مواضيع اليوم

أمل اسماعيل : الادب الاماراتي بحاجة الى دعم واحتضان أكثر من حاجته الى نقد صارم للمواهب

عمر شريقي

2015-05-30 08:57:55

0

أديبة ومترجمة رائدة وكاتبة مع سبق الاصرار

أمل اسماعيل : الادب الاماراتي بحاجة الى دعم واحتضان أكثر من حاجته الى نقد صارم للمواهب

------------------------------------

* لو بحث القارئ عن المبدعة أمل اسماعيل  ، أين يمكن له أن يجدها في الشعر ، في القصة … أم في الترجمة؟  وأي ميادين الإبداع هذه تجد فيها أمل اسماعيل ذاتها؟

- أظن أن غواية الأدب تتلبسني بكليتها، فلا أجد لنفسي مهربا من الإغراق في جميع ملذاتها! ففي الشعر يرتاح قلبي، وفي القصة أغذي عقلي بصور عوالم لم أعشها، وفي الترجمة أسبح في أسرار اللغة ومعجزتها الإلهية، كأني بها جميعا تعيشني وأعيشها، وتتنفسني وأتنفسها، فأكاد أنكرني إن لم أكنها جميعا في آن واحد!

 

*    منذ متى وكيف أصابتك عدوى الكتابة والترجمة؟ وما كان أول أعمالك في مجال الأدب/ الترجمة؟

- سكنني هاجس الأدب مذ كنت في السادسة من عمري، وكتبت أول قصة قصيرة لي في السابعة وكان اسمها (الأديبة الصغيرة) لتعكس حلمي بأن أكون تلك الأديبة التي تغرق الدنيا بأمواج قصصها وقصائدها التي لا تنتهي. ولعل من سخرية القدر أن أدخل مجال الترجمة بغية مزج الأدب بها وإكمال لوحة حلمي، فأنحو إلى الترجمة الاقتصادية التي تتميز بالجمود والقوالب المحددة نظرا لطبيعة عملي مترجمة في دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، وهذا المزيج الغريب جعلني أفرق بين إصداراتي في الكتابة الأدبية في الشعر والقصة، وبين إصداراتي في الترجمة الاحترافية التي رجحت كفة الموضوعات الاقتصادية والتجارية والإدارية.

 

* ما أبرز الكاتبات أو المبدعات اللاتي كنّ أكثر قرباً من حياتك وأدبك عموماً؟

- ربما كنت ميالة أكثر للكتاب من الكاتبات ابتداء بأيقونتي الشخصية (جبران) ثم (غسان كنفاني) و(فيودور دويستويفسكي) و(ياسوناري كاواباتا) و(إبراهيم نصر الله)، أما الكاتبات فشكلن لدي أقلية دون سبب محدد، تأتي على رأسهن الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان التي شكلت إحساسي الأول بالذاكرة والمكان، وأذكر أن تجربتي الشعرية الآخذة بالنضوج كانت تشبّه بها وهو ما ألقى على عاتقيّ حملا ثقيلا من المسؤولية والالتزام. أحببت أحلام مستغانمي وتابعتها لكن فخامتها اللغوية وصخبها البلاغي سحبني شيئا فشيئا لأدب أكثر اتزانا وواقعية. وأعجبت كثيرا بالكاتبة الكويتية بثينة العيسى التي تعكس مرحلة جيلنا المتوثب والطموح الذي وضع بصمته الأدبية بجرأة دون تقليل من شأن من سبق، أو استهانة بمن سيأتي.

 

* هل للجرأة حدود من وجهة نظرك في المعالجة الأدبية؟

قبل أن نحدد للجرأة حدودا يجب أن نفرق بينها وبين الوقاحة، فالكاتبة أو الشاعرة بالذات تحتاج إلى مساحة من الجرأة لتستطيع أن تعالج مواضيع اعتبرت سابقا (تابوهات) في قالب أدبي متمكن يصل برسالة نصها إلى روح القارئ الحرة مباشرة، بينما تجد الآن انتشارا لما يمكن أن تصنفه (وقاحة أدبية) بادعاء حرية النشر والكتابة. من الجميل أن نحترم القارئ، ونحترم القلم الذي نكتب به، وأن ننير تلك المنطقة الرمادية بينهما بحرية تكون في أساسها "حرّة"!

* الكتابة الإبداعية النسائية يقال أنها مظلومة إعلامياً في دولة الامارات، فما تعليقك على ذلك ؟

تشرفت باستضافة ثلاث كاتبات وفنانة تشكيلية في أمسية تحت عنوان "تجارب أنثوية في الإبداع" على هامش معرض رأس الخيمة للكتاب. أصدقك القول إن الظلم الواقع على النساء في هذه المرحلة بالذات مرده النساء أنفسهن! فالإمارات منذ قيام الاتحاد سخرت بقوة كل وسائل دعم المرأة للبروز والنجاح، وهناك أكثر من مشهد أدبي يعقد سنويا لتكريمها وتقديمها للمجتمع الثقافي، لكن تظل المرأة موزعة بين اهتماماتها الحياتية، لتضع أدبها وثقافتها على الرف عند أول منعطف يتعين عليها أن تختار فيه بين أدبها وثقافتها، وبين أوزار مجتمعها وإسقاطاته.

 

* كيف تنظرين لمستوى النقد في الإمارات؟

أربعة عقود من الزمان ليست كافية في وجهة نظري لإنشاء مدرسة نقدية صارمة، فالأدب الإماراتي عموما في حاجة إلى رعاية واحتضان في هذه المرحلة أكثر من حاجته إلى نقد صارم قاتل لبعض المواهب الشابة. على التجربة الأدبية أن تأخذ وقتها كطفل نتركه يجرب ويخطئ ليتعلم دون أن نعاقبه بقسوة ليحجم عن المحاولة مرة أخرى!

* كتاب (طفلك والحضانة) يعد التجربة الأولى للكاتبة أمل في تناول المواضيع المتعلقة بالأم والطفل من منظور تثقيفي توعوي، إلى أين تريدين أن تصلي به، وهل هذا الكتاب جاء نتاج تجربة شخصية؟

يختصر كتاب (طفلك والحضانة) السبب الذي أبعدني عن متابعة نشاطي الأدبي بكثافة لفترة ست سنوات تقريبا، وفي الوقت نفسه يعيدني إلى الساحة الثقافية من جديد بتجربة مختلفة عشتها يوما بيوم، ووددت أن أسلط الضوء فيها على موضوع حساس يكاد يكون هاجس كل أم، ألا وهو كيفية الموازنة بين احتياجات تربية طفلها الوليد إلى حين بلوغه المرحلة المدرسية، وإتمام التزاماتها الأخرى التي قد تكون عملها أو أنشطتها المجتمعية أو غير ذلك بمرونة واقتدار. وإنني سعيدة الآن برؤية رسالة كتابي وصلت إلى الأمهات وبدأت تؤتي ثمارها بما أراه من تغيير في نظرتهن للتربية ودور الحضانة، ولدورهن الحيوي داخل البيت وخارجه.

 

* كتابك الشعري (أمومة وطن) من خلال اسمه يتبين أن الوطن هو الأم وأن كل ما نملك فداء للوطن، من خلاله أين ستصل أمل وماذا تريد؟

تمر المرأة – الكاتبة بالذات – بأطوار حياتية مختلفة تلقي بظلالها على تجربتها الأدبية، (أمومة وطن) هو نتاج إحدى هذه الأطوار التي نتجت عن ملامسة تجربة الأمومة المقدسة.. سر أسرار الكون. ورغم أن كتابي صدر إلكترونيا - لعدم تفرغي لنشره وما يتلو ذلك من حفلات توقيع وأمسيات لم أكن لألتزم بها في وقتها – إلا أن نصوصه جاءت شفافة ورقيقة، تمزج بين حلم العودة للوطن (الرحم الأم)، وبين الامتزاج بأنفاس الطفولة ورائحة الحليب وتعب الأمنيات. (أمومة وطن) رسالة بر لكل الأمهات وعلى رأسهن أمي الحبيبة وأختيّ في الغربة.

 

* ما هي رسالتك في الحياة؟ وما هو أمل الأديبة أمل والإنسانة، وهل تشعرين بأنك قلت كل شيء في كتاباتك أم ما زال هناك الكثير من القول؟ وهناك أيضا الكثير من البوح بين طيات الكلمات الصامتة؟

الأمل هو رسالتي، فبئس القلمِ قلمٌ يخط اليأس ويدعو للحزن. لعلي لم أبدأ بالكتابة بعد، ولعل كل ما نشرته هو تقديم لما سيأتي! الآن، عدت لمعانقة الأدب مجددا وأوشك على إصدار كتاب (اعترافات لا تدلي بها النساء) في العام الحالي، ثم رواية (آمال) في العام القادم بإذن الله.. وهما عملان أتوجه بهما إلى المرأة عن سابق إصرار وترصد... لأثير بعضا من رماد الأسئلة لعل الجمر يعود إلى وهجه الأول.

 

* في كلمات.. ماذا تقولين ل هماليل ؟

أحببتك يا "هماليل"، وأحببت قطراتك المشبعة برائحة الورد والريحان المنهمرة على أهل الأدب وخاصته، لتحيي بها مواتا، وتنبتي بها ألف أمنية وألف حلم جديد، فبوركت، وبورك أهلك.

---------------------------------------------------------




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !