مواضيع اليوم

تأملات في ثورات الشعوب العربية ..

تركي الأكلبي

2011-09-17 07:35:10

0

 


تأملات في ثورات الشعوب العربية ..

من المؤكد أن ثورة الشعب لم تكن غائبة عن هاجس الحاكم العربي ، وكذلك لم تكن مفاجئة للقوى الأجنبية بشكل خاص .
والدليل القاطع تلك الجيوش والقوى الأمنية التي أثبتت الأحداث الجارية في بعض البلدان العربية أنها لم تُعد لعدو خارجي بل أعدت للشعب وبسواعد الشعب نفسه ، والبعض جلب المرتزقة من الشرق والغرب لاعتقاده بولائهم للمال أكثر من ولاء شعبه له .

والدليل القاطع الآخر هو تلك الاستعدادات التامة لكل طارئ ، وما نقص من استعدادات تكمله التحالفات مع القوى الأجنبية من خلال لعبة المصالح السياسية والاقتصادية وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون على وأد كل بذرة يمكن أن تخرج من رحم المستحيل !
وما نقص من كل ذلك يكمله "الدفع بما هو أسوأ" والإنفاق السخي من أموال الشعوب على المؤلفة (سياساتهم) وعلى وسائل الإعلام الغربية بشكل خاص لتلميع صورة النظام أمام الرأي العام في الدول التي تحترم شعوبها .
كل ذلك واقع يعرفه الجميع ولكن .. من الواضح أن ما لم يخطر في بال أحد من رؤوس الأنظمة العربية التي سقطت وتلك التي ما تزال تترنح كالنظام اليمني والسوري هو :

أولا : الطاقة الكامنة في كيان الشعب العربي والتي يمكن أن يفجرها حدث يراه النظام عابر وربما تافه كصرخة مُضطهد ومظلوم أو احتراق جسد فرد من أفراد الشعب كما حديث في تونس حيث سجل التاريخ لحظة إقدام البو عزيزي على إحراق نفسه قهرا ساعة الصفر في تحول الواقع العربي لمرحلة جديدة .
وربما لم يدر بخلد أحد أن يحول انفجار تلك الطاقات الكامنة والمكبوتة ميادين "التحرير" إلى رمز لصمود شعب بلا سلاح حتى سقوط النظام .

ثانيا : الاعتقاد الذي ما يزال سائدا لدى الأنظمة العربية وهو أن الشعوب يمكن أن تستمر في صمتها إزاء مضامين ما تضخه تلك الآلة الإعلامية البارعة في التظليل وتزييف الحقائق ومحاولة غسل الأدمغة واستنساخ العقول وتشكيل وصياغة الوعي المجتمعي المزيف والمغلف لإرادة الشعوب المسلوبة .. أنها آلة النظام الإعلامية الرسمية و"المسترزقة" والموجهة لتخدير الشعوب وخطابها المتخم بالتهديد والوعيد والتحذير والتخويف على المستويين الداخلي والخارجي .. فعلى المستوى الداخلي : التحذير والتخويف مما تخفيه كل طائفة من تربص بالطائفة الأخرى ، كالشيعة والسنة على سبيل المثال ، وما يحمله كل تيار فكري أو سياسي للآخر كالإسلاميين والليبراليين من حقد مدمر وما تنطوي عليه أفكاره من مخططات تهدد الوحدة والاستقرار ، وما نقص في هذا الخطاب التحذيري يكمله المنافقون والنفعيون والمتطرفون من اليسار واليمين .
وعلى المستوى الخارجي : التحذير من المؤامرات الخارجية التي تحاك في الخفاء لزعزعة الاستقرار في الداخل واستنزاف ثروات البلاد .
وبالرغم من نجاح هذا الخطاب في إقناع البعض إلا أن الشعوب العربية باتت أكثر وعيا وإدراكا بأن الاستقرار المقصود والذي لم يزدها إلا تخلفا في كل المجالات : الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والثقافية ما هو إلا استقرار النظام نفسه وديمومته واستمراره ، ولم يكن الاستنزاف للثروات المقصود إلا ما يقلل بعض الشيء من جمع ونهب النظام والطبقة الغنية المحيطة به أكبر قدر ممكن من عائدات موارد الوطن .
وربما ما لم يكن في الحسبان هو مقت تلك الشعوب لصراخ حكامها تمجيدا لعنترياتهم وأفضالهم ومحاولة إقناع الآخرين بما حققه كل حاكم على مستوى السياسة الخارجية والتوازن الاستراتيجي وأن أي امرأة عربية لم تلد بعد من يقوم مقامه ويأتي بما أتى به في زمانه وأن الشعب زائل لا محالة أن زال نظامه .
ولعل من الشواهد على ذلك تدرج الرئيس المصري السابق حسني مبارك في لهجت خطاباته المتتالية قبل سقوطه والموجهة لشباب الثورة في ميدان التحرير والميادين الأخرى محاولا استدرار عاطفتهم ومذكرا إياهم بأمجاده وأفضاله عليهم طيلة سنوات حكمه !
وفي اليمن ما يزال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح متشبثا بالسلطة ما بقي له من عمر .. فتارة يهدد بهلاك اليمن من دونه وتارة أخرى يحاول التأكيد على عدم اقتناعه بوجود شخص أو نظام يمكن أن (يرعى اليمن) في غيابه كشخصه ونظامه .
وكذلك فعل الرئيس التونسي الأسبق في منظومة السقوط زين الدين بن علي ...
ولعل من الطريف في الأمر أن الرئيسان زين الدين بن علي وحسني مبارك كانا قنوعين من الدنيا بما حققاه من مكتسبات مالية وعقارية تقدر بعشرات المليارات فقرر كل منهما في خطاباتهما قبل السقوط وأثناء أوج الثورة أنهما لن يترشحا لفترة رئاسية أخرى وحال لسان كل منهما يقول : فقط دعوني أبقى الرئيس عدة من "أشهر" أخرى !!
ولكن الأمر بدأ مختلفا لدى كل من الرئيس السوري بشار الأسد والعقيد معمر القذافي ، فالرئيس بشار (لسا في أول الطريق) ويبدو أنه أقتنع مبكرا بفشل محاولات كل من نظرائه زين الدين ومبارك وعلي الاستعطافية والأقل دموية فلجأ إلى تبني استراتيجية مختلفة تقوم على ركيزتين أساسيتين هما : تأليه ذاته على لسان أتباعه وسجودهم على صورته كإشارة على ندرة جينه الوراثي البشري ! وهي استراتيجية ربما اعتقد أنها أقوى تأثيرا من مجرد محاولات الاستعطاف والتذكير بالمآثر والإنجازات العظيمة !
وتتمثل استراتيجيته الثانية في قصف المتظاهرين العزل والمنازل والمساجد بالدبابات التي كان للمتظاهرين فضل كبير في نفض الغبار عن هياكلها المتآكلة في مستودعات الجيش السوري الأقوى عربيا ! وترسانته من الأسلحة الخفيفة والثقيلة .
ومن الواضح أن بشارا الذي قتل جنوده بالرصاص والدبابات خلال ستة أشهر أكثر من ثلاثة آلاف مواطن سوري أعزل ومتظاهر سلمي بحسب إحصائيات محايدة معتد ومتباه بالموقف الروسي المؤيد لبقاء نظامه الأمر الذي شجع الرئيس ومعاونيه "الشجعان" من "الشبيحة" ورجال الأمن والجيش في قتل المواطنين المتظاهرين سلميا ودهس و(رفس) أجسادهم العارية في الشوارع بالأقدام ، وهدم المنازل ، وتشريد الأسر ، وتعذيب المعتقلين حتى الموت ، وقتل الأطفال والنساء .. فيا لها من (شجاعة) أيها (الأسد العربي) .. أقتلهم وأقتل نسائهم وأطفالهم .. وحتى حميرهم ، وأن لم يصغي أحد إلى "أُولوهيتك" (لأنه لن يتوقف أحد عند هذه "الخزعبلة" لسخفها) فأنت المالك الأوحد لسوريا .. الشعب والأرض!

أما ملك ملوك أفريقيا وعميد الزعماء العرب ومنظر البشرية ومبشرها بالخلاص من سطوة الإمبريالية العالمية الزعيم العربي الكبير العقيد معمر لقذافي فلن تفي "عنطزاته" وعنترياته وأمجاده العربية والأفريقية والعالمية وأفضاله على الليبيين لأكثر من 42 عاما المجلدات وما وسعته ذاكرات "الحاسوبات" الحديثة حتى أضحت ليبيا بثرواتها الكبيرة من أكثر الدول العربية تخلفا في كل المجالات فقد بلغ من "العلو" عتيا فهو لا يرى فقط أنه المالك الوحيد لـ ليبيا والليبيين بل هو ليبيا في حد ذاته !.
وقبل نحو ستة أشهر ما يزال الكل يتذكر تساؤل "الزعيم وملك الملوك" العقيد معمر القذافي الموجه للثوار الليبيين : " من أنتم ؟!" ليس جهلا بهم ولا بما يريدونه وما تظاهروا من أجله بل من باب الاحتقار لهم واعتدادا بقوة "الكتائب" التي بناها طوال أكثر من أربعين عاما ، واعتدادا بسواعد المرتزقة من الأفارقة ، واعتدادا بالأصدقاء من الرؤساء الأوروبيين والأفارقة بالإضافة لروسيا والصين ورجالات الاستخبارات في الولايات المتحدة وبريطانيا ، فقرر أن يتصدى بالعنف للمتظاهرين السلميين فهو ليس بن على ولا حسني مبارك كما قال ، وأقسم ليملأن الحفر والمقابر الجماعية بجثث القتلى منهم .. وقد فعل ، وبذل أكثر ما في وسعه ، ولكن الرياح لم تجر بما يشتهي الزعيم ! فقد دفع فعله هذا المتظاهرين السلميين لحمل السلاح ، وتحول أصدقاء الأمس إلى أعداء تحت مظلة الأمم المتحدة وكان لهم دورا مهما في دخول الثوار معقل القذافي في طرابلس العاصمة الليبية ، وتحولت ليبيا من مزرعة خاصة يملكها شخص واحد هو وأسرته وأولاده إلى دولة محررة عاصمتها وأغلب مدنها ، وتحول العقيد وأبناءه إلى مطاردين من قبل من أسماءهم بالجرذان وقد قال أحدهم : سنطارده من حفرة إلى حفرة !!
وليس من أجل سواد عيون ليبيا وأهل ليبيا فعل ما فعل حلف النيتو وتغير موقف روسيا والصين بل للتحول في اقتناعات صانع القرار في تلك الدول بشأن من تستقر في ظل وجوده المصالح الاقتصادية والسياسية على مدى عقود طويلة قادمة .. سلطة الفرد المطلقة أم أنظمة الإدارة الحديثة التي تضمن العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة لكافة أفراد المجتمع . وأن كان هناك ما يبرر التخوف من نقل القذافي معركته إلى الجنوب الليبي والمناطق الصحراوية لتدخل ليبيا مرحلة قريبة الشبه بعراق جديد ما لم يحسم هذا الأمر عسكريا وما لم يقم نظام ديمقراطي حديث وحقيقي لتتحول ليبيا بكل ثرواتها لكل الليبيين بمختلف أطيافهم ومشاربهم وتوجهاتهم وليس لأشخاص معينين يعملون وفقا لمصالحهم الشخصية .

وهنا وقفات أراها مهمة في ضوء الأحداث القائمة لما يسمى " الربيع العربي " :

الوقفة الأولى : هناك من يتساءل : كيف تحول فجأة الموقف السياسي للقوى العظمى المهيمنة بشكل خاص تجاه الأوضاع العربية القائمة ؟
ولنأخذ ليبيا مثالا أو نموذجا : فالعقيد معمر القذافي كان إلى ما قبل نحو ستة أشهر وبخاصة بعد ما عرف بتسوية "لوكربي" .. كان الابن المدلل لدى حكومات وزعماء هذه الدول ، والأب الروحي للزعماء الأفارقة ، والصديق المخلص والوفي للمصالح الروسية والصينية ، وكان بمثابة صمام الأمان الذي يحفظ مصالح كل هذه الدول السياسية والاقتصادية ومن أهمها تدفق النفط الأكثر نقاء إلى المصانع الأوربية وتأمين الساحل الأطلسي الممتد بطول 1900 كم من تدفق الهجرة الغير شرعية إلى السواحل الأوربية ، والإنفاق بسخاء على كثير من المشروعات في الدول الأفريقية ، وضمان استمرار الاستثمارات الصينية والروسية في ليبيا .
ولكل ذلك كان العقيد معمر القذافي الجاثم بقوة على ثروات ليبيا وأنفاس الليبيين كنز لا يمكن التفريط فيه أو التضحية به . فما الذي حدث وكيف تغيرت كل تلك المواقف خلال فترة لا تزيد عن شهر هي بداية الثورة الليبية ؟!
وللإجابة على هذا التساؤل .. اعتقد أن هذا التغير والتحول هو بداية تغير وتحول حقيقي في الموقف السائد تجاه الشرق الأوسط برمته وستشهد المرحلة القادمة تغيّرا ما ولن تكون الأنظمة العربية القائمة بمعزل أو استثناء عن هذا التغيّر ، واعتقد أنه تغيّر مبني على تغيّر حقيقي في مفاهيم الشعوب العربية تجاه أوضاعها القائمة ومن الواضح أن خيار تعامل القوى العظمى مع الشعوب أصبح مقنعا لصانع القرار في تلك الدول لضمان مصالحها أكثر من الوضع القائم على دعم وحماية الأفراد سواء في النظام أو المعارضة ولكن ذلك لا يعني بحال أن يكون الوقوف إلى جانب أي من الطرفين .. النظام أو الشعب الثائر عليه في الدول العربية التي تشهد حراكا قويا بلا ثمن أو "فاتورة حساب" !

الوقفة الثانية : من الواضح اهتمام دول حلف النيتو بالوضع في ليبيا منذُ بدايته ، وتخلي روسيا والصين عن استخدام حق الفيتو "النقض" في مجلس الأمن عند إصداره قرارا بالتدخل العسكري في ليبيا لحماية المدنيين في ظاهر الأمر بينما في الواقع هو لمساعدة الثوار الليبيين على إسقاط نظام القذافي بعد الاقتناع التام بأهمية ليبيا الجديدة دون "معمر" الحليف القوي إلى ما بعد بداية الثورة بقليل ، وهو قرار نتج عن تبلور فكرة التحول وتغيير الوضع العربي السائد على أرض الواقع.
وهذا التحول في الموقف من النظام الليبي يأتي على العكس من الموقف تجاه اليمن وسوريا حتى على الرغم من تفوق بشار الأسد على النظام اليمني ورئيسه على عبد الله صالح في استخدام العنف والقتل والإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان ..
ويمكن القول بشأن هذا التناقض : أن الصيد السمين ليس كالهزيل ، وكذلك دولة غنية كليبيا لا يمكن مقارنتها باليمن أو سوريا ولذلك نستطيع القول : أن المعايير تختلف من كيان عربي لآخر بالنسبة لأمريكا وحلفائها بحسب الغنى والفقر والموقع الاستراتيجي وهو الأمر الذي يؤكد أن سلبية الموقف الروسي من الوضع في سوريا لم يكن موقفا روسيا فقط بل من الواضح إيماءة الأمريكان وبعض الدول الأوروبية بالموافقة عليه ، ومن المؤكد أنه ليس صحيحا أن تكون أمريكا مقتنعة بمقولة : استقرار إسرائيل من استقرار النظام السوري وهو ما يقال أن الرئيس السوري "صدح" به ! وكذلك ليس صحيحا اهتمامها بما لوح به الرئيس اليمني على عبد الله صالح من خطر وجود القاعدة في اليمن في حال سقوطه ، فوجود القاعدة في اليمن أو غيرها من الدول العربية ومسألة ارتباط أمن إسرائيل باستقرار النظام السوري أو بغيره من الأنظمة العربية لا يرقيان من حيث الخطورة لمستوى المصالح الاقتصادية كما هو الحال في دولة غنية كليبيا يمكن أن يحل النظام الجديد محل سابقه مع القدرة على تسديد فاتورة (المساعدة) !..

الوقفة الثالثة : هناك من يعتقد أن الفقر والبطالة هما العامل المفجر للثورات العربية ، ولكن الواقع يقول خلاف ذلك ، فمعظم الثوار الليبيين هم من الطبقة الوسطى ومعظمهم كما عرضت وسائل الإعلام متزوج ولديه عمل ويملك سيارة وحوش (منزل) ، فلماذا يعرض نفسه للهلاك ؟!
وأكثر من 90% من الشعب اليمنى فقير منذ مئات السنين وكذلك الحال في مصر وسوريا . فما الذي تغيّر ؟!
اعتقد أن ثمة أمر آخر أهم لدى أفراد الشعوب من "الخبز" وهو الحرية والمشاركة التي تعكس قيمة الفرد كلما كانت حقيقية ومؤثرة ويعبر من خلالها عن ذاته ، فليس من المنطق ولا من مما سجله التاريخ عن المجتمعات البشرية عبر آلاف السنين أن يدوم طويلا اختزال شعب بأكمله في شخص رجل واحد مهما كانت كارزميته ، أو عدة أشخاص أو أقلية ، لتظل الشعوب أما عبيد أو أتباع خاضعين أو دمي مجردة من الإرادة والقدرة على التفكير أو نسخ تردد ما يراد لها وتنتظر العطاء فضلا لتعيش الكفاف ..
واعتقد أن التظاهرات السلمية في الدول التي تسمح بها أنظمتها وسيلة للتعبير يمارسها جمع من الناس لإيصال صوتهم لمن يملك القرار بما معناه : نحن نعاني كذا ونريد كذا وهو "آخر العلاج" فهو صوت يستطيع أن يتخطى حواجز الصوت الداخلية بين الحاكم وأفراد شعبه.. أما اللجوء للعنف والتخريب والتدمير فهو مدعاة لمواجهته بعنف قد يكون مبررا ولا اعتقد أن نظام في العالم يمكن أن يسمح به
أو يبرره .
واعتقد أن ما حدث في ليبيا وسوريا من خيار مواجهة التعبير السلمي المسالم بالعنف والقتل والتدمير بالقوة الأمنية المعدة سلفا لهذا الغرض تأكد بما لا يدع مجالا للشك في نظر الأنظمة العربية الأخرى التي بلغت شعوبها أو تكاد أن تبلغ مرحلة الانفجار بأنه ليس الخيار الصحيح وأن الأسلم -بالمطلق- هو أن يبدأ التغيير والإصلاح بقرار من الأعلى ...

تركي سليم الأكلبي
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !