مواضيع اليوم

طالبة أبكت مدرسيها

عمر شريقي

2014-12-12 17:17:49

0

طالبة أبكت مدرسيها ،،!!

سها تأكل وتطعم أهلها من بقايا سندوتشات الطالبات

-----------------------------

حينما ينشأ فارقٌ كبير، بين افراد المجتمع ويحدث فجوة بينهم من حيث الطبقات الاجتماعية غني مرفه وفقير معدم وغياب العدالة والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ، حينما يتم إﻫﻤﺎل ﺤق اﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﻔﻘراء تنشأ الجرائم، والفساد، والدعارة والسرقة ، والاحتيال، والتسول واﻻﺒﺘزاز واﻻﺨﺘطﺎف والنصب والشعوذة والقتل و انعدام للثقة ، والجوع  وتنهار كل الحدود والقيود والحصون أمام الفقر فالمال قوام الحياة ، بدون العداله .

 

 ماذا اكتب وماذا أقول هل أصرخ أم أبكي أم أكبت دموعي في داخلي علها تشفي ما بقلبي من ألم .   أنها قصة تتكلم عن طالبة لا أحد يتخيلها ،، فقر شديد  ،، انها انسانه تحب الحياة والمدرسة وتعشق مدرستها بكل جنون .

هذه القصة التي سأتلوها عليكم حدثت في اليمن وسردها لي صديق وزميل كان شاهدا عليها .

 

  قررت ادارة المدرسة في العاصمة صنعاء أن يكون هناك تفتيش مفاجئ للبنات داخل الفصول. طبعاً كان التفتيش عن كل ممنوع يدخل إلى المدرسة لأنها للعلم وليس للتسلية واللهو  كما قالت احدى الاداريات في المدرسة كالجوالات ذات الكاميرا والصور والرسائل والمكياجات ..وغيرها! وأخذت اللجنة تجوب الفصول الدراسية بكل ثقة .. وتخرج من فصل لتدخل الآخر.. وحقائب الطالبات مفتوحة أمامهن.. كانت الحقائب خالية إلا من بعض الكتب والأقلام والأدوات المدرسية المعروفة! انتهى التفتيش تقريبا وبقي فصل واحد حيث كانت هذه الطالبة صاحبة القصة فماذا حصل ؟ دخلت اللجنة إلى الفصل بكل ثقة كما هي العادة .. استأذنّ الطالبات في تفتيش حقائبهن!!.. بدا التفتيش.. كان في طرف من أطراف الفصل طالبة تدعى سها كانت دائما منعزلة وتعرف بأخلاقها وأدبها وحسن سلوكها ، لا تحب الاختلاط ببقية الطالبات، وتغيب عن انظارهن في الفسحة وكانت تحب الانزواء رغم انها ذكية ومتقدمة دراسيا.. كانت تنظر للجنة التفتيش بطرف كسير وعين حارة .. وكانت يدها على حقيبتها!! وكانت هذه الطالبة نظرها يشتد كلما قرب منها الدور.. يا ترى ماذا كانت تخبئ داخل حقيبة هذه الطالبة ؟؟؟ وما هي إلا لحظات حتى وصلت اللجنة تلك الطالبة.. أمسكت بحقيبتها جيدا .. وكأنها تقول والله لن تفتحوها!! وصل دورها.. بدأت القصة أزيح الستار عن المشهد.. افتحي الحقيبة يا سها.. نظرت الطالبة بعين حزينة وهي صامتة إلى المفتشة.. وقد ضمّت الحقيبة إلى صدرها!! هاتي الحقيبة يا ابنتي.. رفضت وتعنتت وصرخت بقوة …لا…لا…لا وبدا النقاش الحاد.. افتحي الشنطة ..لا..هاتي ..لا.. يا ترى ما هو السر … وما هو السر وراء رفض الطالبة للتفتيش وماذا في هذه الشنطة ؟؟؟ بدأ العراك وتشابكت الأيادي .. والحقيبة لازالت تحت الحصار ولم يستطعن انتزاعها من بين يدي الطالبة وكانت تضمها الى صدرها بشكل جنوني وتوترت كثيرا وانفجرت باكية!! دهشت الطالبات .. اتسعت الأعين .. وقفت المدرسات التي يعرفنها بأنها ذكية ومثابرة ومسكينة وليست فوضوية، وقفن مذهولات من هذا المنظر..!! ساد القاعة صمت عجيب.. يا إلهي ماذا يحدث وما هو الشيء الذي داخل الحقيبة... ! وبعد مداولات اتفقت اللجنة على أخذ الطالبة سها وحقيبتها إلى إدارة المدرسة شرط ألا تغيب عن اعينهن لكي لاترمي ماتخفيه وتتخلص منه في اي مكان.. أخذوها  وبحراسة مشددة من اللجنة والمدرسات وبعض الطالبات الفضوليات.. دخلت الطالبة إلى مقر الإدارة .. ودموعها تتصبب كالمطر.. وأخذت الطالبة تنظر في أعين الحاضرات نظرات مليئة بالحقد والغضب .. لأنهن سيفضحنها أمام الملأ..!! ونظرا لسلوكها المنضبط طيلة السنة ولأنها لم تعرف بالمشاكسة ولا الفوضوية، أجلستها مديرة المدرسة وهدأت الموقف وطردت الطالبات الفضوليات وحاولت ان تعتذر للمدرسات وأخرجت عددا منهن وأبقت اللجنة وبعض المدرسات فقط.. هدأت هذه الطالبة المسكينة .. فقالت المديرة ماذا تخبئين يا ابنتي..؟ وهنا وفي لحظة مرة.. لحظة عصيبة.. فتحت الطالبة حقيبتها!! يا إلهي ..ما هذا ؟ ماذا تتوقعون … ؟؟ أحسنوا الظن… لمن بدأ يقرأ بظن سيء..! إنه لم يكن في تلك الشنطة أي ممنوعات!!! أو محرمات أو جوالات أو صور لا والله!!!! إنه لم يكن فيها إلا.. ؟ بقايا من الخبز ( السندوتشات) نعم هذا هو الموجود,,! وبعد سؤال الطالبة عن هذا الخبز.. قالت : بعد أن تنهدت هذا بقايا الخبز الذي يتبقى على الطالبات.. حيث يبقى من السندوتش نصفه أو ربعه فاجمعه!! وافطر ببعضه .. واحمل الباقي إلى أهلي! نعم إلى أمي وأخواتي في البيت ليكون لهم الغداء والعشاء!! اننا أسرة فقيرة ومعدمة .. وليس لنا احد ولم يسأل عنا أحد!! وكان سبب منعي من فتح الحقيبة .. لكي لا أحرج أمام زميلاتي في الفصل وتبقى سيرتي على كل لسان في المدرسة ويمكن يتسبب هذا في اني لن اواصل دراستي اذا افتضحت.. فعذرا على سوء الأدب معكن! في هذه الأثناء انفجر الجميع بالبكاء .. بل وطال البكاء أمام هذه الطالبة الموقرة! وأسدل الستار على هذا المشهد المؤلم .. الذي نتمنى جميعا ألا نشاهده.. لذا إخواني وأخواتي هذه حالة واحدة من المآسي التي ربما تكون بجوارنا في الأحياء وفي القرى ونحن لا ندري وربما نتجاهل أحيانا عن هؤلاء !!

-------------------------------------------------------------




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !