مواضيع اليوم

العلامة السيد محمد علي الحسيني: الوحدة سبيل الامة لمواجهة التحديات

 الحسيني: الوحدة سبيل الامة لمواجهة التحديات

قال الله سبحانه و تعالى في محکم کتابه:{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } . ( آل عمران / 103)،

أيها الأحبة : يوصينا الله عزوجل في هذه الاية الکريمة المحکمة بالاتفاق و الوحدة و الاجتماع و الابتعاد عن التفرق و التشتت و الاختلاف، ولأن الانسان إجتماعي بفطرته السليمة التي فطرها عليها، فإنه يميل للتآلف و الاجتماع و ينأى بنفسه و يبتعد عن الاختلاف و العدوان و التفرد، ولأن أعداء أمتنا من مختلف الاتجاهات و المصادر لايجدون مصلحة لهم في إتفاقنا و وحدتنا، فإن الواجب الشرعي يدعونا جميعا لکي ننصح بعضنا البعض. و المسلم کما قال أفضل الانبياء و المرسلين (ص):{ الدين النصيحة}، و أفضل نصيحة في هذه المرحلة الحساسية و الخطيرة التي تمر بها أمتنا هي الترکيز على أهمية وحدة الامة الاسلامية و ضرورتها من مختلف النواحي، لأن أعدائنا إتفقوا على الاجتماع و الاتفاق ضدنا, فمن الواجب أن نرد لهم الصاع صاعين و نحن بحول الله و قوته أهل لذلك.

قال رسول الله (ص):{مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم کمثل الجسد الواحد إذا اشتکى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى}، هذا الحديث الشريف يشبه من خلاله الرسول الاکرم"ص" المؤمنين بالجسد الواحد، أي أن أمتنا جسد واحد، إذا إنتاب شعب او دولة او طائفة منها محنة او مصيبة ما، وجب على الامة کلها أن تهب لنجدة و مساعدة و معونة من أصابه المصيبة او المحنة و يعينونه وکأن المصيبة مصيبتهم حتى يخرج من ما أصابه سالما معافيا، وفي هذا الحديث الشريف الکثير من المعاني و القيم الاعتبارية لأنه عليه وعلى آله الصلاة و السلام عندما يشبه الامة بالجسد الواحد، فإنه يوصينا بوحدة متفاعلة و متداخلة ببعضها البعض، وليس وحدة شکلية إعتباطية قائمة لأسباب وقتية او لمصالح زائلة، ولهذا فإن أهمية الوحدة و العلاقة التفاعلية الصميمية يشير إليها و يؤکد عليها الله سبحانه و تعالى في کتابه الکريم عندما يقول و هو أصدق القائلين:{إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا کأنهم بنيان مرصوص}"سورة الصف4"، کما أن الامام علي أبن أبي طالب"ع"، يقول عن أهمية الوحدة:"فيا عجبا، والله يميت القلب و يجلب الهم من إجتماع هؤلاء القوم على باطلهم و تفرقکم عن حقکم"(نهج البلاغـة ص69)، حيث ان أمير المؤمنين يتعجب من إجتماع الاعداء على باطل و تفرقنا نحن المسلمين عن حقنا، فهو أيضا يحثنا و يحفزنا على التمسك بالحق کجمع و ليس کأفراد، لأن سر القوة و الغلبة و النصر تکمن في الوحدة القوة التفاعلية الاشبه بالجسد الواحد او البنيان المرصوص، وحتى في معرکة بدر العظيمة فإن سر الانتصار کان في وحدة الجمع القليل من المؤمنين أمام  الحشد الکبير من الکفار الذين کانت تفرقهم الاهواء و الامزجة و الميول.

أمتنا اليوم أحوج ماتکون لوحدة تفاعلية صميمية کي تتمکن من الوقوف على قدميها بوجه المؤمرات و المخططات المختلفة من أعدائها الکثر و من يتربص بها شرا في المنطقة، ذلك أن الوحدة الاسلامية الحقة هي السلاح الذي يخيف و يرعب الاعداء و يمنحنا حق الانتصار عليهم.

العبد لله.. السيد محمد علي الحسيني




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات