مواضيع اليوم

الحسيني : لاحياء ذكرى عاشوراء بعيدا عن الاستغلال السياسي خير ذكر للامام الحسين هو في فهم الابعاد الحقيقية لثورته دفاعا عن الإسلام

 الحسيني : لاحياء ذكرى عاشوراء بعيدا عن الاستغلال السياسي

خير ذكر للامام الحسين هو في فهم الابعاد الحقيقية لثورته دفاعا عن الإسلام

 

 

أيها الأحبة :إننا نعيش في هذه الأيام ذكرى عاشوراء الأليمة والتي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي {ع} وأهل بيته وأصحابه في العاشر من محرم سنة 61 هجرية في كربلاء العراق.وهي ذكرى عظيمة في التاريخ الاسلامي ، مليئة بالدروس والعبر ، وذات أبعاد دينية وايمانية واخلاقية وسياسية واجتماعية .  

فالإمام الحسين (ع ) سبط رسول الله (ص) وريحانته من الدنيا، وأشبه الناس به. جدته لأمه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين . جدته لأبيه فاطمة بنت أسد. أمه فاطمة الزهراء البتول المطهرة سيدة نساء العالمين، والبضعة النبوية عليها السلام .أخوه لأمه وأبيه الإمام الحسن (ع) أخته لأمه وأبيه زينب الكبرى.

ولد بالمدينة في الثالث من شعبان سنة أربع للهجرة، ولما ولد جيء به إلى جده رسول الله (ص)فاستبشر به، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وحنكه بريقه، فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً.

نشأ في ظل جده الرسول الأعظم (ص) فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته. قال النبيّ عنه وعن أخيه  : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).

فالإمام الحسين بن علي (ع) سيدنا وإمامنا وابن نبينا، نحبه ونتولاه، ونعتقد أن حبه من أوثق عرى الإيمان، وأعظم ما يتقرب به إلى الرحمن، مصداقاً لقول جده ( ص) "المرء مع من أحب".

وأنه من أحبه فقد أحب النبي (ص)، ومن أبغضه فقد أبغض النبي (ص)

وجاء في صحيح ابن ماجه : في فضائل الحسن والحسين (ع) ، رَوى بسنده عن أبي هريرة ، قال رسول الله (ص) : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني .

و رَواه أحمد بن حنبل في مسنده : 2 / 288 .

وفي مستدرك الصحيحين : 3 / 166 : رَوى بسنده عن سلمان .قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : الحسن والحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، ومن أحبني أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار .

قال : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .

وجاء في صحيح الترمذي : 2 / 307 ، في مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال :قال رسول الله (ص): حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً .حسين سبط من الأسباط .

من هنا قولنا ان لاحياء ذكرى عاشوراء بعد ديني اسلامي عميق ، يتمثل في تكريم من كرمه رسول الله (ص) بان تولى تربيته . ويتمثل في حب من أحبه رسول الله (ص) . فالتكريم والحب للامام الحسين هو تكريم وحب لنبي الاسلام (ص) نفسه.

اما في الجانب الايماني فان الحفاظ على ذكرى الامام الحسين(ع ) والاقتداء بسيرته  هو ايمان والتزام برسالة الاسلام نفسها . لان الإمام الحسين بن علي(ع) ليس بشخص عادي  بل هو الإمام والراعي للمسلمين  ، حامياً ومراقباً لحفظ الشريعة ولعدم الزيادة والنقصان فيها أو التحريف.

وما صرّح به الإمام الحسين (ع)عند القيام بثورته: ((إني لم أخرج أشراً ولا بَطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّةِ جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)).

لقد كانت دعوة الامام الحسين ( ع ) استمرارا لرسالة جده رسول الله( ص)  .

اما في الجانب التاريخي والاجتماعي فان ملحمة عاشوراء التي استشهد  فيها الإمام الحسين ( ع) في يوم الطفّ ، لهي ملحمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ،اذ جاء استشهاده بعد مقتل أهل بيته وأصحابه ، تسجيلا لواحدة من أنبل ملامح الشهادة والتضحية والفداء في سبيل عزة الاسلام واعلاء صوت نبيه ( ص )لقد سجل التاريخ ملاحم وبطولات كثيرة ، ولكن عاشوراء تبقى الاكثر سطوعا واشراقا ، لانها ثورة قل نظيرها من حيث أهمية وموقع أشخاصها ، ومن حيث ديمومتها في التاريخ .

نعم لقد ضحى الامام الحسين ( ع ) في حادثة الطف الخالدة بنفسه وأبنائه وخاصة أصحابه من أجل الحفاظ على دين التوحيد  فلا يجوز الان ان تستغل ذكره لمأرب سياسية وأهداف حزبية أو شخصية ، تصب كلها في شرذمة المسلمين وتفرقة صفوفهم .هذا الاستغلال ، يأخذ ذكرى الامام الحسين ( ع) الى حيث أراد قتلته بالضبط ، اي الى اضعاف وتفكيك امة الاسلام .

حفيد الإمام الحسين(ع) ..محمد علي الحسيني .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات