مواضيع اليوم

امهات فخورات

امهات فخورات

بقلم محسن الصفار

الامومة شعور رائع يصعب وصفه فهو مزيج من الحب والحنان والمسؤولية والفخر والرجاء واحيانا الخوف يجعل الام جديرة بكل احترام وتقدير ومن الطبيعي ان كل أم ترى طفلها استثنائيا وخارقا لكل قوانين الطبيعة فهو الاجمل والاذكى والاقوى وكل شيئ وهو بالتأكيد فريد من نوعه منذ بدء الخليقة حتى آخر يوم لها .

ولكن في بعض الاحيان النادرة جدا يكون الفخر بانجازات الطفل مبالغا فيه جدا وهذا الحوار الخيالي نموذج عن ذلك .

سيدتين شابتين تلتقيان في الحديقة العامة وتجلسان على مقعد واحد وامام كل منهما عربة اطفال , تبتسم الاولى للثانية وتقول :

- ماشاء الله كم عمر طفلك ؟

فترد الاخرى :

- ثلاثة اشهر بالكمال والتمام وكم عمر طفلك ؟

فترد الاخرى وهي تنفخ صدرها فخرا :

- ثلاثة اشهر ويوم

فقالت الاخرى :

- مشاء الله ولم هو عابس هكذا ؟ انا طفلي يبتسم منذ كان عمره شهرين فقط

ردت عليها :

- يبتسم فقط ؟ طفلي يقهقه كلما سمع نكتة منذ كان عمره شهر واحد

قالت الاخرى :

- طفلي يقول ماما و بابا

ردت الاخرى :

- طفلي يعرف اسماء افراد العائلة جميعا

- عجيب ....شيئ جميل رغم أنه لايرقى لكون طفلي يحفظ جدول الضرب

- جدول الضرب فقط ؟ طفلي يحفظ جدول الضرب ويستخرج الجذور التربيعية ويحل معادلات الدرجة الثالثة

- طفلي يستطيع القراءة والكتابة

- طفلي يقرا ويكتب بثلاث لغات

- طفلي يستطيع الاكل لوحده

- طفلي يستطيع اعداد طعامه بنفسه

- كيف ؟ يضع صدرك في الغلاية مثلا ؟

وهنا غضبت الاولى وقالت :

- انت وقحة

فردت الثانية :

- وانت كذابة

وقفنت كلتاهما على قدميها فقالت الاولى :

- انا خسرت وزن الحمل بعد شهر من الولادة

ردت الاخرى :

- وانا اصلا لم اكتسب اي وزن في الحمل

وهنا وصل الازواج لكلتاهما فقالت الاولى لزوجها

- هذه المرأة اهانت طفلنا وقللت من شأنه

فرد الزوج

- اي شان؟ طفلنا عمره ثلاثة اشهر فقط ولا يحسن سوى الاكل والنوم والبول والتغوط

عضت على شفتيها وقالت :

- عيب لا تهن الطفل أمام الغرباء فيكبر ولديه عقدة نفسية ويحتاج علاج نفسي

- والله انت من يحتاج علاج نفسي وانا من بعدك لكثرة ما تعمليه من مشاكل مع كل الامهات

وهنا قال له زوج الاخرى :

- الله وكيلك وانا ايضا زوجتي سوف تجنني اخر نقاش لها قالت لاحدى النساء ان طفلنا مرشح لجائزة الاوسكار عن افضل اخراج وتمثيل

- الاوسكار هذي سهلة زوجتي تقول للنساء الاخريات ان طفلنا مرشح لجائزة نوبل للسلام عن جهوده لحل النزاع  في الشرق الاوسط يعني صحيح ان عملية السلام صارت لعب اطفال ولكن ليس لهذه الدرجة

قال زوج الاولى :

- دعينا نذهب للبيت ياحبيتي اخشى ان طولنا أكثر في الحديقة ان يخترع طفلنا قنبلة ذرية ونروح كلنا فيها

فقال زوج الثانية

- ونحن ايضا يجب ان نذهب قبل أن يقرر طفلنا القيام بانقلاب عسكري للاستيلاء على السلطة ونروح كلنا فيها  

 

مع عميق الاحترام لجميع الامهات  ورحم الله الاحياء منهن والاموات

وكل طفل وانتم بخير

*جميع الحقوق محفوظة 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات