مواضيع اليوم

السيد محمد علي الحسيني علينا إظهار الصورة الحقيقية السلمية للإسلام وندحض المفاهيم المتطرفة المغلوطة عنه


السيد محمد علي الحسيني نرفض أن يسمّى الإرهاب باسم أي دين أو قومية 

السيد الحسيني يدعو في "نداء الجمعة " الجاليات الاسلامية في دول الغرب إلى مكافحة الإرهاب رافضا أن يسمّى الإرهاب باسم أي دين أو قومية:

علينا إظهار الصورة الحقيقية السلمية للإسلام وندحض المفاهيم المتطرفة المغلوطة عنه


دعا د. السيد محمد علي الحسيني الجاليات العربية والاسلامية في دول الغرب للمشارکة الفعالة في مكافحة الإرهاب عبر التصدي للمفاهيم المغلوطة التي يروجها البعض عن الإسلام، مشددا على أن مناصرة الإسلام الحقيقي، والوقوف في وجه التيارات المتطرفة الإرهابية، ومفاهيمها وأفکارها الضالة المنحرفة والمشوهة عن الإسلام، هو واجب شرعي .

وشرح السيد الحسيني عبر " نداء الجمعة "، كيف أن الله سبحانه وتعالى أمر في کتابه الكريم المسلمين أن يظهروا الصورة الحقيقية والنموذجية لدينهم ، وعرض تعاليمه القيّمة، لأنه فعلاً کذلك، فهو دين الرحمة ، والله تعالى يؤكد أن کتابه يهدي للتي هي أقوم، أي لکل ما فيه خير و صلاح.

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحکمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين﴾.وقال عزَّ وجلَّ أيضاً: ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾.

وأضاف السيد الحسيني: إن تعاليم الإسلام والتي تعتمد بشکل عام على الآيات القرآنية تعمل من أجل ضبط التوازن بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوکه، وبين عقيدته وعمله، ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة، بالموازنة بين التكاليف والطاقة، فلا تشقّ التكاليف على النفس حتى تملّ وتيأس من الوفاء، ولذلك فإن الإنسان المسلم هو إنسان وسطي يسلك سبيلاً وسطيّاً بين الأمور، وکما قال نبينا ومعلمنا الکبير”ص”: (أمر بين أمرين، وخير الأمور أوسطها).

وتابع العلامة الحسيني: إن الإنسان المبني على هکذا رٶية وسطية اعتدالية لا بدَّ له أن يکون نموذجيّاً ومثاليّاً في دعوته للإسلام و التعريف بتعاليمه، خصوصاً للجاليات الإسلامية المقيمة في بلدان المهجر ، ولا سيما في البلدان الأوروبية، حيث يتحملون أعباء أکبر من التکليف للدفاع عن الإسلام في مجتمعات تجهل حقيقته، ونشر تعاليمه السمحة في وجه الجماعات المتطرفة والإرهابية المعادية للإسلام، والتي تستغل غياب الوعي الغربي بالإسلام الحقيقي، وکذلك الدفاع عن المنطق السمح والوسطي والتعادلي للإسلام، الذي يسعى بقوة من أجل تقوية کل ما فيه من أسباب التواصل والتفاهم بين البشرية.

وقال السيد الحسيني: منذ أعوام عديدة، يتعرّض الإسلام إلى هجمة شرسة، تستهدف إظهاره على أنه دين معادٍ للتقدم والحضارة والتواصل والحوار وقبول الآخر ، ولکننا عندما نقرأ الآية الکريمة القائلة: ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة کأنه ولي حميم﴾ فإنها تدحض مزاعم کل الإرهابيين والمتطرفين، ذلك أن الإسلام الذي يوصي بتعامل سمح حتى مع العدوّ، فإن هذا الأمر بمثابة رسالة ذات طابع خاص ليس للمسلمين فقط، وإنما للبشرية کلها.

وتوجه السيد الحسيني إلى الجاليات المسلمة المتواجدة في المهجر عموماً وفي أوروبا خصوصاً، ودعاها مجددا لکي تعمل ما بوسعها من أجل أن تعکس صورة مشرقة عن الإسلام، صورة توضح وتعکس وتجسّد الإسلام الواقعي والحقيقي، کما هو الإسلام الذي تربَّينا عليه ونحن نلاقي جارنا المسيحي أو اليهودي أو الصابئي أو الآيزيدي، أو أيّاً کان دينه، بوجه باسم، ونتعاون ونتعاضد معهم جنباً إلى جنب في کل الأمور.

واكد أن المنطق والنهج المتطرف والمغالي في التشدد والتعنت الذي يسعى الدخلاء على الإسلام لعکسه عن الإسلام، هو نهج غريب علينا، وقبل ذلك غريب عن الإسلام، ويجب على الجاليات المسلمة في العالم أن تؤکد دائماً بأن الأقليات الدينية في العالم الإسلامي کانت تعيش إلى جانب المسلمين بسلام ووئام، ولا يمکن أبداً أن يتمَّ تحريف وتشويه هذا الجانب المشرق والناصع من الإسلام، فقد جاء في الکتاب الکريم : ﴿وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا ﴾. وقد علَّمنا الرسول الأکرم “ص” حبّ وتقبّل الآخر ومنحه کل أسباب ومقومات الأمن والسلام ولن يتغير هذا النهج أبداً إلى يوم الدين.

وتابع السيد الحسيني مؤكدا أن الوقت قد حان، لنبادر إلى العمل من أجل حملة فکرية مضادة لتلك الحملة الهوجاء الضالة التي يحمل لواءها الإرهابيون المتطرفون، والتي ولّدت وتولّد حالة من العداء والکراهية للإسلام في أوروبا بشکل خاص والعالم بشکل عام.

لذلك من الضروري جدّاً أن يتمَّ التأکيد على أن الإسلام بريء من التطرف والإرهاب، وأن هذه الفئات الضالة المضلة والمعادية للإسلام ولكل القيم والمعايير الإنسانية، يجب أن نثبت للعالم بأنهم ضد الإسلام قلباً وقالباً وأنهم يقومون بتنفيذ مخطط مشبوه يهدف إلى تحريف وتشويه مبادئ وقيم الإسلام السمحة عن سياقها الصحيح، وكذلك خلق حالة من العداء للإسلام والمسلمين عموماً وللجاليات الإسلامية المقيمة في أوروبا بشکل خاص.

وختم الحسيني: لذلك فإنه واجب شرعي على الجاليات المسلمة المتواجدة في العالم عموماً وفي بلدان أوروبا خصوصاً، أن تبادر للمشارکة في هذه الحملة لمناصرة الإسلام الحقيقي، والوقوف في وجه التيارات المتطرفة الإرهابية، ومفاهيمها وأفکارها الضالة المنحرفة والمشوهة عن الإسلام، وإن ذلك من شأنه ليس أن يخدم مصلحة الإسلام فحسب، بل الإنسانية کلها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات