مواضيع اليوم

تحت التفاحة .. رابح التيجاني

التيجاني رابح رابح

2019-04-24 23:28:09

0


تحت التفاحة .. رابح التيجاني

 

لا أدري ما سرح برؤياي في يوم الأرض فاختزلتها  في تفاحة 

اختزلت اليابسة بما أوتيت من مهارة عجيبة

كتلك التي وهبها الشعراء والمجانين والمجاذيب والسحرة

في  تفاحة  كولدن 

ندية طرية أرجوانية مغرية بطيفها القريب رسما وحلما من القلب و رضابها العذب 

تخيلتها كذلك بمحيطاتها وقاراتها بفضائها وباطنها 

هي فاكهة  ما عرفها نيوتن ولا سمعت هي  بجاذبيته ، معلقة إلى الأبد

تتفادى السقوط ولا تدري للفرار وللسقوط معنى

سيظل إسحاق مسحوقا بالأشواق ملقى على الأرض محدقا في الفضاء

يختبر مصداقية أخيلته

لا يمكن أن يكون ثمة استثناء لنظريته وإذا لم تسقط هذه الفاكهة سقطت الجاذبية 

قد تكون الفاكهة غير الفاكهة  مجرد فرضية لكنها تبدو فاكهة مشتهاة

تبدو لذيذة قبل تذوقها تبدو ناضجة أيضا

لكنها لم تسقط

ألم تسمع بخضوعها للجاذبية

أما حكى لها فضولي عن التفاحة  التي ضاقت ذرعا بشجرتها

ولم تجد إلا رأس نيوتن   لتدمغه وتفلقه

فينهض مذعورا  بما اكتشف مبهورا بما رأى

هي الجاذبية وكلنا منجذبون لا مفر لنا من قبضة الارض

وليس يجدينا ما اكتشفوه تحليقا وطيرانا


أنا لست أدري كيف لم يتسن لي أن أكتشف لا جاذبية ولا نقيضها 

كم رأيت وعاينت من مشاهد السقوط  وما خرجت بشيء أنفع به البشرية التائهة الغافلة

وأفقهها فيما عليها أن تعلمه قبل أن تتشدق بالادعاء والغرور

سقطت ذات يوم قدامي امرأة  وانهارت عمارة وتزلزلت مدن وغاصت طائرات

ولم يفتح الله ذهني على التقاط إشارة أو ومضة أنير بها غياهب المجهول 

وأسهم في تقريب الناس من العلم والمعلوم وأغير نظرة العميان الخرساء


أنا بعدا أصلا أشك وأشكك في هذا الخيال العلمي أو شعر العلم

زعما نيوتن لم يسبق له أن سمع بسقوط تفاحة من شجرة  أو داك النهار كان واكل حبة الفهامة 

وبعدا هما ف دارهم وبلادهم كلها ماكاينش التفاح

ويشاع بأن التفاحة المعلومة لم تسقط من تلقاء ذاتها

وليس هناك من رابطة سببية بين سقوطها والجاذبية

وإنما حسب مايشاع دائما فقد تم قذفها بفعل فاعل من فوق الشجرة

وعبد الحليم حافظ يعرف حق المعرفة من كان فوق الشجرة

ويعرف تفاصيل التفاصيل وعلى علم بالغرض المقصود 

 ألا وهو ممازحة وإثارة إسحاق  في المدى القريب

 والسخرية منه وتبخيس طروحاته على المدى المتوسط والبعيد

لكن إسحاق الداهية تعامى عمدا عن المصدر و أخطأ التأويل

لغرض في نفس يعقوب ناسبا السقوط للأرض

وهي براء منه  براءة الذئاب قاطبة

هو قرأ هنا وهنا  وقفز  ثم  نقز وقفز ثانية و

واكتشف أنه يرجع إلى مكانه  قال شي حاجة هادي 

وحنا عارفين الجاذبية ديال الصح والمعقول بلا بيه وبلا التفاحة اللي طاحت عليه 

هناك مثال واحد بسيط يجسد مدى شساعة فهمنا للجاذبية التي سبقناه إلى تفاحها

ويكفينا الرجوع لفهد بلان الجالس تحت التفاحة مدة سنة وشهرين

رابطا الجاذبية ليس بالمكان فقط بل والزمان أيضا

وما استخلصه من نتائج حاسمة  من خلال ملاحظته واستقرائه 

باستحالة الارتياح في حالة النظر إلى العيون الكحيلة

وحيرة الناظر التامة وتضبعه وانشداده الأعمى  المتجاوز لشدة الانشداد إلى أي جاذبية أيا كانت بالرغم عنه

ولا ننس صاحب العنب العنب إلعنب 

ودوران الحبات وصغيراتها  الحبيبات كالراقصات دوران الارض  حول نفسها حتى تتقطع الأنفاس 

و انجذاب كل من رأت عينه ورق قلبه انجذاب الحديد للمغناطيس والعياذ بالله  

وهكذا يتضح مما رأينا أن المقدمات الخاطئة والمغلوطة تؤدي حتما للنتائج المشوشة

إن هي إلاتوابل كيبزرو بيها  ويمثلو علينا 

على غرار  واحد الشاعر قال لك غير شاف فراشة دايزة وهي تنزل عليه قصيدة موزونة معبورة بالكيلو 

شحال ديال الوش والاستبلاد، يحسابهم عاد حطنا الكار  من مريكان


كيف لهذا النيوتن الجالس تحت شجرة 

بمنتهى الكسل والخمول أو الراقد تحتها إعياء وترهلا أن ينزل عليه العلم 

هكذا كالمطر في يوم مشمس 

وفوق كل هذا تأتيه تفاحة من السماء تطرق دماغه  وتدغدغ ذكاءه فيفيق جذلانا

كشبيهه الخارج من الحمام عريانا يصيح يوركا يوركا وجدتها وجدتها 

زعماماحضرات الفيزياء حتى غطس ف الجفنة 

لا حول ولا قوة إلا بالله 

إيوا بلاش المختبرات والجامعات ومراكز البحث 

قسموا العلما لزوج أفواج  شي يمشي ينعس تحت شجرة التفاح وشي يمشي يتكسل مع راسو ف الحمام 

وهاحنا تهنينا من صداع العلم ، لواه قال لك حنا متأخرين وخاصنا نجريو نلحقو العصر

قبل العشا وقبل الفجر 


لاحظت والملاحظة بداية العلم مثلما الشرود بداية الشعر

 عندما كانت لنا شجرة تين وشجرة توت  ودالية أن الجاذبية ماكانت تستطيع أبدا إنزال ورقة من شجرة

 وتظل فاغرة فاها شرهة دون أن تصطاد شيئا  وتظل تراقب بتحفز الفاكهة وهي تنمو وتكبر حتى تنضج تماما

 ولا تقدر أبدا على إسقاطها 

وإلا لكنا تركناها تعمل عملها ولا نشقى بقطفها والمخاطرة بالتسلق لجنيها 

كانت الفاكهة مصرة كل الاصرار على الحفاظ على رسوخها في مواقعها

لا تسقط إلا الحمقاوات الخفيفات المتهورات منها  أو الدائخات مصداقا للمقولة الصائبة البليغة اللي داخ يشد الأرض 

أو المضطرة المضطرة إذا عطشت وجفت وحنت إلى الأرض

أو إذا شبعت وتجاوزت حدود الشبع فتثاقلت وترهلت وتوجهت رأسا لحيز من التراب من حيث جاءت

لتلتمس ككل الكائنات  كل الكائنات راحتها الأبدية معانقة الديدان والهوام إلى أن تتفتت

ولذلك كنا كل صباح لا نجد ملقى على الأرض إلا ما شاه وشاب وعاب  

أما ما لذ وطاب فيمكث قناديل تغمز في الفضاء بكبرياء وخيلاء تسخر من نيوتن وجاذبيته


إيه ، أما من فواكه فتسقط على قنة رأسي كما كانت عادتها دائما

أم أن ثمة واقعا جديدا ونظرية جديدة أصبح بمقتضاها سقوط التفاح أمرا يحتمل الصدق والكذب 

مجرد فرضية لا ترقى إلى المسلمات والبدهيات

وكم تسكعت تحت شجرة التفاح المعلومة منتظرا التأكد من النظرية وقانون الجاذبية 

فتبين لي أن تفاح هذه الأيام لا يسقط أبدا وإن كان ناضجا

أو هو ساقط أصلا

معلهش العتب على النظر 

وثمة احتمال محتمل يفيد بأن التفاح والجاذبية متواطئان 

على خلخلة المفاهيم وإرباك العلم بقليل من الاستثناءات والفوضى

وتعبت من التحديق وتعبت من رؤية التفاح يبادلني التحديق كطاجين الحوت 

وقررت أن أستبدل قانون الجاذبية المعطل بقانون جديد 

فطفقت أمسك بكل تفاحة أراها وأنزلها أرضا 

حتى تعرف ماذا تعني الجاذبية وحتى تدرك وتفهم معنى الخضوع لناموس الكون

الارض والسقوط  إلى الأرض حتمية ولامناص من الخضوع للجاذبية

فاكهة كنت او طائرة او طيرا كائنا من كنت مادمت من  الارض

لا فكاك لك منها ومن حبها القاسي وجذبها وشدها وعناقها الخانق وجرها لك

لا فكاك لك من المكوث جوارها أو فيها أو على أديمها حتى تتلاشى

وتتقن بدورك ان تكون جزءا من  شباك الجاذبية


وكذلك كان ، سقطت التفاحة ربما ليس  بجذب الجاذبية وحدها 

وليس لأن المغلوب مولع بتقليد الغالب فقط كما قال ابن خلدون

ولكن بقهر انتظارها وبقوة الصبر والتمسك بدوامه ، والدوام يذيب الرخام 

وهذه قاعدة لا ندري أنصنفها في باب العلوم البحثة أو العلوم الخام 

لقد  اكتسبت التفاحة جاذبيتها منذ كانت  شركا 

يتلقف كل مقترب من مدارها أو مطل على مجالها أو متطلع لسموق شجرتها

وعادت لأصلها للغوايةإغراء وفتنة شهية مشتهاة 

وكذلك كان وكان حتما السقوط في شباك غوايتها

بقانون جاذبية أو بمجرد فعل فوضوي لايعرف إلا قانونه 


للأرض جاذبيتها

ولهذه الفاكهة معلقة وغير معلقة

جاذبية الأرض وجاذبيتها الأصل 

التي شدت كل عاشق ذواقة شدا

لهفته 

نقلته بسرعة البرق 

وسلطة الشوق وسطوة العشق

من الهناك إلى الهنا 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات