مواضيع اليوم

الشاعرة اللبنانية نسرين بلوط

عمر شريقي

2014-12-13 16:09:48

0

الشاعرة والأديبة نسرين بلوط تخاطب حبيبها بـ مساؤك ألم ،،

--------------------------------------------

** اختصرت الجروح بقصيدة يا ملكة الغروب ،،

** من لا يسقينا عاطفة وحنانا لا نزدهر في دوحه ابدا..

-------------------------------------------------------

نسرين بلوط  شاعرة مرهفة الإحساس اشتهرت قصائدها بالمفارقة والسهل الممتنع ،، الجرأة ، الحب  وأدركت نسرين  أنها تنطلق نحو عالم التألق والابداع ،، ونسرين تعتبر نفسها الطفلة التي تركض لاهثة الأنفاس تشتعل غيظا من شوك ينتثر في البستان كما كتبت في احدى قصائدها ..الطفولة تسكنني بلامحها وآفاقها وأحلامها البريئة التي حاول القدر أن يصدرها ولن يفلح.. متأثرة بطفولتها  حتى النخاع..من صوت أقدام أبيها رحمه الله عائدا من عمله مساء ومن صوت أمها تلقنها الشعر وفن القائه وكتابته..ومن الطبيعة التي عاشتها بكل ذرة من ذرات احاسيسها ..حتى في طفولتها كانت طفلة كبيرة بعمق أحاسيسها وأفكارها لأنها كانت صديقة للكتب لا للدمى كأي طفل عادي آخر..وهي بالتالي من رسمت لها جنسيتها الفكرية والشعرية والأدبية..

دبي : عمر شريقي

-----------------------------------

 

** لك رواية منجزة لم تطبع بعد بعنوان مساؤك ألم ،، ماذا تريدين ان تصل في النهاية ولماذا الألم ؟

من التشابيه الشائعة الصور المجازية التي يلبسها الكاتب أحيانا الأقنعة الحداثوية التي واكبت ثورة الشعر الحديث..تلك الاقنعة استخدمها ايضا في كتابة عناوين رواياتي حتى أحول المعاني من رمزيتها الى سحرها الخاص ومغزاها الحقيقي الذي يسر أغوار النفس البشرية التي تتصدى للخير والشر..للفرح والألم..بكل مضاداتها وتفاعلاتها وما يجيش فيها من نزعة للتمرد والثورة.. عندما نشبّه الجرح بالغروب أو بألق الغسق المنساب بين طيات المدى نمنح الفكر رحلة فكرية تمتزج بهذا الخيال الرنان..كذلك عندما نضع عنوانا لرواية تحتوي على كل هذه التفاعلات الانسانية ونختصر فيها الألم كي نعْبره ونتكبر عليه..ونكتب مساحات الجرح الذي خلفه لنا الحبيب حتى يمنحنا زاد قوة..فتشرد القلب في المرحلة الأولى من الرواية وتخبطه بدياجير قاتمة لا يعني أن الرواية تسير على نمط واحد..فهي تعالج خطر التكنولوجيا على القلوب التي قد تبني علاقة حب على وهم وشتات هذيان للخيال...تفضي بها الى مآزق بحتة..حتى يتشقق القلب وينفطر..ثم المرحلة الثانية من الرواية حيث تخرج البطلة من هذه المرحلة الصعبة منتصرة  بعد أن كادت تفقد رشدها وتوازنها..فتقترب من الله بكلمات رنانة حيث تقول: في عروق المطر ألقاك............في تنهيد الروح......في غصة ناي حزين....فكيف السبيل اليك يا الله.

وتخاطب الحبيب بقولها: "مساؤك ألم".. من الجرح الذي خلفه..ومما سيترتب عليه..

اعالج في الرواية باختصار عبث الانترنت بقلب الانسان واقدم الحل بطريقة غير واعظة..أحداثها تدور بين مصر ولبنان ..وحول قاتل الروح وهو البطل..والقتيل وهي البطلة.. والتي تقرر في النهاية بأنها لا تريد الانتقام من قاتلها بعدّة الشر..بل بعدّة الرقي بنفسها عنه والنأي عن جرحه لها..وأن تكبر باسمها ونفسها حتى تتحرر منه وتدعه للألم ليصبح حصنا لها لأنها عرفته وشرَكاً له لأنه تركها وتخلى عنه بعد كل ما قاسته من أجله..

** لك قصيدة بعنوان : يا ملكة الغروب التي تتحدثين فيها عن نفسك  وجرحك من الماضي ..الحب ..هل لك ان تطلعينا عن هذا الجرح ،، وهل ما زال ام عولج ؟

ربما هالني في وقت ما جرح من الحبيب..ولم تغرب عن بالي الكرامة التي تحصن كرامتي كأنثى..فنأيت عنه حتى لا يؤلمني أكثر كما ذكرت في مقطع من القصيدة: كالبرق يومض حسرات في ثنايا الروح ..أبتعد عنه حتى لا يؤلمني أكثر..

ربما لو لم تسطع الشمس ذاك النهار المخملي..ولم تدعني أعبر..

الى كنه ذاته لما احببت..وتألمت..ولما تصدعت كلماتي ونبذتها الأسطر.."

فكنت كلما يميد بي الحنين الى الذكرى الجميلة ينبثق الجرح الذي يحتضنه القلب..من جرح الحبيب الى جرح الوطن الذي كان يدوي أنينا وحنينا في نفسي بعد أن ارغمت على الهجرة منه بعد وفاة أهلي..الى خيبات رتبها القدر...وكأنني على موعد مع حصار العاطفة بالخيانة والغدر والكذب..فاختصرت الجروح بقصيدة يا ملكة الغروب..فكأني كنت مُعدّة للغروب منذ الأزل.. محتى نصبت نفسي ملكة عليه بتعبير مجازي بخيال مسبل الحس وارادة صلبة...حتى اعبر هذا الغروب الى الشروق..لأنه دائما بعد الغروب شروق وبعد اليأس أمل..هذه القصيدة لا تعبر عن داخلي فقط.. فقصائدي لم تكن يوما تدور حول محور ذاتي..انا اعبر من خلالها عن كل نفس بشرية مكلومة تتحدى الصعاب وترقى الى فسحة النور بشموخ واباء ويحدث فيها التزواج بين جرحها وكرامتها..بين حياته الباطنية والخارجية...

** في ديوانك مهربة كلماتي اليك يتحدث عن الحب الحرب الوطن. كيف اختصرت المشاعر الوجدانية في تلك القصائد ؟

في ديوان مهربة كلماتي اليك كانت الكلمات اصواتا حية تدوي بحقيقة ما مرت به بلادنا العربية من معاناة وما تكبدته من شهداء في سبيل ثوراتها..فالكاتب ان لم يكن شاهدا حيا على عصره يصبح كالاسفنجة تغمس من الواقع القليل وتزركشه بالخيال قليلا  ثم تعصر الاثنين معا بطريقة تجعل منه تمثالا متجمدا يلقي بالصدى الفارغ لا تمثالا من الحس يرقى للحرية والكرامة..

لهذا جاء ديوان مهربة كلماتي اليك وهو الديوان الثالث لي بعد ديوان أرجوان الشاطئ ورؤيا في بحر الشوق اختصارا لأحاسيس الغير وما قد يتكبدونه من خسائر  في أوطانهم او مع الحبيب حتى يصلوا الى بر الأمان.

** في قصائدك الوجدانية كتبت عن المغرب وتونس وفلسطين ومصر والجزائر والتي لك حكاية خاصة معها .. ما هي تلك الحكاية ؟

كتبت لوطني لبنان وللمغرب ..لليبيا..لتونس والجزائر ومصر وفلسطين ..من صلب المأساة المشتركة الموحدة التي تنوء أوطاننا تحب عبء كاهلها..لأحث بقلمي على الحرية..فسلاحي هو القلم..وهو أكثر وطأة من البندقية..يحيل طرفه مرة الى الخيال الجامح بسطوته وتوقه للعالم المثالي ومرة الى الواقع بصلابته وقسوته فيمزج بينهما في معان يسكبها فيصوغ من كل محسوس وملموس قصيدة يكتنفها الاحساس والوقع القوي على قلوب وأذهان الآخرين..

رحلة كتابي الأولى أرجوان الشاطئ حطت رحالها في الجزائر بلد المليون والنصف شهيد فلاقى الترحاب والتهليل لما التمسوه فيه من صدق الاحساس وسهولة العبور الى نفوسهم..فكتبت لها قصيدة "سفينة الشهداء"...

وتتالت الرحلات من الجزائر الى المغرب وتونس..ثم حلقت قصائدي لتحط في سماء ليبيا التي كتبت لها قصيدة ليبيا والحلم...وفلسطين التي تعيش في وجداننا كعرب ونكتب فوق جبينها الحلم الذي لا ريب آت..ومصر التي تعج بروح القومية والوطنية الخالدة التي لن تموت..

** الشاعرة نسرين لك اهتمام واضح بالدول العربية ولكن لم تتحدثي عن سورية ؟

كتبت عن سوريا فكتبت عن الأسى الذي حل بها ...وعن حثي لتحقيق ارادة الشعب مهما كان اختياره...فالوطن يقوم على شعبه أولا وأخير..

** حضرتك شاركت في مسابقات وأمسيات شعرية كثيرة في بلدان عربية برأيك هل يمكن أن يكون الشاعر خير سفير لبلده ؟

بالطبع الشاعر خير سفير لبلده فهو يمثله شكلا ومضمونا ان كان شاعرا حقيقيا..في روايتي بارقة في السماء أشبه بطلة الرواية الشاعرة بوجه الوطن..بشموخه وابائه وكرامته وخيباته من الآخرين وسطوع نجمه بعد كل كارثة...فالوطن مثل الحب تماما.. الحب بعطي صحيح ..ولكنه بحاجة أن يأخذ تماما كالنبات.. عندما نسقيه الماء ينتعش ويرتوي ويكبر.. لكن ان اهديناه القحط والجفاف مات واندثر.. لهذا من لا يسقينا عاطفة وحنانا لا نزدهر في دوحه ابدا..

وان لم نهدي وطننا الابداع ونحاول أن نكون في مستوى هامته لن نستحق أن يكون لنا وطنا جميلا مثلا أوطاننا العربية..لهذا أحاول أن أكون سفيرة من سفراء الوطن الذين يذرفون الحروف أمما ونبراسا في هيكل شموخه..

** نسرين يقال انها شاعرة الجمال ،، الى أي حد تأثر الجمال في قصائدك ،، و كيف تكتبين القصيدة ؟ أم هي تكتبك ؟

هي هبة من الله أن تكون جميلا قلبا وقالبا..خلقا وخُلُقا..بصرا وبصيرة...فنا وتفننا..وعندما يسبغ الله على المرء بصفات الجمال يجب ان يسخرها للجمال الحقيقي وهو جمال الروح..لأن الكلمة النافذة الى القلب جمال ومحبة الآخرين جمال وعشق القلم جمال والتغزل بالحبيب والوطن جمال...ولهذا أسعى دائما أن تحمل قصائدي وحتى رواياتي في طياتها الجمال الجوهري الذي يبهر النفس والعين معا..وعندما أكتب القصيدة اغدق عليها بأحاسيسي وأحلق بها بعيدا نسمو معا كسمو الغيم ونحتدم بالخيال وأوجاع وفرح الآخرين..لهذا فأنا أكتبها في البداية لكنها تكتبني في نهاية المطاف عندما تجسد لمستي الخاصة بي ..وتعرّف عني..


** البعض يقول إننا نعيش عصر الرواية لأنها طغت على الألوان الأدبية الأخرى، فما رأيك؟

مكتبة الأدب ضرورة لا غنى عنها بكل أنواع فنونها..سواء شعرا رواية أم مقالا وتحليلا..برأيي أن الشعر فن خاص يزرع فيه الشاعر أحاسيسه لتورق شجيرات في دوح الآخرين..كذلك الرواية هي تجسيد كامل مفصل لكل نماذج النفوس البشرية بقوتها ووهنها..برقتها وقسوتها..لكن للرواية فن خاص بها وهو فن التشويق الذي ينتشي جمهورها بالتفاعل معه ان أبدع به الكاتب وأجاد الغوص فيه.


** في حوار سابق لك قلت أن الرواية طغت على الألوان الأدبية ،، كيف تفسر ذلك ؟

لم أقل هذا بالمعنى الحرفي..فقد عنيت بأن الرواية تحتل الصدارة من حيث الطواف حول العقول والتسلل الى أعماق الناس الذين يحكمهم الفضول بطبعهم لمعرفة ماذا سيحدث لاحقا لأبطال الرواية الذين قد يحملون بعض صفاتهم وبعضا من حياتهم التي يعيشونها..أما الشعر فله جمهوره الخاص الذي لا يزاحمه عليه أحد..فالشعر كخطف البرق يومض بسرعة ويختفي..بعد أن يبث النور بلمحة البصر..أما الرواية فهي تفصيل وتجسيد وحبك وسرد لشخصيات تحدد هي مسارهم ومصيرهم.

** في معظم قصائد كتبت عن الحب ،، هل نسرين عاشقة ،، ومن هو المعشوق ؟

احيانا عندما انصهر مع مشاعر الآخرين اكتب وجعهم وخيبتهم وعشقهم المجنون..وعندما أكتب لأعبر عن خفق الفؤاد أجده جريحا من غدر الحبيب فأعانق القلم رفيق دربي وأبكي على أكتاف المغيب..وأحلم بغد آخر..والمعشوق الحقيقي في قصائدي كان البحر فأنا عاشقة البحر فعلى زبده لطالما ركبت أحلامي..

 

 

 

** شكرا جزيلا نسرين الشاعرة الرقيقة الجميلة بماذا تختمي حديثك لنا ؟

أختم هذا الحديث الجميل بتحية لكم ولمجلة روتانا التي تواكب الفن من جميع نواحيه غناء وتمثيلا وشعرا وأدبا في العالم العربي بأسره..وأحب أن اهدي محبي الشعر المقطع الأول من قصيدة ماد بي الحنين :

 

ماد بي الحنين إليك...

والصيف يتسرب إلينا...

من لظى الشمس المستعرة بأشعتها...

تنصب في أغواري الملتهبة شوقا....

تعبق في خاطري كالحلم الأزلي...

الوردي الظل المتلحف بالأفق..

يثمل من خمر العشق توقا...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !