مواضيع اليوم

الإرهاب يهين المسيحيين ويبتز الجمهورية.. الفراغ رئيسًا

عبدو شامي

2014-05-25 01:46:18

0

 الإرهاب يهين المسيحيين ويبتز الجمهورية..الفراغ رئيسًا

 

بعد أن سبق له إهانة الشيعة بارتكابه أعماله الإرهابية باسمهم، ثم إهانة الدروز بإخضاع زعيمهم، ثم إهانة السنّة بفرضه رئيس حكومة لا يريدونه ولا يمثلهم، ها هو حزب الإرهاب اليوم يهين المسيحيين واللبنانيين أجمعين للمرة الثانية منذ اتفاق الطائف بتنصيبه الفراغ رئيسًا لجمهوريتهم.

 

إذا، تزامنًا مع حلول ذكرى إطلاق كذبة "عيد المقاومة والتحرير" حيث لا مقاومة ولا تحرير، اقتحم الفراغ في 25 أيار2014 قصر بعبدا وجلس على كرسي الرئاسة عنوة بقوة التعطيل الإرهابي، آتيًا من سفر طويل قطعه مباشرة من طهران الى "حارة حريك" في ضاحية بيروت الجنوبية ومنها صعودًا الى بعبدا...فما هي دلالات  وصوله، ومتى وكيف تنتهي ولايته؟

 

الدلالة الأولى من وصول الفراغ الى سدّة الرئاسة الأولى تشير الى أن الاستحقاق خرج من يد الموارنة ومن مجمل الساحة اللبنانية الى الساحة الإقليمية والدولية، وبالتالي الرئيس المقبل لن يُمثل مسيحيي 14 ولا حتى 8 آذار، لأنه سيكون وليد  تسوية خزي وعار، ورَهين توافقِ غالبٍ ومغلوب بين "عميلَي" السعودية وإيران في لبنان.

 

الدلالة الثانية لحلول الفراغ تكشف بوضوح أن "حزب الإرهاب المنظم" لم يكن لديه قبل 25 أيار إلا مرشحًا واحدًا لا غير هو الفراغ نفسه، ذلك أنه لو أراد إيصال مرشّح غيره لأمكنه فِعل ذلك ولكان أمّن له أكثرية النصف زائدًا واحدًا في جلسة الانتخاب الثانية التي عطّل نصابها، وبالطريقة نفسها التي سبق أن أمّن بها الأكثرية لفرض "نجيب ميقاتي" في رئاسة الحكومة عام 2011... فبالنسبة لكتلة النائب "وليد جنبلاط" واهم من يظن أن بإمكان الزعيم الدرزي الخروج عن طاعة الحزب الإرهابي في المسائل العملية والمصيرية وما حصل أثناء تسمية "الميقاتي" أسطع دليل، أما ترشيح "جنبلاط" النائب "هنري حلو" فلم يكن ليتم بغير موافقة الحزب لأنه ببساطة لا يقوى على منافسة الفراغ، فلا الحزب ولا غيره يمكن أن يصوّتوا له وبالتالي لن يصل. ويكون الأمر أكثر خضوعًا وإذلالاً ودناءة إذا تحدثنا عن كتلة الجنرال "عون" التي يستخدم الحزب رئيسها عند كل استحقاق مستغلا "شَبَقَه الرئاسي" لتمرير الوقت والتعطيل واستنفاذ المُهل وصولاً الى إحراق ورقة الجنرال وجَعْله يصوّت مرغمًا لمرشح يمكن للحزب الإرهابي أن يضع فيه ثقته، وتجربة عام2008 خير دليل.

 

الدلالة الثالثة لفخامة الفراغ هي أن مخطط الحزب لا ينفع معه نصاب النصف زائدًا واحدًا (فلو كان ذلك كافيًا لكان أمّنه لأي مرشّح يريده كما بيّنا آنفًا)، بل مخططه يحتاج الى أكثرية الثلثين التي يحتّم عليه تأمينها جمع أصوات من ما يسمى "تحالف" قوى 14 آذار، وهي النسبة المطلوبة لإجراء تعديل في الدستور بشكل عام، ما يجعلنا أمام احتمالَين:

-1- فإما أن يكون مرشّح الحزب شخصية لا يحق لها الترشّح حاليًا للرئاسة لشغلها منصبًا من الفئة الأولى مثلا وبالتالي تحتاج الى تعديل دستوري ليتسنى لها ذلك، والشخصية المرجّحة هي قائد الجيش العماد "جان قهوجي" الذي فضلا عن تأييده ما يسمى زورًا "مقاومة" باتت تجمعه مع الحزب الإرهابي منذ معركة "عبرا" عام 2013 رفقة سلاح وبندقية!! وبهذا يكون تعديل الدستور جزئيًا.

-2- وإما أن يكون تعديل الدستور جذريًا، وذلك حالة كون مرشح الحزب هو "مؤتمر تأسيسي" أي تدميري للجمهورية وتخريبي للصيغة والميثاق، وبالتالي يتطلّب أكثرية الثلثين لفرض سلّة كاملة تبدأ بإجراء تعديلات تنسف المناصفة ودستور الطائف وتنتهي بتنصيب الرئيس الذي يريده الحزب سواء قائد الجيش أم سواه... الاحتمالان (الجزئي والجذري) واردان بقوة، وأيٌّ منها كما دلّت التجارب لا يتم في الظروف الطبيعية بل يحتاج إلى إراقة دماء واغتيالات وفوضى أمنية ومؤسساتية... وعليه فالفراغ لن يُنهي ولايته ولن يُخلي كرسيّه إلا لمصلحة أحدهما أو كليهما.

 

للأسف، ودائمًا استنادًا الى وقائع التاريخ والتجارب المريرة السابقة منذ عام 2005، ومع كامل ثقتي بثبات "القوات اللبنانية" على مبدأ المقاومة الحقيقية والحفاظ على الجمهورية، لا أجد مفرًا من ترجيح فرضية أن ينال الحزب مراده سواء الأقل خطرًا وهو فرض مرشحه الذي سيكمل بطبيعة الحال مشروع إخضاع لبنان بالكامل الى الاحتلال الإيراني عبر إدارة الأزمة، أو المراد الأخطر على الإطلاق وهو فرض مؤتمره التدميري... فعلى وقع الهرج والمرج والاغتيالات والفوضى الممنهجة، وبمجرّد تلقيه الأمر السعودي، وتحت شعارات "أم الصبي" و"المصلحة الوطنية" و" تغليب العقل على العاطفة" و"حفظ الاستقرار" وسواها من الخزعبلات والترّهات الحريرية الانبطاحية والانهزامية التبريرية الواهية، سيخضع "تيار المستقبل" ويؤمّن أكثرية الثلثين التي يريدها الارهابيون لاتمام مخططهم.

 

يبقى أن نوجه الشكر والتحية الى "حكيم ثورة الأرز" الدكتور سمير جعجع الذي أدى واجبه الوطني على أكمل وجه، فبترشحه لرئاسة الجمهورية وببرنامجه الانتخابي السيادي بامتياز استطاع أن "يعيِّش" اللبنانيين الاستقلاليين حلمًا ورديًا جميلاً أخرجهم ولو للحظة من كابوس حقيقة الاحتلال الإيراني، قبل أن يحل الفراغ ويعيدهم مرغمين الى استكمال ذلك الكابوس الإرهابي حيث لسلطة الاحتلال وحدها حق تعيين "الرؤساء" وعزلهم أو حتى اغتيالهم.   

عبدو شامي

25/5/2014




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !