مواضيع اليوم

الصفحتين الاولى والاخيره

الصفحتين الأولى  والأخيرة  
بقلم محسن الصفار 
في اول  أيام شهر رمضان  ذهب سعيد الى  الدكان القريب من بيتهم  لشراء مستلزمات الشهر الكريم  وبينما كان سعيد يقف خلف احد الأرفف. سمع  صوت صاحب الدكان يتكلم مع  رجل. ويقول له بصوت خافت :
والله يا اخي انا ادرك  ظروفك الماديه. ولكن دينك اصبح ثقيلا وانا كما تعلم لست من كبار التجار وإذا لم  استوف ديوني فلن أكون قادرا على العمل 
وعندما انصرف الرجل ذهب سعيد الى صاحب الدكان وقال له 
دفتر الديون هذا كم صفحه فيه ؟ 
قال الرجل 
حوالي ٣٠ صفحه 
رد سعيد 
سأشتري منك صفحه كل يوم حتى  ينتهي  الدفتر مع نهايه شهر رمضان 
قال الرجل 
بارك الله  بك  يا سيد سعيد فقد ساعدتهم وساعدتني فلك الأجر عنهم وعني 
دفع سعيد المبلغ الموجود في اول صفحه ومزقها وأخذها معه 
في البيت وبعد الإفطار  جاءت زوجته وقالت له 
كما تعلم ان زفاف ابنه عمي  بعد العيد مباشره وانا لا أملك  فستانا مناسبا ولا حلي 
قال سعيد 
من عيني يا احلى زوجه. كم تريدين ؟ 
أجابت 
٥٠٠ 
قال سعيد 
أليس هذا كثيرا  لفستان ؟ 
قالت زوجته معاتبه 
تستكثر في زوجتك ٥٠٠ ؟ 
ضحك سعيد وقال 
انت زوجتي و  حبيبتي  وأم أولادي ولا شيء في الدنيا يكثر عليك 
شكرت الزوجه سعيد  وقالت له 
هذا المبلغ اصبح ملكا لي اتصرف فيه كما أشاء صح ؟ 
قال سعيد 
طبعا هو لك  اشتري به ما تريدين 
 
في اليوم التالي ذهب سعيد الى الدكان وسلم على صاحبه وقال  
حسب وعدي حضرت لاشترى صفحه اخرى من دفتر الديون 
ضحك صاحب الدكان وقال 
دفتر الديون هذا اصبح سلعه مرغوبة  فقدحضرت سيده ودفعت لي ٥٠٠ واشترت الدفتر كله وكانت حزينه  ان الدفتر تنقصه ورقه  وطلبت ان   اعطي بما تبقى من المبلغ. حاجات  الفقراء مجانا 
استغرب سعيد وقال 
اَي سيده ؟
وفجاه ادرك ما حصل وذهب الى البيت  وخاطب زوجته معاتبا 
الم تطلبي. المال. كي تشتري لنفسك فستانا  فلم اشتريت بدلا عنه دفتر الديون من صاحب الدكان  ؟ 
قالت وهي تضحك 
إنما اشتريت فستانا ارتديه في الجنه   ان شاء الله 
ضحك سعيد  وقال 
حتى الثواب اصبح فيه منافسه ومن لا يتصرف بسرعه  يخسر السباق 
قالت الزوجه 
اَي سباق واي منافسه ؟ وهل هذا الدكان الوحيد ؟ اذهب لدكان اخر وادفع ديون من عليه ديون من الفقراء 
 
جلس سعيد. يقرا القران عندما جاء ولده وقال 
ابي هلا أعطيتني عيديتي الان ؟ 
قال سعيد 
عيديه قبل العيد ؟؟؟. لماذا ؟
قال ابنه 
اريد ان اجمع نقودي من الان كي اشتري دراجه جديده اخرج بها مع أصحابي في العيد وفد طلبت العيديه  من جدي  و عمي وخالي وأعطوني إياها 
قال سعيد 
عيب يا ولدي  ما هذا التصرف هذا استجداء وليس عيديه  عموما هذا مبلغ  عيديتك 
أخذ ابنه المبلغ فرحا   في اليوم التالي  ذهب سعيد الى محل ابعد قليلا  وسلم على صاحبه وقال 
هل لديك دفتر مديونيات  ؟ 
قال الرجل 
كان عندي ولكني بعته كله 
قال سعيد 
سبحان الله   ومن سعيد الحظ الذي حصل عليه ؟ هل هو من التجار؟ 
اجاب  الرجل 
لا ولكنه صبي في مقتبل العمر  وكان حزينا ان ما معه من مال اشترى الدفتر كله الاورقه واحده ها هو ذاك  يمكنك مشاهدته. بارك الله به  و بمن رباه على  فعل الخير. هكذا الذريه وإلا بلا 
نظر سعيد فرأى ولده  فدمعت عيناه فرحا وقال في نفسه 
الحمدالله الذي بارك في زوجتي وولدي  وجعلهم  يتسابقون في الأجر والثواب بدلا من  الألعاب والثياب  ودفع للرجل قيمه الورقه الأخيرة  وخرج 
في المساء دخل سعيد الى البيت وهو يحمل علبه مجوهرات. قدمها لزوجته وقال 
هذه هديتك  يا حبيبتي   ومعها الورقه الأولى واحتضن ابنه وقال له 
دراجتك الجديده في  الكاراج وهذه الورقه الأخيرة   
لقد اسعدتماني في رمضان هذا كما لم اسعد في حياتي كلها 
حقا رمضان كريم
 
جميع الحقوق محفوظه للكاتب 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات