مواضيع اليوم

إستراتيجية الإعلام والتوعية ..

منار مهدي Manar Mahdy

2011-09-16 11:00:19

0

 إستراتيجية الإعلام والتوعية

بقلم : منار مهدي / كشفت اغلب الدراسات ان الإستراتيجيات الإعلامية المستخدمة لمواجهة الشائعات تعمل بعد ظهور وتداول الشائعة, أي ان لها طابع دفاعي من هنا برز التفكير في أهمية وضع إستراتيجية وقائية تستخدم كافة وسائل الإعلام من اجل توعية المواطنين بمفهوم الشائعات والظروف المرتبطة بنشأتها وتطورها والمخاطر الناجمة عنها، وكيفية تحليلها للكشف عن ما تتضمنه من أكاذيب ومغالطات، وتعتمد هذه الإستراتيجية على التعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام والمدارس والجامعات والمساجد وأجهزة وإدارات الإعلام الأمني وفريق إدارة الأزمة ولجان رصد ومتابعة الشائعات، وتري إستراتيجية الإعلام الوقائي إلي تحقيق أهداف تربوية على المدي البعيد، مع إبقاء المجتمع ومؤسساته في حالة وعي ويقظة بمناخ الشائعات وأساليب ترويجها.

وفي إطار هذه الإستراتيجية يمكن تنظيم دورات تدريبية لبعض قادة الرأي المحليين، ورجال الإعلام والعاملين في إدارة الإعلام الأمني وذلك لوضع الخطط التفصيلية والاتفاق على أساليب العمل لمواجهة الشائعات, وكذلك تصميم وبناء رسائل إعلامية تتسم بالجدية والجاذبية والمصداقية لتوضيح مخاطر الشائعات وكيفية تحليلها والرد عليها, ويقصد بها استخدام وسائل إعلامية متعددة لتوصيل رسائل إلي جماهير منتشرة في مناطق جغرافية بعيدة, ولا تستخدم هذه الإستراتيجية إلا في حالة توافر إمكانيات وموارد كبيرة تسمح باستخدام أكثر من وسيلة إعلامية، وقد اقترح بعض الباحثين استخدام هذه الإستراتيجية في مواجهة الأزمات.

للإستراتيجية ملاحظتين :

الملاحظة الأولي : بالأهمية والفاعلية النسبية لكل من هذه الإستراتيجيات "الست"، وما إذا كان من الممكن استخدام أكثر من إستراتيجية واحدة لمواجهة شائعة ما، حيث تفيد البحوث والخبرات العملية إلي إمكانية استخدام أكثر من إستراتيجية بحسب طبيعة ونوع الشائعة المراد التصدي لها، وفي الوقت نفسه هناك أهمية خاصة وثابتة للإستراتيجية الوقائية بحيث ينبغي على وسائل الإعلام بعامة، وأجهزة وإدارات الإعلام الأمني الاهتمام بتبني وتنفيذ هذه الإستراتيجية، مع تنمية ودعم مشاركة منظمات المجتمع الأهلي والعمل التطوعي، لأنه من الضروري مشاركة المواطنين مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية في جهود التصدي للشائعات، علاوة على جهود الوقاية من الشائعات.

الملاحظة الثانية : فهي ان الإستراتيجيات "الست" المقترحة هي إستراتيجيات مجتمعية عامة، تختلف عن الإستراتيجيات الجزئية التي قد تستخدم في الشركات أو المنظمات المحلية أو الدولية والتي تهدف أساساً إلي الربح كالشركات متعددة الجنسية، في هذا السياق اجرى بحثاً مهما على 74 خبيرا في العلاقات العامة من المهتمين بالتعامل مع الشائعات التي ترتبط بأنشطة الشركات الدولية التي يعملون بها، وقد رصدوا 17 إستراتيجية للوقاية من أو تحييد الآثار السيئة للشائعات لعل أهمها إستراتيجيات عرض أسباب التغير في داخل هذه الشركات، وشرح أسباب التغيير، والنفي من خلال مصدر خارجي "من خارج الشركة" موثوق فيه، وإنكار الشائعات بواسطة مصدر مسئول في الشركة، وإنشاء خط ساخن لرصد الشائعات والإبلاغ عنها، وقد اتفقت أراء اغلب هؤلاء الخبراء على مخاطر استخدام إستراتيجيات الصمت وعدم التعليق، والبحث عن من زرع الشائعة ومعاقبته، وإطلاق شائعات مضادة.

وانتهت الدراسة إلى أنه بالرغم من ان إستراتيجيات العلاقات العامة لمواجهة الشائعات في الشركات تختلف عن إستراتيجيات الإعلام للتصدي للشائعات التي تضر بالمجتمع, إلا ان بعض الخبرات والدروس المستفادة التي اكتسبتها هذه الشركات يمكن ان تفيد في بناء الإستراتيجية المجتمعية العامة للتصدي للشائعات ولعل أهم هذه الدروس هي, العمل والوضوح والشفافية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !