مواضيع اليوم

ألقوا اللاجئين في البحر فلا وطن لهم

محمد الشبراوي

2021-05-21 10:14:54

0

 

 
محمد الشبراوي المغربي 
 

الأحداث الأخيرة في مدينة سبتة،التي شهدت نزوحا جماعيا من مواطنين مغاربة،قدر عددهم بأكثر من 8000 شخص  ، يدعوا إلى مساءلة الحكومة و النظام السياسي المغربي، عن ما قدمه لهاته الفئة،التي نطقت بجنتكم أرحب من وطني،بعد أن تقطعت بهم سبل العيش الكريم ،و فقدوا موارد رزقهم، لكن وصفهم باللاجئين في الصحف العالمية يدل على أن لا وطن لهم.

لو سألت مواطن مغربي عن حلمه،فلن يخرج من إطار الالتحاق بجنة أروبا،فهي تمثل في مخياله الحقوق و الحريات، و العمل و تحسين ظروف العيش، و محاولة للهروب من القهرة، و البطالة، و من التسول،  و الغربة في الوطن ، و محاولة لإعالة والديه، اللذين لا حيلة لهما في وضعية لم تتغير منذ ميلاده.
فالحديث عن الأسباب، الحقيقية وراء هذه الهجرة الجماعية،يدفعنا إلى البحث عن  ماذا قدم هذا الوطن لهؤلاء، ماذا فعل النظام السياسي المغربي حتى يضمن لهم عيشا كريما، بعيدا عن الخطابات السياسية الجوفاء، و بعيدا عن دعم اللوبيات في الصحة و العقار و الفلاحة، لن تجد شيئا،لأن المواطن اخر ما يفكر فيه، و يعتبر بمثابة مستهلك، لا يمكن أن ينال حقوقه كاملة، يستنزفه قطاع الصحة،بمستشفيات مهترئة، و بأثمنة خيالية،و يضيع حلمه بامتلاك مسكن يأويه، لصعوبة ذلك، أما الدعم السخي فيوجه إلى كبار الفلاحين، المعفيين من الضرائب، ناهيك عن الطامة الكبرى، أنه لم يجد جوابا شافيا عن سؤال أين الثروة؟؟؟
و لما كان لزاما أن نعرج في هذه التوطئة على الأوضاع التي دفعت إلى هذا اللجوء، فإن الرجوع إلى مصطلح لاجىء و تفكيكه يحيلنا إلى فداحة الأمر.
فاللاجىء حسب المفوضية الاروبية للاجئين، هو الذي هرب من بلاده، لوجود حرب، او انعدام أمن، أو توافر أسباب تمنعه من العيش بأمن و أمان ،و بالتالي تتشكل أسباب تمنعه من الرجوع إلى الأخيرة، فيصبح بلا مأوى و لا وطن، و يدخل في خانة من يستحقون المساعدة،و يكتسب صفة لاجىء ،إلى زوال الأسباب المانعة للرجوع للوطن.
لكن أن تصف الصحف العالمية، المغاربة بسبتة باللاجئين ، فهذا يحز في القلب، ليس هذا و فقط ، فاسبانيا استعملت جيشها لمنعهم من الدخول، و حاولت رمي العديد منهم في البحر،في مشهد تحاول بعض صحف التطبيل أن تظهره كخرق لحقوق اللاجئين و المهاجرين، و اعتداء عليهم. متناسين أن المغرب لا يعيش حربا، و تتوفر فيه نعمة الأمن، و ثروات يمكن أن تخلق جنة تنافس أروبا في تطورها.
فبعض الصحف تطرقت لموقف المغرب ، الذي اراد أن يمد رجليه، لأن نزاع وقع بينه و بين جاره اسبانيا، و لم تتطرق لمعاناة المغاربة الذي نزحوا جماعة إلى هذه المدينة المحتلة، لم يسائل البرلمان الحكومة، ولم نتساءل لماذا اليوم لا يريد المغرب لعب دور الدركي ، بعد أن أردى بالرصاص فتاة  في مقتبل العمر و هي تحاول العبور للضفة الأخرى؛ ليظهر لأروبا أنا حارسكم الأمين.
إن المغرب كان و سيبقى الحارس الأمين لحدود أروبا، أما نحن فمطالبنا بسيطة ، أن يتثبت بموقفه و يترك الأمور لحالها ، لعل اللجوء إلى جنتهم أرحم من جحيم هذا الوطن، فهو غير مستعد للتضحية من أجل رفاهية أبناءه، يتخلى عن القطاعات الحيوية من صحة و تعليم، و يدعم الغني و يفقر الفقراء، و المواطن ليس أولوية المرحلة.
فلا شك أن إدخال المغاربة في سبتة و مليلية، 8000 شخص بينهم 1500 قاصر ، أصغرهم 15 يوم ، ضمن خانة اللاجئين، أقل إهانة يمكن أن نتعرض لها، بعيدا عن سياسة التطبيل و التهليل، و الضرب في المصداقية و الوطنية، لكل من كشف خيوط ، لعبة مكشوفة، ضحيتها شعب يسعى إلى عيش كريم،  لأزيد من سبعة عقود.
نتمنى أن يترك المغرب الباب مفتوحا أمام مواطنيه، و يمنحهم لحظة، اختيار، بين الجلوس بين أحضانه أو المغادرة، و أن يمد رجليه انذاك و يشاهد اللاجئين، فلعب دور الدركي انتهى كما قالوا.
#سبتة 
#اللاجئين 
#المفوضية_الاروبية 
#المغرب 
#اسبانيا



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات