مواضيع اليوم

الشاعرة اللبنانية نسرين بلوط :الشاعر خير سفير لبلده فهو يمثله شكلا ومضمونا ،،

عمر شريقي

2015-02-04 05:53:36

0

الشاعرة اللبنانيةنسرين بلوط:

--------------------------------------------

** الشاعر خير سفير لبلده فهو يمثله شكلا ومضمونا ،،

** عندما انصهر مع مشاعر الآخرين اكتب وجعهم وخيبتهم وعشقهم المجنون..

-------------------------------------------------------

هي هبة من الله أن تكون جميلا قلبا وقالبا..خلقا وخُلُقا..بصرا وبصيرة...فنا وتفننا..وعندما يسبغ الله على المرء بصفات الجمال يجب ان يسخرها للجمال الحقيقي وهو جمال الروح..لأن الكلمة النافذة الى القلب جمال ومحبة الآخرين جمال وعشق القلم جمال والتغزل بالحبيب والوطن جمال...ولهذا تسعى نسرين بلوط  أن تحمل قصائدها  وحتى رواياتها في طياتها الجمال الجوهري الذي يبهر النفس والعين معا..وعندما تكتب  القصيدة تغدق عليها الاحاسيس وتحلق  بها بعيدا تسمو كسمو الغيم وتحتدم بالخيال وأوجاع وفرح الآخرين..لهذا فهي تكتب القصيدة في البداية لكنها تكتبها في نهاية المطاف  عندها تجسد لمستها  الخاصة بها ،، هكذا قالت وعرفت عن نفسها .

عمر شريقي

----------------

** لك رواية صدرت حديثا  بعنوان مساؤك ألم ،، ماذا تريدين ان تصل في النهاية ولماذا الألم ؟

من التشابيه الشائعة الصور المجازية التي يلبسها الكاتب أحيانا الأقنعة الحداثوية التي واكبت ثورة الشعر الحديث..تلك الاقنعة استخدمها ايضا في كتابة عناوين رواياتي حتى أحول المعاني من رمزيتها الى سحرها الخاص ومغزاها الحقيقي الذي يسر أغوار النفس البشرية التي تتصدى للخير والشر..للفرح والألم..بكل مضاداتها وتفاعلاتها وما يجيش فيها من نزعة للتمرد والثورة.. عندما نشبّه الجرح بالغروب أو بألق الغسق المنساب بين طيات المدى نمنح الفكر رحلة فكرية تمتزج بهذا الخيال الرنان..كذلك عندما نضع عنوانا لرواية تحتوي على كل هذه التفاعلات الانسانية ونختصر فيها الألم كي نعْبره ونتكبر عليه..ونكتب مساحات الجرح الذي خلفه لنا الحبيب حتى يمنحنا زاد قوة..فتشرد القلب في المرحلة الأولى من الرواية وتخبطه بدياجير قاتمة لا يعني أن الرواية تسير على نمط واحد..فهي تعالج خطر التكنولوجيا على القلوب التي قد تبني علاقة حب على وهم وشتات هذيان للخيال...تفضي بها الى مآزق بحتة..حتى يتشقق القلب وينفطر..ثم المرحلة الثانية من الرواية حيث تخرج البطلة من هذه المرحلة الصعبة منتصرة  بعد أن كادت تفقد رشدها وتوازنها..فتقترب من الله بكلمات رنانة حيث تقول: في عروق المطر ألقاك............في تنهيد الروح......في غصة ناي حزين....فكيف السبيل اليك يا الله.

وتخاطب الحبيب بقولها: "مساؤك ألم".. من الجرح الذي خلفه..ومما سيترتب عليه..

اعالج في الرواية باختصار عبث الانترنت بقلب الانسان واقدم الحل بطريقة غير واعظة..أحداثها تدور بين مصر ولبنان ..وحول قاتل الروح وهو البطل..والقتيل وهي البطلة.. والتي تقرر في النهاية بأنها لا تريد الانتقام من قاتلها بعدّة الشر..بل بعدّة الرقي بنفسها عنه والنأي عن جرحه لها..وأن تكبر باسمها ونفسها حتى تتحرر منه وتدعه للألم ليصبح حصنا لها لأنها عرفته وشرَكاً له لأنه تركها وتخلى عنه بعد كل ما قاسته من أجله..

** في ديوانك مهربة كلماتي اليك يتحدث عن الحب الحرب الوطن. كيف اختصرت المشاعر الوجدانية في تلك القصائد ؟

في ديوان مهربة كلماتي اليك كانت الكلمات اصواتا حية تدوي بحقيقة ما مرت به بلادنا العربية من معاناة وما تكبدته من شهداء في سبيل ثوراتها..فالكاتب ان لم يكن شاهدا حيا على عصره يصبح كالاسفنجة تغمس من الواقع القليل وتزركشه بالخيال قليلا  ثم تعصر الاثنين معا بطريقة تجعل منه تمثالا متجمدا يلقي بالصدى الفارغ لا تمثالا من الحس يرقى للحرية والكرامة..

لهذا جاء ديوان مهربة كلماتي اليك وهو الديوان الثالث لي بعد ديوان أرجوان الشاطئ ورؤيا في بحر الشوق اختصارا لأحاسيس الغير وما قد يتكبدونه من خسائر  في أوطانهم او مع الحبيب حتى يصلوا الى بر الأمان.

** حضرتك شاركت في مسابقات وأمسيات شعرية كثيرة في بلدان عربية برأيك هل يمكن أن يكون الشاعر خير سفير لبلده ؟

بالطبع الشاعر خير سفير لبلده فهو يمثله شكلا ومضمونا ان كان شاعرا حقيقيا..في روايتي بارقة في السماء أشبه بطلة الرواية الشاعرة بوجه الوطن..بشموخه وابائه وكرامته وخيباته من الآخرين وسطوع نجمه بعد كل كارثة...فالوطن مثل الحب تماما.. الحب بعطي صحيح ..ولكنه بحاجة أن يأخذ تماما كالنبات.. عندما نسقيه الماء ينتعش ويرتوي ويكبر.. لكن ان اهديناه القحط والجفاف مات واندثر.. لهذا من لا يسقينا عاطفة وحنانا لا نزدهر في دوحه ابدا..

وان لم نهدي وطننا الابداع ونحاول أن نكون في مستوى هامته لن نستحق أن يكون لنا وطنا جميلا مثلا أوطاننا العربية..لهذا أحاول أن أكون سفيرة من سفراء الوطن الذين يذرفون الحروف أمما ونبراسا في هيكل شموخه..


** البعض يقول إننا نعيش عصر الرواية لأنها طغت على الألوان الأدبية الأخرى، فما رأيك؟

مكتبة الأدب ضرورة لا غنى عنها بكل أنواع فنونها..سواء شعرا رواية أم مقالا وتحليلا..برأيي أن الشعر فن خاص يزرع فيه الشاعر أحاسيسه لتورق شجيرات في دوح الآخرين..كذلك الرواية هي تجسيد كامل مفصل لكل نماذج النفوس البشرية بقوتها ووهنها..برقتها وقسوتها..لكن للرواية فن خاص بها وهو فن التشويق الذي ينتشي جمهورها بالتفاعل معه ان أبدع به الكاتب وأجاد الغوص فيه.


** في حوار سابق لك قلت أن الرواية طغت على الألوان الأدبية ،، كيف تفسر ذلك ؟

لم أقل هذا بالمعنى الحرفي..فقد عنيت بأن الرواية تحتل الصدارة من حيث الطواف حول العقول والتسلل الى أعماق الناس الذين يحكمهم الفضول بطبعهم لمعرفة ماذا سيحدث لاحقا لأبطال الرواية الذين قد يحملون بعض صفاتهم وبعضا من حياتهم التي يعيشونها..أما الشعر فله جمهوره الخاص الذي لا يزاحمه عليه أحد..فالشعر كخطف البرق يومض بسرعة ويختفي..بعد أن يبث النور بلمحة البصر..أما الرواية فهي تفصيل وتجسيد وحبك وسرد لشخصيات تحدد هي مسارهم ومصيرهم.

** في معظم قصائد كتبت عن الحب ،، هل نسرين عاشقة ،، ومن هو المعشوق ؟

احيانا عندما انصهر مع مشاعر الآخرين اكتب وجعهم وخيبتهم وعشقهم المجنون..وعندما أكتب لأعبر عن خفق الفؤاد أجده جريحا من غدر الحبيب فأعانق القلم رفيق دربي وأبكي على أكتاف المغيب..وأحلم بغد آخر..والمعشوق الحقيقي في قصائدي كان البحر فأنا عاشقة البحر فعلى زبده لطالما ركبت أحلامي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !