مواضيع اليوم

تهجير المسيحيين والاستيلاء على ممتلكاتهم

سركوت كمال

2018-12-01 14:28:22

4

 بقلم/ المحامي سركوت كمال علي

بعد سقوط بغداد عام 2003م , تعرض الاقليات في العراق وما زالوا يتعرضون للقتل والتهجير والاستيلاء على ممتلكاتهم , سواء من قبل الميلشيات التابعة للاحزاب المتنفذة او داعش او المافيات.
فلقد تم ويتم الاستيلاء على اعداد هائلة من عقارات المسحيين, وبيع معظمها باوراق مزورة, وتسجيلها في دوائر التسجيل العقاري بصورة رسمية.
ويؤكد مسؤولون في الدوائر العقارية بانه تم اغتصاب اكثر من 57 الف من عقارات المسيحيين خلال السنوات الماضية في العراق.
وبعد 10انسحاب الجيش العراقي من مدينة الموصل في يونيو 2014 وسيطرة داعش على مدينة الموصل, تم تفريغ المدينة من المسيحيين.
ففي 12 يوليو نشر البيان الخاص بأحوال المسيحيين من أهالي الموصل بالمنشورات الورقية وعبر مكبرات الصوت ولأجل تخييرهم مابين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو القتل، ولاحقا تم تبديل البيان ببيان آخر جديد في يوم 17 تموز يخير فيه المسيحيين بين مغادرة المدينة او القتل، وسبب ذلك نتيجة رفض البيان الأول حيث تم تحديد مدة 24 ساعة لخروجهم ومصادرة املاكهم في مدينة الموصل وان لم يخرجوا فسوف يتعرضون للقتل. 
غادر المسيحيون من مدينة الموصل بعد اجبارهم على المغادرة متجهين نحو مدن سهل نينوى واقليم كردستان وكان عددهم عشرات الآلاف, ولقد تعرضوا اثناء مغادرتهم إلى نهب وسرقة مقتنياتهم الشخصية من أموال وحلي وهواتف نقالة وملابس بالإضافة إلى سلب المستمسكات الثبوتية الشخصية منهم ولعب الاطفال من قبل حراس السيطرات على مخارج المدينة والمعينين من قبل تنظيم داعش بذريعة امتثالهم لأوامر الخليفة القاضية بخروجهم بأنفسهم فقط.
وخلت مدينة الموصل من المسيحيين, ولقد استولى تنظيم داعش على املاك وبيوت المسيحيين وسرق محتوياتها ثم حرقها وتفجيرها.
وبعد داعش, بدات الميلشيات التابعة للاحزاب المتنفذة بالاستيلاء على المئات من العقارات في مدينة الموصل.
حيث يتم تزوير اضابير ممتلكات المسيحيين ويتم بيعها عدة مرات للتغطية على عمليات التزوير.
او تزوير وكالات لإتمام عملية البيع والشراء, واحيانا يتم اللجوء الى استخدام القوة او التهديد لإجبار صاحب العقار ببيع عقاره وبالسعر الذي يريده الجماعات المسلحة والتابعة للأحزاب المتنفذة, فمثلا اذا كان سعر العقار يساوي مليون دولار يتم دفع مائتان الف دولار.
واحيان اخرى يلجا بعض الاحزاب وعن طريق ميلشياتها بالخطف والتهديد لارغام صاحب العقار ببيع عقاره بالسعر الذي هم يريدونه.
وقبل اشهر قليلة بدأت فصائل من الحشد الشعبي ببناء مجمعات سكنية في مناطق سهل نينوى التي تمثل موطن المسيحيين في العراق، فيما اعتبر معنيون ذلك تغييرًا ديموغرافيًا للمنطقة.
وقال مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف بكردستان خالد البيرت، إن فصائل الحشد الشعبي بدأت باستقدام عائلات من المكون الشيعي؛ لإسكانهم في تلك المنطقة، كما بدأت أيضًا بإنشاء مشاريع سكنية لهم.
ويتهم المسيحيون بشكل عام الحكومة العراقية بتجاهل مكونهم والتخلي عنه في مواجهة الممارسات التي تعرض لها على يد تنظيم داعش إبان سيطرته على نينوى عام 2014، وكذلك ممارسات الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي واستفزازاتها للسكان المحللين؛ للضغط عليهم بهدف عدم العودة إلى مناطق سهل نينوى.
وتتألف مناطق سهل نينوى من ثلاثة أقضية هي: الحمدانية، والشيخان، وتلكيف. وتعتبر الموطن التاريخي لمسيحيي العراق، ويشاركهم فيها عدد من المكونات الأخرى، كالشبك والأيزيديين وغيرهم.
وبسبب عمليات الخطف والتهديد والقتل نزح الالاف من المسيحيين الى خارج البلاد, وهذا اثر وبصورة كبيرة على التركيبة السكانية للمسيحيين في العراق.
ومقارنة بأعداد المسيحيين في العراق قبل 2003م والان سنجد هناك فارقا كبيرا في اعدادهم بسبب ما تعرضوا له من خطف وقتل واستيلاء على ممتلكاتهم.  
وربما ليس مستبعدا ان يصدر بعد سنوات قليلة قانونا يسقط الجنسية العراقية عن المسيحيين بسبب مغادرتهم العراق , ومصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة كما حدث سابقا مع اليهود.
فنحن في بلد تغرق فيه الاسماك والنقود..............................
   



التعليقات (4)

1 - عاشت يدك أستاذ سركوت كمال

عراقي مسيحي - 2018-12-03 17:43:55

يا اخ سركوت العراق العربي من اساسه يعني بعد احتلاله من قبل الإعراب و تعريب بقية السكان فهو تشكل على السرقة و مبدأ القوي يسرق الضعيف و هذا قانون ماشي في العراق و السرقة في المجتمع البدوي لم تكن عيبا حسب ما يذكره الدكتور على الوردي و الشخص الذي لا يسرق و ينال قوته بتعبه و عرق جبينه فهذا الشخص انسان ضعيف لا يستحق الاحترام حسب العرف البدوي الذي ينحدر أغلبية العراقيين من أصول بدوية و الباقين فقد تشربوا القيم البدرية فلا غرابة عند ما تنفلت الأوضاع في العراق و لا يكون هناك قانون يجنب الضعفاء فأكيد القوي سيأمل الضعيف انه قانون الغابة و المسيحيين هم المكون الأضعف فلا غرابة ان تسرق ممتلكاتهم من قبل الأحزاب الدينية الاسلامية و من قبل المسلمون بصورة عامة ،و لا تنسى ان الحقد على المسيحيين عراقيين لا يقتصر على المسلمين بل ابناء عّمومة العرب الذين هم حاليا يسيطرون على العالم و على امريكا و الغرب تحديدا فهم ايضا حاقدين على المسيحيين العراقيين فلهذا امريكا التي تأتمر بأوامرهم لم و لا تحرك ساكنا و لا الغرب الاوروروبي تحرك بل يفعل نفسه كأنه اطرش و اخرس و اعمى و لا يعرف ما ذا يجري للمسيحيين في العراق

2 - SalahRahman100@outlook.com

صلاح رحمان - 2018-12-04 14:24:53

قامت داعش بهذه الأعمال التي لا تقل عن الأبادة الجماعية لغير المسلمين ظنا منها ان هذا هو الجهاد لأجل تحقيق الخلافة التي يسمونها ظلما وبهتاتا خلافة على منهاج النبوة فتبت أياديهم.

3 - وما الجديد

صالح - 2018-12-07 01:48:46

بعد فشل ثورة عبد الوهاب الشواف للانقلاب على حكم عبد الكريم قاسم عام 1959 قامت عصابات البعث- الداعشية بحملة اغتيالات سياسية في البداية و نظرا للفراغ الامني من قبل السلطات حينها تمادت هذه العصابات واستهدفت المسيحين وقتلت العديد منهم وهجرت عشرات العوائل الى محافظات اخرى

4 - adelk6715@gmail.com

adel salim - 2018-12-08 11:25:06

بصراحة لا حل الا بدول علمانية بالدول العربية وابعاد الدين المسيس --واذا لا فلا بد من حكم ذاتي او دولة كنفدرالية بين الدول العربية التي فيها مواطنيين مسيحيين مثل لبنان وسوريا والعراق ومصر---خروجهم كارثة فكرية على العرب بسبب تغلل الارهابين الزنادقة الاسلاميين

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !