مواضيع اليوم

تخبط جديد في السياسة الامريكية

تخبط جديد في السياسة الامريكية تجاه السعودية

بقلم د.محسن الصفار

اقر مجلس الشيوخ الامريكي مشروع قرار يتيح لضحايا برجي التجارة العالمية في نيويورك او ما يعرف ب 9/11 رفع قضايا على المملكة العربية السعودية للمطالبة بتعويضات مالية .

هذا القرار غير القانوني والذي يخالف جميع الاعراف والمواثيق الدولية يزيد في تخبط السياسة الامريكية تجاه دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية فأذا كانت دوائر الاستخبارات الامريكية لم تجد اي صلة بين منفذي اعتداءات نيويورك وبين المملكة العربية السعودية ولا اي من قادتها او رموزها واذا كانت السعودية نفسها من اكبر ضحايا تنظيم القاعدة الارهابي فكيف يمكن لشخص ان يقاضيها طلبا لتعويض عن فعل لم ترتكبه ولم تؤيده ولم تثبت اي صلة لها به ؟ وهو ما يذكرنا بادعائات وجود اسلحة دمار شامل في العراق وتم غزو وتدمير هذا البلد العربي بذريعتها ثم ثبت ان لا وجود لها الا في مخيلة الساسة الامريكان .

ان هذا القرار الذي سيفتح الباب امام الاف القضايا من المتكسبين الذين يسعون لتحقيق ارباح طائلة هو في الواقع سرقة لاموال السعودية تحت غطاء قانوني وكلنا نعرف ان القضاء الامريكي عندما يتعلق الامر بالدول العربية والاسلامية لا يتمتع بادنى درجات الحيادية والنزاهة .

ان هذا القرار سيضر امريكا قبل غيرها لانه سيؤدي الى سحب الاستثمارات السعودية والخليجية التي تقدر بمئات مليارات الدولارات وتشكل بحسب احصائية 9% من مجمل الاقتصاد القومي الامريكي وبالتالي انهيار اسواق امريكا واقتصادها .

ان لعبة رفع قضايا ضد دول امام المحاكم المحلية الامريكية والاستيلاء على اموال تلك الدول بذريعة احكام قضائية واهية وبعيدة عن النزاهة والحيادية باتت معروفة خصوصا ان الجهات التي تقف خلفها هي نفس الجهات التي سعت الى تغيير موقف امريكا من الخليج العربي ودوله وتسويق نظام ايران الداعم للارهاب  على انها الشريك الواعد لامريكا في المنطقة .

ان من حق الرئيس الامريكي دستوريا ان يلغي هذا القرار بواسطة الفيتو الذي يمنحه له الدستور ونتوقع من الرئيس الامريكي ان يستعمل هذا الحق ويلغي هذا القرار الجائر فورا قبل ان يعرض الاقتصاد الامريكي والعالمي الى كارثة لا تحمد عواقبها .

ان المملكة العربية السعودية دولة ذات سيادة اولا وذات ثقل عربي واسلامي وعالمي ثانيا وليس التحرش بها وبمصالحها وثروات شعبها امرا متاحا لمن هب ودب .

نتمنى ان نرى تعقلا في الادارة الامريكية وتمييزا اكثر وضوحا بين العدو والصديق وان لا تفكر ابدا في التعرض للسعودية لانها ستجد العالم الاسلامي برمته يقف ضدها .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات