مواضيع اليوم

ألارهاب يضرب باريس مجددا

الارهاب يضرب باريس مجددا

بقلم د.محسن الصفار

صدم العالم مجددا بسماع اخبار تعرض العاصمة الفرنسية الى سلسلة اعتداءات ارهابية متزامنة استهدفت عدة مواقع في العاصمة بينها مطاعم ومسرح وملعب كرة قدم كان يحضر الرئيس الفرنسي هولاند مباراة بين الفريقين الفرنسي والالماني ولكن الاعتداء الذي خلف اكبر عدد من الضحايا هو اقتحام مسرح باتكلان واحتجاز مئات الرهان وانتهى بمقتل الارهابيين و80 من الحضور وحتى ساعة كتابة هذا المقال لم تتبنى اي جهة بعد هذه الاعتداءات التي بلغ عدد ضحايها 120 قتيلا ومئتي جريح حالة العديد منهم حرجة للغاية مما يرشح عدد القتلى للازدياد في الساعات او الايام المقبلة  وقد قامت فرنسا على اثرها باغلاق الحدود والمطارات  واعلان حالة الطوارئ والاستعانة بقوات الجيش لحفظ الامن والطلب من المواطنين التزام بيوتهم وعدم الخروج الا للضرورة القصوى حفاظا على امنهم وحياتهم .

وهذه ليست المرة الاولى التي يضرب فيها الارهاب فرنسا وباريس تحديدا فقد كانت هذه الدولة الاوروبية مسرحا لعدة عمليات ارهابية خلال السنوات الماضية كان اخرها هجوم على مقر مجلة شارلي ابيدو الساخرة ومتجر يهودي .

اللافت في هذه الهجمات وسعة نطاقها الذي شمل عدة احياء من المدينة الكبيرة والتي تشهد اجراءات امنية مشددة تحسبا لقمة المناخ العالمية التي ستعقد في باريس مما يثير اكثر من علامة استفهام حول كيفية وصول هذا العدد الكبير من الارهابيين المزودين باسلحة اتوماتيكية واحزمة ناسفة الى قلب العاصمة دون ان تكشفهم الاجهزة الامنية مما يجعل الحكومة الفرنسية وعلى راسها الرئيس هولاند في موقف حرج امام الشعب الفرنسي في ظل فشلها المتكرر في تامين الحماية له من هجمات الارهاب .

وايا كانت الجهة التي ستتبنى هذه العملية وان كانت الشكوك تدور بطبيعة الحال حول تنظيمي داعش والقاعدة في المقام الاول فأن من الواضح ان الارهاب لم يعد يعرف حدودا جغرافية وان ذراعه الاخطبوطية التي طالت مصر ولبنان وفرنسا خلال ايام قليلة مخلفة مئات القتلى والجرحى اصبحت اطول واكثر قدرة على احداث الخسائر البشرية والمادية في مختلف انحاء العالم .

لقد اثبتت هذه الاعتدءات ان محاربة الارهاب لا تتم عبر القصف الجوي او اي عمل عسكري لوحده وان وباء الارهاب بحاجة الى دراسة جذوره الفكرية والاقتصادية والسياسية لوضع حلول لها قبل ان استفحال هذا الامر ووصوله الى خط اللارجعة .

ولعل النظام السوري سيكون اكبر المستفيدين من احداث باريس نظرا لما يرفعه من شعارات مكافحة الارهاب وطرحه لنظرية ان البديل عن الاسد سيكون الارهاب مما سيؤدي الى تخفيف الضغوط الغربية عنه في مسعى لمحاصرة تنظيمي داعش والنصرة في سوريا وهو مايطرحه شريكا النظام السوري روسيا وايران في مؤتمر فيينا الذي يناقش الاوضاع في سوريا .

وفي النهاية نعزي فرنسا وشعبها في هذه الاحداث الاليمة وندين بشدة اي عمل ارهابي يستهدف الابرياء في اي مكان من العالم ونتمنى ان يتفهم الغرب سعي الدول العربية لمكافحة الارهاب وعدم توفير غطاء للارهابيين تحت ذريعة الديموقراطية وحماية حقوق الانسان .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات