مواضيع اليوم

جبر الخواطر

جبر الخواطر

بقلم محسن الصفار

عندما حلت ذكرى ميلاد ابن سعيد ذهب الى محل الحلويات الذي اعتاد شراء كعكه الميلاد منه وعندما وصل الى مقصده و سلم على صاحب المحل واتجه مباشرة الى حيث يتم تسليم الطلبات وكان هناك عدة عاملات من بينهن شابة صغيرة السن يبدو من حركاتها وطريقة كلامها ان لديها اعاقة ما  سلم سعيد عليها برقة واعطاها اسمه كي تسلمه الطلب جلبت الفتاة الكعكة ولكن لم يكن عليها كتابة فأشارت الفتاة الى عاملة اخرى كي تقوم بالكتابة عليها ولكن سعيد اصر ان تقوم الفتاة نفسها بالكتابة فتحرجت العاملة الاخرى وقالت :

- ولكن يا سيدي اخشى ان يؤدي ذلك الى تخريب كعكتك دعني اقوم بذلك

ولكن شيئا ما جعل سعيد يصر على ان تقوم الفتاة بذلك وقال

- هي كعكتي ولا مانع عندي في ما يحصل لها

اخذت الفتاة  الكريما من العاملة وبدات تكتب الكلمات التي يلقنها لها سعيد وعندما انتهت كان شكل الكلمات مضحكا ومبعثرا وبالكاد يقرأ ولكن سعيد فتح فمه كعلامة تعجب وانبهار وقال:

- يا الهي هذه اجمل كتابة على كعكة رأيتها في حياتي هذه ليست كتابة بل لوحة فنية

قلت الفتاة بارتباك وبكلمات بالكاد تكون مفهومة :

- ششششكرا يا سسيدي

اخرج سعيد ورقة نقدية واعطاها للفتاة وقال :

- عمل جميل كهذا يستحق مكافأة مجزية وهذا بقشيش من اجلك ومن الان وصاعدا جميع الكعكات التي اشتريها اريدك انت ان تقومي بالكتابة عليها

اخذت الفتاة الورقة النقدية وهي تكاد تطير فرحا وبعدها توجه سعيد الى الصندوق ودفع ثمن الكعكة وذهب الى السيارة حيث فتح الصندوق ووضع الكعكة عندما سمع صوت صاحب المحل يناديه فاغلق الصندوق واتجه نحوه فقال الرجل المسن :

- اريد ان اشكرك على مافعلته اليوم هذه الفتاة هي حفيدتي وهي مصابة بالتوحد وتعاني من صعوبات في النطق والسلوكيات الحركية  وفوق ذلك هي يتيمة الابوين وتعمل هنا لمساعدة العاملات ولكن مع الاسف فأن اغلب الزبائن يتعاملون معها بفضاضة وكانها مصابة بالجرب لدرجة أن احدهم ذات مرة قال :

 هل هذا محل حلويات ام مستشفى امراض عقلية ؟ ما هذه الاشكال التي تسد النفس

طبعا طردته ولكن كان لذلك اثر مدمر على الفتاة واليوم ما قمت به جعلها تطير من الفرحة  وتحمل الورقة النقدية وكأنها وسام وتقول الله يخليه الله يخليه  لقد جبرت بخاطرها الله يجبر بخاطرك بارب واسمح لي ان ارد لك ثمن الكعكة فقد افسدت الكتابة مظهرها الجميل
دمعت عين سعيد وقال

- لا شيئ ياسيدي هي مثل بنتي واالله يحفظها لكم ولن اقبل باي نقود هذه حقا وبدون مجاملة اجمل كعكة اشتريتها في حياتي

ما أن انتهى سعيد من هذا الكلمات حتى سمع الاثنان صوت ارتطام هائل وزجاج يتطاير وعندما انجلى الغبار شاهدا شاحنة كبيرة فقد سائقها السيطرة عليها جاثمة فوق سيارة سعيد بعد ان سحقتها بشكل كامل ولولا ان الرجل قد ناداه لكان في السيارة وتهشم معها .

بقي سعيد مذهولا و غير مصدق لما يرى فهاهو قد افلت من براثن الموت بأعجوبة وبشكل لايصدقه عقل وعندما استعاد نفسه قال للرجل بجانبه

- سبحان الله لم ادرك أن جبر الخواطر صدقة تدفع البلاء عن الانسان وأن الكلمة الطيبة عند الله لاتقل عن صدقة المال فسبحان الله والحمد لله الذي نجاني من قدر محتم برحمته وربما بفضل دعاء هذه الطفلة .

* قصة خيالية

*جميع الحقوق محفوظة

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات