا في هذه المدينة ويعالج أكثر من 350 شخصًا يوميًّا.

 

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وليا للعهد
في 4 يناير 1995م استيقظت دبي والإمارات العربية على نبأ مهم تصدر عناوين الأخبار في الصحف العربية والإنجليزية . ففي اليوم السابق، كان حاكم دبي- الشيخ مكتوم - قد وقع مرسومين كان لهما تأثير على مستقبل الإمارة؛ حيث تم بموجب أحدهما تعيين الشيخ محمد وليًّا للعهد في إمارة دبي، بينما أقر المرسوم الثاني الشيخ حمدان بن راشد نائبًا لحاكم الإمارة.

وقد علق الشيخ محمد على ذلك فيما بعد قائلاً: "لست أعرف إن كنت قائدًا جيدًا، ولكنني قائد، ولديّ رؤية؛ فأنا أنظر إلى المستقبل بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن. وقد تعلمت ذلك من والدي الشيخ راشد الذي كان الأب الحقيقي لدبي. وأنا أسير على دربه؛ فقد كان يستيقظ باكرًا ويذهب بمفرده ليرى ما يحدث في كل مشروع من مشروعاته. وأنا أفعل الشيء نفسه؛ فأشاهد وأقرأ الوجوه، وأتخذ القرارات، وأتحرك بسرعة.. بأقصى سرعة".

وكان هذا النهج - نهج السرعة القصوى - هو ما كان حاكم دبي - الشيخ راشد مكتوم - يتمنى أن يمسك بزمامه بالنيابة عن إمارته. وقد واصل الشيخ مكتوم والشيخ حمدان والشيخ محمد أعمال والدهم وبنوا رؤيتهم على الإطار الأساسي الذي وضعه الشيخ راشد.

وكان شعار "الوجهة دبي" هو الشعار السياحي الذي طالما كان الشيخ محمد يتبناه. وفي أواخر عام 1995م، أعلن عن إقامة مهرجان دبي للتسوق وكان من أولى المبادرات التي قام بها بصفته الجديدة وليًّا للعهد. ومهرجان دبي للتسوق مهرجان سنوي يستهدف جمع كافة جوانب اقتصاد الإمارة معًا ضمن حملة ترويجية تمتد في مختلف أنحاء العالم.

كان من الضروري أن يكون مركز مهرجان دبي للتسوق معلمًا خالدًا، وكان لدى الشيخ محمد خططه لذلك أيضًا. ولأن المرء لن يكتفي بالخطوات الصغيرة مادامت الخطوات العملاقة ستؤدي نفس الغرض - أعلن الشيخ محمد أن المسابقة الافتتاحية لكأس دبي العالمي ستقام في مارس التالي في ذروة مهرجان دبي للتسوق. وتقرر أن تكون هذه البطولة أهم سباق للفروسية على مستوى العالم بمجموع جوائز يصل إلى 4 ملايين دولار يخصص 2.4 مليون منها للفائز بالمركز الأول.

وكانت خطة "الوجهة دبي" تتطور بسرعة؛ ففي الأول من أبريل عام 1998م تم افتتاح مطار الشيخ راشد مؤْذِنًا باكتمال المرحلة الأولى من خطة توسيع المطار التي أقرتها حكومة دبي بميزانية 540 مليون دولار.

وفي مكان آخر من دبي كان العمل يجري على قدم وساق لإنشاء جزيرة اصطناعية على بعد نحو 100 متر من الشاطئ. وكانت هذه الجزيرة مقرًّا لواحد من أكثر مشروعات الشيخ محمد جرأةً وإقدامًا، وكان عبارة عن فندق برج العرب الذي عندما سينتهي العمل به سيكون أقصر من مبنى الإمباير ستيت في نيويورك بستين مترًا فقط. وفي أوائل عام 2001م، أعلن الشيخ محمد عن أكثر مشروعات خطة "الوجهة دبي" غرابةً على الإطلاق، ألا وهو "جزيرة النخلة" وكانت عبارة عن منتجع عملاق يمتد على جزيرتين تتخذان شكل النخيل وتنقسم كل منهما إلى 17 فرعًا عملاقًا وجزع، ويحيط بها حاجز مرجاني هلالي الشكل.

كما كان الشيخ محمد يمضي قُدُمًا في مشروع "طيران الإمارات" الذي اضطلع به والذي كان قد بدأه عام 1985م. وفي مايو من عام 2001م، أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة الإمارات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم أن المجموعة تخطط - بناء على توجيهات من سمو الشيخ محمد- لشراء عدد يصل إلى 60 طائرة جديدة عريضة الهيكل بقيمة تبلغ 10 مليارات دولار. وكان لدى المجموعة بالفعل دفتر بطلبيات تشمل سبع طائرات من طراز إير باص إيه 380؛ مما جعلها أول شركة طيران توقِّع عقدًا لشراء الطائرة العملاقة ذات المقاعد الخمسمائة وخمسة وخمسين والتي كان من المقرر أن تدخل الخدمة اعتبارًا من عام 2006م.

وفي عام 1985م أيضًا، تولى الشيخ محمد مسؤولية منطقة جبل علي الحرة وهي منطقة صناعية مقرها الميناء وتتركز حول ميناء جبل علي. وكان ذلك مشروعًا آخر يعكس "الثقة الطاغية" التي أشار إليها كلينتون جونز. ويقول سلطان بن سليم - رئيس مجلس إدارة هيئة منطقة جبل علي الحرة -: "كان من أهم النقاط التي شدد عليها الشيخ محمد الحاجة إلى تبسيط الأمور. وكان حريصًا على ضمان أن تخدم منطقة جبل علي الحرة أفضل بنية تحتية، لكي تمكننا من تقديم أفضل الخدمات الممكنة".

ربما كان المشاريع الأكثر جرأة في خطط دبي وهو مشروع "حكومة دبي الإلكترونية"؛ ففي عام 1995م، لم تكن هذه الرؤية معروفة إلى حد كبير سوى في الدوائر العليا في أسرة آل مكتوم، وحفنة تعد على أصابع اليد من المقربين من الشيخ محمد. وقد قال الشيخ محمد: "في مرحلة مبكرة نسبيًا، [كانت دبي قد] وضعت الخطط اللازمة لضمان الوفاء بمتطلبات التفاعل الإيجابي مع الاقتصاد الجديد. وكنا [نستهدف] التحرك في عدة اتجاهات في نفس الوقت، وأعني بذلك رفع الوعي بثقافة المعلومات، وتحسين التعليم وإعادة التفكير في المناهج والأدوات الدراسية، والبدء في مشروعات للبنية التحتية للاقتصاد الرقمي الجديد، وتدشين مبادرة الحكومة الإلكترونية...".

وفي 29 أكتوبر 1999م عقد الشيخ محمد مؤتمرًا صحفيًّا أعلن فيه: "بعد سنة واحدة من الآن، سوف نفتتح في هذا الموقع مبادرة جديدة، ليس لدبي وحدها ولكن لباقي دول العالم. ونطلق عليها اسم ?مدينة دبي للإنترنت?".

ومضى الشيخ محمد يعلن عن تفاصيل رؤيته فقال: إن مدينة الإنترنت من المقرر أن تستوعب البنية التحتية والبيئة والاتجاه الذي يمكّن من تشغيل مشروعات اقتصادية جديدة انطلاقًا من دبي مع ميزة تنافسية مهمة. وكان الشيخ محمد قد حدد موعدًا نهائيًّا لاكتمال هذه المبادرة يبلغ 365 يومًا فحسب. ووفقًا لأي مقياس؛ تعد هذه حركة جريئة تمت على أمل توطيد اسم الإمارة في صناعة التكنولوجيا التي تعد أسرع الصناعات نموًّا على مستوى العالم.

وبحلول سبتمبر من عام 2000م، كان أكثر من مائة من شركات تكنولوجيا المعلومات قد مُنحت تراخيص للعمل في مدينة دبي للإنترنت، بما فيها عمالقة الصناعة: مايكروسوفت، وأوراكل، وكومباك. وكانت هناك 350 شركة أخرى بانتظار الترخيص. وكان حجم الاستثمارات الكلية التي خططت الشركات المرخصة لإنفاقها يناهز 700 مليون دولار.

لقد كان الشيخ محمد يدرك جيدًا أن قطاع الأعمال لم يكن القطاع الوحيد الذي كان يحتاج إلى التحديث، إذا كان لدبي أن تظل في صدر التنمية العالمية. وفي الحادي عشر من مايو من عام 1999م، أعلن الشيخ محمد عن مبادرته الأخيرة أمام جمع من كبار المسؤولين في جوائز دبي للجودة؛ حيث قال: "خلال 18 شهرًا من هذه الليلة، ستكون حكومة دبي بأكملها على الخط، وهو عامل سيؤدي إلى زيادة الكفاءة ويجعل عمل الحكومة أسرع وأكثر سلاسة. وفي هذا الصدد أود - ضمن أشياء أخرى - أن أرى طلبات الحصول على التأشيرة وغيرها من المعاملات تتم على الخط، وأن تتواصل الدوائر الحكومية بعضها مع بعض إلكترونيًّا". وتم الوفاء بالموعد النهائي الذي حده سموه، وتميزت دبي بأن أصبحت أول حكومة إلكترونية بالكامل على مستوى العالم.

مع الهجمات التي استهدفت مركز التجارة العالمي والبنتاجون في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001م- بدأت واحدة من أصعب الفترات في تاريخ العالم الحديث.

وقد أصدر الشيخ محمد بيانًا في السابع والعشرين من سبتمبر حدد فيه موقفه، ويعكس في الوقت نفسه موقف قسم كبير من العالم الإسلامي؛ حيث قال:
"
فيما يتعلق بالحملة الحالية التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب - ما من شك في أن جريمة هائلة قد ارتُكبت في حق الولايات المتحدة، وقد أدنَّا تلك الجريمة ومرتكبيها. وقد أبلغنا الإدارة الأمريكية تعاطفنا مع ضحايا الهجمات ودعمنا للجهود التي تستهدف مكافحة الإرهاب في إطار دولي... والعالم بأكمله مجمع على محاربة الإرهاب. ونحن في العالمين العربي والإسلامي جزء من هذا العالم ولدينا اهتمام حقيقي بالقضاء على هذه الظاهرة البغيضة.

ولئن ظهر في تاريخنا المعاصر شيء يناقض التسامح والتعاون والطيبة التي ينص عليها ديننا؛ فإن هذا الشر قد ارتكبه من اقترفوا هذه الجريمة النكراء وليس الدين نفسه. ولا يجوز أبدًا أن نلصق هذه الأفعال الإرهابية بالإسلام والمسلمين... فالإسلام دين العدل والتسامح والسلام العالمي. ويوجد في الغرب أناس منصفون يعرفون المسلمين الحقيقيين وتعاليم الإسلام الحقيقية التي تدعو للتعايش السلمي بين كافة الأديان والطوائف".

وعلى الجبهة الإنسانية، نشط الشيخ محمد للغاية من خلال مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية. وفي 3 أكتوبر من عام 2011 قدمت المؤسسة طلبًا لتأسيس مخيمات للاجئين في كل من أفغانستان ووراء الحدود في باكستان. وتبرع الشيخ محمد بمبلغ 5 ملايين دولار من أمواله الخاصة لدعم هذه القضية، كما قدم مزيدًا من الأموال فيما بعد وتبرع بمبلغ 5 ملايين دولار لحساب ضحايا مركز التجارة العالمي.

وفي يوم 27 أكتوبر، كان فريق جودولفين التابع للشيخ محمد في نيويورك للمشاركة في كأس مربي الخيول. وكان منظمو المسابقة قد كرسوا الكأس لأُسر رجال الإطفاء، وضباط الشرطة، وأفراد خدمات الطوارئ في مدينة نيويورك، وغيرهم من الضحايا في المجتمعات المجاورة ممن فقدوا حياتهم نتيجة للهجمات الإرهابية. وتم تحديد هدف جمع مليون دولار أمريكي. وحققت البطولة نجاحًا هائلاً لفريق جودولفين الذي حصد نحو 2.5 مليونين ونصف المليون دولار جوائز تم التبرع بها جميعًا لهذه القضية.
وكان هذا العمل يمثل مظهرًا عامًّا بارزًا للصداقة بين الثقافات والمجتمعات التي ربما كانت علاقتها في ذلك الوقت تقف في مفترق طرق. ومن خلال إشاراته وإيماءاته تجاه الأفغان والأمريكان على حد سواء، بالإضافة إلى كلمات التعازي التي قدمها - ضرب الشيخ محمد المثل للتصرف الحكيم لرجل الدولة.

ثم نشبت أزمة أخرى مع الهجمات الوحشية التي شنها الإسرائيليون على فلسطين في عام 2002م. وقد سعى الشيخ محمد مثل زملائه من زعماء المنطقة - للضغط من أجل السلام ومساعدة الفلسطينيين. ورافق الشيخ محمد الشيخ مكتوم في زيارة إلى بيروت لحضور القمة العربية؛ حيث أيد كلاهما خطة السلام التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية، وظلا يضغطان منذ ذلك الحين ? من خلال القنوات الدبلوماسية - لكي تجبر الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل على التراجع عن الخيار العسكري والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وبدءًا بالأسس التي وضعها الشيخ محمد وأسرته في الوطن - بما فيها مشروعات مثل مدينة الإنترنت بدبي ومدينة دبي للإنتاج الإعلامي ومركز دبي المالي العالمي - إلى مبادئ التنمية الحديثة التي تم إرساؤها في دولة الإمارات العربية المتحدة، ظل الطريق نحو التقدم واضحًا. ومن خلال القيادة والرؤية والابتكار يأمل الشيخ محمد إلى قيادة شعب دبي والإمارات العربية المتحدة؛ بل وشعوب الشرق الأوسط - إلى مستقبل أكثر إشراقًا.

 

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي
في الرابع من يناير من عام 2006م، أصبح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكما لدبي عقب وفاة المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم أثناء زيارة له إلى أستراليا. وفي الخامس من يناير، اختار أعضاء المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمدًا نائبًا لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي الحادي عشر من فبراير من عام 2006م، رشح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمدًا رئيسًا للوزراء، واعتمد المجلس ترشيحه.

وأدى صاحب السمو الشيخ محمد وأعضاء وزارته اليمين الدستورية أمام صاحب السمو الشيخ خليفة في قصر البطين في أبوظبي.
ويعتبر الشيخ محمد تجسيدًا للزعامة النشطة والناجحة؛ فهو رجل وعد وأوفى، وأصر على التميز فلم يحقق سواه، وعرّف دور الزعيم وأداه على الوجه الأكمل.

وبفضل رؤيته ألّف صاحب السموالشيخ محمد بنجاح قصة نجاح دبي في زمن قياسي، ووضع الإمارات العربية المتحدة على مسار فريد صارت دول العالم تتنافس لحذوه.

ومنذ أن أصبح الشيخ محمد نائبًا لرئيس الدولة ورئيسًا لوزراء الإمارات وحاكمًا لدبي - تم طرح مبادرات رائدة.
وقد شهد عام 2007م تحقيق الشيخ محمد إنجازاتٍ فريدةً؛ سواء على المستوى المحلي، أو على مستوى المنطقة.
ففي الثالث من فبراير عام 2007 أعلن الشيخ محمد عن خطة دبي الاستراتيجية لعام 2015م والتي تستهدف تعزيز مكانة دبي البارزة في المنطقة، وتعزيز دورها كمركز دولي اقتصادي ومالي.
وسوف تستخدم هذه الاستراتيجية باعتبارها خارطة طريق للتنمية في السنوات القادمة.

وفي السابع عشر من أبريل من عام 2007م، كشف الشيخ محمد النقاب عن خريطة استراتيجية حكومة الإمارات التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة في مختلف أنحاء البلد، واستثمار الموارد الاتحادية بكفاءة أكبر؛ بما تستلزم من دأب واجب، ومساءلة، وشفافية في مختلف الهيئات الاتحادية.

وعلى مستوى المنطقة كان أبرز إنجازاته تدشين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في يوم التاسع عشر من مايو من عام 2007م بوقف بلغ 10 مليارات دولار. وقد أعلن سموه عن ذلك في المنتدى الاقتصادي العالمي ذي المكانة الرفيعة على مستوى المنطقة والذي انعقد آنذاك في الأردن.

وتهدف المؤسسة إلى تشجيع التنمية البشرية من خلال الاستثمار في التعليم وتنمية المعرفة في المنطقة بتربية قادة المستقبل في القطاعين العام والخاص، وتشجيع البحوث العلمية، ونشر المعرفة، وتشجيع رواد الأعمال، وتمكين الشباب، وتجديد مفهوم المستقبل، والمحافظة على التراث، وتشجيع منصات للتفاهم بين الثقافات المختلفة.

في العشرين من سبتمبر من عام 2007م، دشن الشيخ محمد حملة "دبي العطاء ". وقد أضحت هذه الحملة ? التي تم خلالها جمع مبلغ قياسي بلغ 3.4  مليار درهم (بما يعادل مليار دولار أمريكي تقريبًا) في أشهرها الأولى - واحدة من أكبر الحركات الإنسانية على مستوى العالم التي تركز على مكافحة الفقر، ونشر المعرفة، وتوفير التعليم للأطفال في أفقر دول العالم.
وفي الثالث من سبتمبر من عام 2008م، أزاح الشيخ محمد الستار عن مبادرة "نور دبي" التي تستهدف توفير خدمات رعاية العيون لأكثر من مليون شخص في الدول النامية. وقد تم تدشين هذه المبادرة في سياق السعي من أجل عالم خالٍ من حالات العمى التي يمكن علاجها.

وفي محاولة من سموه لتشجيع الابتكار، أعلن الشيخ محمد عن مجموعة متنوعة من الجوائز سواء في دبي أو الإمارات العربية المتحدة؛ منها: جائزة الصحافة العربية، وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وجائزة  دبي للقرآن الكريم، وجوائز رواد الأعمال الشباب. وقد شجعت هذه الجوائز مناخًا تنافسيًّا في القطاعين العام والخاص للسعي من أجل التميز.

لقد شهدت السنوات الماضية تقدمًا كبيرًا على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية: فقد تم تدشين مشروع الحكومة الإلكترونية؛ وتم افتتاح مترو دبي؛ وهو عبارة عن خط سكك حديد خفيف ينقل عشرات الآلاف من الركاب يوميًّا، بالإضافة إلى 



تأسيس عدد كبير من الشركات الاستثمارية التي أقامت شراكات عالمية في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة والموانئ وإدارة الاستثمارات العقارية.

وقد حدد الشيخ محمد رؤيته العالمية في كتابه "رؤيتي"؛ حيث يستعرض فلسفته ورؤيته السياسية والاقتصادية. ولا تزال النسخة العربية من الكتاب تتصدر قوائم أكثر الكتب بيعًا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والدول الأخرى.

كما يستعرض سمو الشيخ محمد في الكتاب بالتفصيل كيف تم قيادة دبي والإمارات العربية المتحدة إلى مكانتها الراهنة كمركزين دوليين مشهورين بخدماتهما المالية والتجارية رفيعة الجودة والسياحة الفاخرة، وسعيهما من أجل التنمية البشرية والهيكلية المستدامة.

-------------------------------------------------------------------

عن موقع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

http://www.sheikhmohammed.ae/vgn-ext-templating/v/index.jsp?vgnextoid=485d16b14cf25310VgnVCM1000003f64a8c0RCRD




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !