مواضيع اليوم

قوقة .. رابح التيجاني

التيجاني رابح رابح

2019-04-08 21:24:37

0

 

 

قوقة .. رابح التيجاني

 

 هذه الفوائد الصحية لـ



 كنت أحسب أن حبي للورود حقيقة أكيدة وراسخة ، فالناس


يحبونها ، وأنا إنسان ، إذن فأنا أحبها ،  ذلك ما خيل لي وترسخ في


يقيني سنينا ، بل وتغنيت به مصاحبا زكريا أحمد ، الورد جميل ، من


  اليمين إلى اليسار، وجميل ال-------------------------------ورد ،


من اليسار إلى اليمين ، غير أن انفرادي بقوقة  قلب اعتقادي الراسخ


رأسا على عقب وزعزع قناعاتي التي آمنت بها إيمان العجائز وما



تحمست أبدا للشك أو التشكيك فيها ، الورد جميل ، جميل الورد ،ذهابا


وإيابا  ، تزعزع يقيني ليس بمنظور النفعية وقياس الجدوى أو نسبية


الجمال أو المفاضلة أو صدقية ومصداقية الورد تبرعما وذبولا ، أبدا


ومطلقا ، ولكن لسبب بسيط تختصره وتجمله عبارة موجزة ودالة


تتمثل في غنج القوقة وجاذبيتها وإغرائها ، اختليت بالقوقة وكان ثالثنا


الشهوة ،ورابعنا الشهية ، وطفقت أقوقها وريقة وريقة حتى تعرت


تماما كما في مشاهد الستربتيز ،الله يسترنا ويستركم، أقوقها بلذة


متزايدة وشبق جنوني ، وبمنتهى التريث والبطء والحذر ، عملا


بالنصيحة الخالدة :يا أبي لا تسرع إننا في انتظارك ، أقوقها وألثمها


مع كل وريقة وأقضمها مستمتعا برحيقها ومستمعا لإيقاعها المتكسر


وسريان أثرها وتأثي--------------------------------------رها.

  


   انكشفت القوقة تماما  ، ولا أدري ما سر ربط القوق في عاميتنا


بالكذب  وربط القوقة بالمرأة الفاتنة ، انكشفت القوقة ككذبة حقيقية


صادقة مائة في المائة ، وكان لزاما تشذيب قاعها ونتف جدائل شعرها


 ،خصلة خصلة ، على غرار الزحف زنقة زنقة ،إلى أن أمست ملساء


تسر الناظري--------------------------------------------------ن


 و استوت كصحن من الصحون الطائرة ، أو كحلوى العيد ، لتعبر


لمقامات أرقى شفافية وتمتزج بالفول وما أدراك ما الفول وتتماهى


بالبطاطس والمصونة الجلبانة في أبهى ما يكون الذوبان وتلتحم باللحم


والشحم ونخاع العظم في أرقى حالات التصوف والحلولية حتى تغيب


عن النظر والرؤية والرؤيا ، فلا هي حاضرة بحضورها ولا هي


غائبة بغيابها .




فاحت القوقة بنكهتها وهيمنتها ولذيذ مذاقهاوشذى عبيرها ، ومن يومها


لم أعد أستطيع الحلم بباقات الورود على عادتي وأمسيت مغرما بأي


قوقة أراها ، أسقط وأقوم صريع هواها ، عاشق وريقاتها وقليبها وكل


ذرات كيانها الممتع والمفيد الجميل واللذيذ جسدا وروحا قلبا وقالبا


شكلا و جوهرا منظرا ومخبرا .ومن ياترى يدعي عكس ذلك، والقوق


دائما الفوق ، مشرف في كل سوق ، وهو من أسرة الحقوق العريقة


،يهبك طواعية ورضاء وهدوء ودون بوق كل ما لك عليه ولا يسألك


عطاء ولا جزاء ، ومعارفه وأحبابه في كل مكان وزمان لهم الصيت


الذائع والإسم الشائع  والحضور اللامع وحسبنا أن نذكر منهم البرقوق


والزيتون مشقوق واللوزمدقوق وكل  موجود ينتهي  به  أو يستهل 


بحروفه أو يتوسطه هذا  المعش---------------------------وق  


هذه القوقة وكم هي الآمال في رضى  قليبها علينا وأن يدوم رطبا


وحنونا ومتناغما معنا وشغوفا بنا ووفيا لنا وأن نظل عند حسن ظنها


بنا مثلما نحن لانراها إلا بعين الحب ولا نناجيها إلا بهمس القلب


الكلب ولانسمعها إلا برحاب الوجدان الولهان الظمآن العطشان


الجوعان التعبان




 هل كنت مخدوعا قبل أن أكتنه أسرار قوقتي  ، هل عشت مخدوعا


بما حفظناه دون وعي والمغني يغني يا وردة الحب الصافي  تسلم


إيدين اللي سقاكي  ويا جمال الورد رسول العشاق   دليل المشتاق ويا


ورد مين يشتريك  وللحبيب يهديك وعلاش قطفوك أوردة وعلاش


غصبوك وعلاش قطعوك صغيرة وعلشان الشوك اللي في الورد أحب


الورد ،  وأي ورد هذا يستقبلك بشوكه قبل شذاه ، وما جدوى الورد


في حضرة قوقة أنيقة  جميلة ولذيذة في آن ،  أرشق وأفضل  ، تنظر


وتؤكل ،ممتعة ومفيدة متلفعة بوريقاتها كأبهى عروسة تتقن جدلية


الخفاء والتجلي ونظريات التبرعم المجدي والمغري ويستحيل أن


تصمد أمام إغرائها وإثارتها لحظة التعري الوئيد وهي تمنحك قلبها


وتلقي بعيدا كل ثيابها قطعة قطعة ، وتدمغك ثانية بعد ثانية بدمغتها من


أصابعك حتى شفاهك ولسانك وأسنانك وكل كيانك ، فلا أنت تتخلص


منها ولا هي تتخلص منك ، ليس الخلاص الأبدي ، وليس الخلاص


بمعناه النقدي المالي ،وإنما بمعنى الفناء الذي خبره رموز العشق


فماتوا وما ماتوا إلى يومنا هذا من شهرنا هذا من عامنا هذا ولن


يموتوا غدا أو بعد غد  .









التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات