مواضيع اليوم

أثر التطرف الفكري على الفرد و المجتمع (قراءة في الأسباب...وبحث عن طرق العلاج)

ناجم مولاي

2020-02-01 20:43:03

0

 

  • محاور مضامين البحث:


  •  تقديم.
  •  ضبط المفاهيمفي حقل الدراسات الحضارية (التطرف الفكري - الانحراف الفكري- الإرهاب و التربية).
  •  مظاهر و أبعاد الإنحراف والتطرف الفكري.
  •   مظاهر و أشكال الإرهاب.
  •  علاقة التربية بالتطرف أو الانحراف الفكري والإرهاب.
  •  أسباب ودوافع التطرف الفكري أو الانحراف الفكري.
  • أهم السبل والأدوار المقترحة لمعالجة التطرف والانحراف الفكري.
  •  خاتمة.


* تقديم:

من المعلوم سياسياً أن أحداث الحادي عشر سبتمبر من عام 2011 ميلادي، المشهورة، بلغت ذروة الإرهاب مؤكدة للعالم الغربي والعالم الإسلامي مدى خطورة هاته الظاهرة الفتاكة، وموجهة التفكير العالمي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً للبحث بهذه القضية ومسبباتها، فأصبحت قضايا التطرف والانحراف والإرهاب والغلو والعنف محل اهتمام الجميع من كتاب ومفكرين وإعلاميون... وغيرهم، وأصبحت الضرورة ملحة على أن تأخذ مجابهة التطرف الفكري أو الانحراف الفكري والإرهاب طابع الشمول في المجابهة، من خلال استراتيجية تبحث عن الأسباب الحقيقية لهاته الظاهرة الاجتماعية والمتعلقة بعلم اجتماع الإرهاب، ليصف لنا طرقا لعلاجها، لذا وجب دراسة ومعرفة أسباب أنتشاره صبوا للحد من استشراء هاته الظاهرة واقتراح طرق لعلاجها بأسلوب علمي دقيق.      

ومنه تأتي أوراق هاته المداخلة بعنوان: أثر التطرف الفكري على الفرد و المجتمع (قراءة في الأسباب...وبحث عن طرق العلاج  لتجيب على جملة من التساؤلات أهمها:

- وما هي الدلالات التي يحملها مصطلحا "التطرف الفكري" أو "الانحراف الفكري" و"الإرهاب" في حقل الدارس الحضاري؟ وماذا عن تاريخيتها في المجتمع الغربي عموماً، والمجتمع العربي الإسلامي على وجه مخصوص؟ وما هي أسبابها ومظاهرها؟ وما دور التربية في معالجة ذلك؟

- إين تكمن الأسباب أو الدوافع المشرعنة للتطرف أو الانحراف الفكري؟ وما هي انعكاساته على فرد ومجتمع العالم؟

- ماهي المطالب الحضارية المقترحة لمعالجة هذا الوباء العالمي؟ أو ما هي السبل الكفيلة بترسيخ ثقافة السلام والتسامح العالميين؟

*ضبط المفاهيم في حقل الدراسات الحضارية:

 إذا كنا قد حددنا عنوان هذه المداخلة بـ: أثر التطرف الفكري على الفرد و المجتمع (قراءة في الأسباب...وبحث عن طرق العلاج)، فإن الاشتغال بهذا العنوان يتطلب منا أن نحدد في البداية مصطلحاته الأساسية و التي التزمنا في تحديدها بمصطلحات معينة لضرورة تداولها في مقدمة هذه المداخلة؛ و هو مصطلح "التطرف الفكري"، أو "الانحراف الفكري"، و"الإرهاب"، فما معنى هاته المصطلحات إذن؟

في البداية هناك تقارب بين جملة المفاهيم السابقة، حيث يقود بعضها إلى البعض الآخر، مثل (الانحراف- التطرف- العنف - الإرهاب)، ولا عالج لها خارج إرادة التربية والمجتمع، قبل أن تفسد العقول وينحاز إليها المتشدد، لأن الخطر لا يكمن في وجود بعض الأفراد من ذوي التطرف، فلا يكاد يخلو منهم مجتمع أو دين، لكن الخطر كله يكمن في انتشار فكر التطرف واتساع رقعته ودائرته.

  • ماهية التطرف الفكري:
  • بحث في الدلالات اللغوية والاصطلاحية للفظة ومفهوم التطرف الفكري:
  • المدلول اللغوي:

التطرف هو ابتعاد عن متوسط ما، عن يمينه أو عن يساره[1]، ومعناه أيضاً الوقوف في الطرف بعيداً عن الوسط، وأصله في الحسيات، كالتطرف في الوقوف أو الجلوس، أو المشي؛ وفي المعنويات كالتطرف في الدين، أو الفكر، أو السلوك، أو هو الناصية ومنتهى كل شيء، وتطرف تعني أتى الطرف وجاوز الاعتدال ولم يتوسط[2].

        ب- المدلول الاصطلاحي:

  • مذهب التطرف: (Radicalisme)، لا نكاد في البداية نجد تعريف موحد للتطرف، بل نكتشف دلالات ومستويات متعددة في تحديد ماهيته، فمثلاً:
  • أولاً: عند علماء التربية:يقول "فريد النجار" في معجمه التربوي: التطرف«هو موقف عدائي تجاه أي نظام إجماعي قائم أو سواه، يحبذ تغييراً جذرياً عنيفً لذلك النظام»[3]، ويعرفه البعض التطرف بأنه «الشطط الفكري في مذهب أو معتقد أو فلسفة أو فكر، والغلو في التعصب لذلك الفهم، وتحويله إلى حاكم سلوك الفرد والجماعة التي تتصف به والاندفاع إلى محاولة فرض هذا الفهم والتوجه على الآخرين بكل الوسائل ومنها العنف والإكراه»[4]، كما أنه يعني الانحياز إلى طرفي الأمر، فيشمل الغلو، ولكن الغلو أخص منه في الزيادة والمجاوزة، ليس فقط بمجرد البعد عن الوسط إلى الأطراف، أو بمعنى آخر كل غلو هو تطرف، وليس كل تطرف غلو؛ والمعنى هنا يتضمن أيضاً التشدد و التشبث بالرأي الشخصي، وعدم احترام رأي الآخرين، وفرض الرأي بالقوة مما يلحق الضرر بالآخرين، أو المغالاة في التحفيز لفكرة، أو مبدأ معين دون التفكير في الأفكار البديلة، أو محاولة مناقشته، مما يؤدي إلى الخروج عن الوسطية الإسلامية، والتفكير الإيجابي، والابتعاد عن الحياة المألوفة، بالإضافة إلى معنى آخر في مضمونه يشير إلى التعصب لطائفة معينة، أو عرق، أو فكر معين، ومحاولة فرض الرأي على الآخرين[5].
  • ثانيا: أما عند علماء الاجتماع:يقصد به البعد عن الخط السوي للمجتمع، سواء كان هذا البعد يميناً أو يساراً سلباً أو إيجاباً[6].
  • ثالثاً: و عند علماء القانون:يعني الخروج أو الانحراف عن الضوابط الاجتماعية أو القانونية التي تحكم سلوك الأفراد في المجتمع، وهذا الخروج يتفاوت بين فعل يستنكره المجتمع إلى فعل يشكل جريمة تقع تحت طائلة القانون[7].
  • رابعاً: كما نجد عند علماء الدين:تعريفات أخرى منه:
  • هو الخروج عن المألوف عقدياً المصحوب بالغلو المظهري الشكلي في الدين مع الانعزال عن الجماعة وتكفيرها وإباحة مواجهة الرموز الاجتماعية بالقوة.
  • أو هو التجاوز في الفكر، أو المذهب، أو العقيدة عن الحدود المتعارف عليها من قبل الجماعة، والتعصب لرأي واحد، أو استنتاج خاطئ، والمبالغة في السلوك الناتج عن هذا التعصب، أو التطرف في الفكر[8].
  • وعرف فضيلة الإمام المصري "جاد الحق على جاد الحق" (1917-1996م) – شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله- بأنه سوء الفهم للنصوص الذي يؤدي إلى التشدد، وهو أمر لا يقره الإسلام.
  • كما عرف المرحوم "محمد الطيب النجار" (1916-1991م)– رئيس جامعة الأزهر سابقاً- التطرف بأنه مجاوزة الحد والخروج عن القصد بشكل عام، و"التطرف الديني" بشكل خاص، يعتبر تمرد على الحق وخروجاً عن المنهج، السليم والطريق المستقيم.
  • خامساً: وعند علماء السياسة:التطرف أو المتطرفين هو وصف لمواقف و أراء سياسية، لأنه الذهاب بتلك الفكرة، أو ذلك السلوك إلى الحد الأقصى، والمتطرف هو ذلك الذي يرفض التسويات التي تمكن العيش المشترك، والذي يعلم أن رفضه هذا يؤدي إلى حرب اهلية، والقيادات السياسية العراقية، هي مثال على ذلك دون شك، أو أن التطرف يكون أيضاً في وضع أساليب ومناهج في العمل السياسي، وفي كل مرحلة ترتبط هذه المفردة بتداعيات وصور محددة ينشرها بعض من البشر توصم بالتطرف؛ كما أن ربط العلاقة بين الإرهاب والتطرف، معناه إن الإرهاب فعل سياسي عنيف يقوم به شخص متطرف، أو جماعة متطرفة، والمتطرف ليس دولة، إذ لا يمكن أن تكون الدولة إرهابية[9].

وقد يكون التطرف كلمة حق أريد بها باطل حين رد السيناتور "باري جولد ووتر"Barry Goldwater(1909-1998م) الذي صنف متطرفاً في السياسة الامريكية ستينيات القرن الماضي والقائل في مؤتمر الجزب الجمهوري: «إن التطرف في الدفاع عن الحرية ليس رذيلة[...] والاعتدال في السعي للعدالة ليس فضيلة»[10].           

  • سادساً: في السنة النبوية:عن "أبي هريرة" (توفي678 م)عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال:« مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ»[11]
  • تاريخية التطرف الفكري في المجتمع العربي والإسلامي: 

إن التطرف آفة عرفت عبر مر العصور في جميع الأمم، فمن أكبر التحديات اليوم مسألة النحن والآخر، وكيف نتعايش، وقد امتحنت الكثير من الدول في الآونة الأخيرة بالأحداث الإرهابية، فكانت الصدمة وتنامي العنف، وعليه فإن الوقاية من التشدد الفكري صارت مطلب عالمي وحضاري لا يكون إلا بالوعي بالحريات المنضبطة بالقوانين العقلية والقيم الروحية، وتعاون جميع المؤسسات وفق المسؤولية المجتمعية[12].

والتطرف الفكري كفتنة لا يرتبط بزمان أو بلد أو دين بعينه، بل ينتشر حيث تنتشر قيم الفوضى ومظاهر الضعف، وخطورته تكون أعظم حين يتعلق الأمر بفئة الشباب، فلقد أضر التطرف الفكري بالمجتمعات الإسلامية وأدى إلى نشوب الإرهاب، وأصبحت مشكلة التطرف في عصرنا خطراً يحدق بالأمة الإسلامية خصوصاً وأمم العالم على وجه العموم[13].   

كما يعتبر الإرهاب ظاهرة قديمة وأحد الأساليب السياسية عرفتها المجتمعات البشرية منذ العهد الروماني حيث ناهض اليهود الحكم الروماني في القدس خلال الثلث الأول من القرن السابق على ميلاد السيد المسيح –عليه السلام- حيث ظهرت حركة دينية سياسية أطلقت على نفسها إسم ''حركة سيكاري'' حيث أنضم إليها أهم المتطرفين في العقيدة اليهودية من خلال سلوكياتهم المنافية للعلم والمجتمع من اغتيال واحراق للمكاتب واعدام للوثائق وقضاء على مصادر المياه في القدس[14].

كما عرف التاريخ الإسلامي في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بعض مظاهر التطرف الفكري، ومن أمثلة ذلك: روى الشيخان عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ(612-709م) - رَضِيَ اللَّهُ- عَنْهُ يَقُولُ:«جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا - أي رأوها قليلةً بالنسبة لما ينبغي لهم - فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»[15].

هذا أحد معاني التطرف من وجهة نظر الدين، أما عن التطرف من وجهة نظر السياسية فبعد وفاته النبي - صلى الله عليه وسلم- شبت خلافات بين أصحابه حول فهم العقيدة الإسلامية ذاتها، أو ما يتصل بها ببناء النظام الاجتماعي والسياسي الذي يعبر عنها، حيث قامت في عهد أول الخلفاء الراشدين سيدنا "أبو بكر الصديق"(574-634م)- رضي الله عنه- حروب الردة لإرغام الممتنعين عن دفع الزكاة على أدائها ثم توالت الأحداث، فاغتيل الخليفة الثاني، سيدنا "عمر بن الخطاب"(586،590- 644م)- رضي الله عنه- والثالث سيدنا "عثمان بن عفان"(576-644م) - رضي الله عنه- على يد أصحاب التوجهات المنحرفة، وفي عهد الإمام "علي بن أبي طالب"(599-661م)- رضي الله عنه- نشأت أولى الفرق المتطرفة "الخوارج" بسبب الخلاف حول الإمارة، وقد تشكل الصراع على الحكم والسلطة السبب الرئيسي لنشؤ الجماعات المتطرفة التي توالى ظهورها عبر التاريخ الإسلامي "المرجئة، الظاهرية"...وغيرها.

أما في العصر الحديث فقد ظهر التطرف في النصف الأول من القرن الماضي ممثلاً في جملة من التنظيمات الجهادية والجماعات الإسلامية بمعظم الدول العربية والإسلامية، والتي قامت بتنفيذ عديد من الجرائم الإرهابية المستهدفة لرموز الدولة،  منها جماعة المسلمين التكفير والهجرة، تنظيم الجهاد، جماعة الناجون من النار[16].   

  • مفهوم الانحراف الفكري:
  • بحث في الدلالات اللغوية والاصطلاحية للفظة ومفهوم الانحراف الفكري:
  • المدلول اللغوي:هو الميل والعدول والمجانبة[17].
  • المدلول الاصطلاحي:هو الابتعاد عن المسار المحدد، أو هو انتهاك لقواعد ومعايير المجتمع، ووصمه تلتصق بالأفعال أو الأفراد المبتعدين عن طريق الجماعات المستقيمة داخل المجتمع؛ أو هو انتهاك للقواعد يتميز بدرجة كافية من الخروج على حدود التسامح العام في المجتمع.
  • أما في الشريعة الغراء:هو مجانبة الفطرة السليمة، أو إتباع الطريق المنهي عنه دينياً أو الخضوع والاستسلام للطبيعة الانسانية دون قيد، والشخصية المنحرفة في نظر الشارع المقدس هي التي يقوم أصحابها بها بعمل يفسد النظام ويحول دون تطبيقه على واقع الحياة مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمصلحة الفردية أو الجماعية أو كليهما[18]

كما يعني "الانحراف الفكري" أيضاً «انحراف الأفكار أو المفاهيم، أو المدركات عما هو متفق عليه من معايير وقيم، ومعتقدات سائدة في المجتمع»[19].

  • مفهوم الإرهاب:
  • بحث في الدلالات اللغوية والاصطلاحية للفظة ومفهوم الإرهاب:
  • المدلول العام:

لقد خلت المعاجم القديمة من كلمات الإرهاب والإرهابي، لأن تلك الكلمات حديثة الاستعمال ولم تكن شائعة في الأزمنة القديمة، كما أنه لا يوجد اتفاق عام على مفهوم "الإرهاب" لدى المتخصصين، سواء في العلوم السياسية، أو في الاستراتيجيات المعاصرة، أو لدى علماء النفس أو علماء الاجتماع، ومن المدلولات العامة التي يحملها هذا المفهوم:

  • أنه ليس مجرد عمليات مثيرة، وإنما هو نمط من أنماط استخدام القوة في الصراع السياسي، وهو استخدام قد تمارسه السياسة أو الحكومات من أجل التأـثير على القرار السياسي لغيرها.
  • أو أنه تهديد باستخدام عنف غير مشروع يتسبب في حالة من الخوف أو الرعب بقصد تأثير أو السيطرة على فرد من الأفراد أو حتى المجتمع بأسره، وصولاً إلى هدف معين يسعى الفاعل إلى تحقيقه[20].     
  •  المدلول اللغوي:الإرهاب كلمة حديثة في اللغة العربية، وهي كلمة مشتقة أقرها المجمع اللغوي، وجذرها "رهب" بمعنى خاف، وكلمة إرهاب هي مصدر الفعل أرهب، وأرهبه بمعنى خوفه، وأرهب بمعنى ركب الرهب، أي ما يستعمل في السفر من الإبل[21].   
  •  في القرءان الكريم:  وردت كلمة الرهبة بعدة معاني:
  • (الخشية): في قوله تعالى: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ "[22].
  • (الخوف): في قوله تعالى:"اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ"[23].
  • الردع المعروف في موازين القوى العسكرية في أيامنا هذه، لقوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"[24].
  • ومن هذا يتبين أن لفظ "إرهاب" مشتق من معنى الخوف، والفزع، والرعب، وإن كانت الرهبة في اللغة العربية عادة ما تستخدم للتعبير عن الخوف المشوب بالاحترام، لا الخوف والفزع الناجم عن تهديد قوة مادية، أو طبيعية، فذلك إنما هو رعب وذعر، وليس رهبة.
  •  المدلول الاصطلاحي:

إن كلمة "إرهاب" (Terrorisme)التي شاع استخدمها مؤخراً إنها كلمة تعنى نوعاً معيناً من الجرائم تلك التي تقع تارة بطريقة العنف أو التهديد به، ويستهدف مرتكبوها إرغام السلطات أو الهيئات ذات الشأن على أداء عمل أو الامتناع عن عمل يحقق مصلحة سياسية أو قومية خاصةـ، ويجعلون حياة الأبرياء أو أموالهم عرضة للخطر مقابل عدم تلبية مطالبهم[25].

  • الفيلسوف الأمريكي"أفرام نعوم تشومسكي" Avram Noam Chomsky(1928م-): الارهاب، «أنه التهديد باستخدام العنف، أو استخدامه بالفعل للتخويف، أو الإكراه لتحقيق غايات سياسية في معظم الأحيان، سواء كان إرهاب الجملة الذي يمارسه الأباطرة أو إرهاب التجزئة الذي يمارسه اللصوص»[26].
  • المرحوم"أحمد جلال عز الدين" - المساعد الأول لوزير الداخلية المصري الأسبق-صاحب كتاب(الإرهاب...والعنف السياسي)يرى أنالإرهاب، هو «العنف عنف منظم يقصد خلق حالة من التهديد العام، الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية، والذي ترتكبه جماعة منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية»[27].
  • وعرفه "أدونيس العكره" في مؤلفه (الإرهاب السياسي بحث في أصول الظاهرة وأبعادها الإنسانية) «الإرهاب منهج نزاع عنيف يرجى الفاعل بمقتضاه وبواسطة الرهبة الناجمة عن العنف إلى تغليب رأيه السياسي من أجل المحافظة على علاقات اجتماعية ما، من أجل تغيرها وتدميرها»[28]
  • مفهوم التربية: 
  • بحث في الدلالات اللغوية والاصطلاحية للفظة ومفهوم التربية:
  • المدلول اللغوي:

تشمل لفظة التربية في اللغة عدة معاني منها الترعرع والنشأة والتغذية والتعليم والتأديب وإصلاح  الشيء ورعايته[29]. كما نجد أن التربية ترجع للفعل ربا يربو أي نما وزاد[30].

  •  المدلول الاصطلاحي:

إذا كانت التربية تعني التنمية والتنشأة فيمكن تعريفها أنها العملية التي ينقل من خلالها المجتمع إلى أفراده المعرفة والقيم والمعتقدات والتعبيرات الرمزية لجعل التواصل مع الآخرين أمراً ممكناً[31].

أو «هي عملية التكيف بين الفرد وبيئته، تنشأ عن طرق اشتراك الفرد في الحياة الاجتماعية الواعية للجنس البشري»[32]، وكما عرفها "الراغب الأصفهاني" التربية إنشاء الشيء إلى حد التمام، أما البيضاوي (ت1292م) فيرى أنها تبليغ الشيء إلى حد الكمال[33].

* مظاهر وأبعاد الانحراف والتطرف الفكري:

1- مظاهر الانحراف والتطرف الفكري:

للتطرف أشكال متنوعة و مظاهر متعددة بتعدد الدوافع منها ما هو سياسي (محلياً أو دولياً)، اجتماعي أو اقتصادي، نفسي أو ديني، نذكر من أهمها ما يلي:

  • النزعة إلى العداء و الانتقام.
  • قدرة المنحرفين فكرياً على تضليل وخداع الناس، وبخاصة التغرير بالشباب واستغلالهم مع تشويه الحقائق وطمسها وتقديم أدلة غير كافية، أو مناقضة للواقع وذلك من خلال أحادية الرؤية.
  • تبرير الغايات والمقاصد والوصول إليها بطرق تخالف الشريعة و العادات والقوانين مثل: القتل والتفجير والتدمير في كل زمان و مكان.
  • الميل إلى الخلاف والتناقض الفكري والسلوكي، وكذلك التبسيط المُخل لقضايا عظيمة من خلال النظر إلى توافه الأمور نظرة جدية وعظمائها بنظرة سطحية، ومن هذا الفكر المعوج ظهرت توجهات غير سوية مثل السعي إلى قتل غير المسلمين بداعي الجهاد، والميل نحو الصراع والخلاف[34].
  • إن ظاهرة العنف والعدوان والإرهاب تعتبر نتاج لانتشار الفكر المتطرف[35].
  • ومن مظاهر التطرف الحجر على تفكير الآخرين وفرض الوصايا عليهم[36].
  • ومن مظاهر التطرف وصوره أيضاً إثارة الشبهات حول الإسلام ذاته، ودس الأفكار الفاسدة واختلاف الأكاذيب، ومقابلة أحكام الإسلام وأركانه وتشريعاته بالاستهزاء والسخرية، واحتقار العلماء والمفكرين والمصلحين، والحط من اعتبارهم؛ وكذلك بث النظريات والأفكار والمبادئ الإلحادية المناقضة لأسس الإسلام وتعاليمه في مختلف المجالات وفي كل ما يتعلق بأحكام العبادات وأحكام المعاملات[37].
  • التعصب للرأي، وعدم الاعتراف بالرأي الآخر.
  • التشديد في غير محله.

10- سوء الظن بالناس، وعدم التسامح.

11- النظرة التآمرية والعدوانية والمثالية.

12- السقوط في هاوية التكفير[38].

  • آثاره وأبعاد الانحراف والتطرف الفكري:

إن من أهم آثار التطرف على الفرد والمجتمع ما يلي:

  • ضياع الشباب وانحرافهم وجعلهم يكرهون بناء أوطانهم والذود عنها وحمايتها ويصبحون أداة للتخريب والتدمير لمنشآته.
  • الإزهاق والقتل لأرواح الأفراد في مجتمعه أو غيرها من المجتمعات الإنسانية.
  • الإخلال بنعمة الأمن على مستوى بلده أو غيرها من البلدان الأخرى[39].     

*مظاهر وأشكال الإرهاب:

لقد حدد الباحث "إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي" في كتابه (الإرهاب ومحاربته في العالم المعاصر) عشرة أنواع للإرهاب وهي كالآتي: الإرهاب الفردي- إرهاب الدولة- الإرهاب الدولي- الإرهاب الثوري- الإرهاب المحلي- الإرهاب الانفصالي العرقي أو الطائفي- الإرهاب النفسي- الإرهاب الفكري- الإرهاب الانتحاري- الإرهاب الفوضوي[40].

*علاقة التربية بالتطرف أو الانحراف الفكري والإرهاب:

   أن الحديث عن التطرف والارهاب وعلاقتهما بالتقصير في التربية عموما والتربية الاسلامية على وجه مخصوص، يجعل مهمة الحد من مثل هاته الظواهر الاجتماعية - والتي لا تزال تؤرق كاهل الأمة العالمية والأمة العربية الإسلامية- توكل للمدرسة باختلاف أنواعها دينية أكاديمية، تعليمية...وغيره.

   حيث بينت الدراسات أنه لا يوجد تلازم بين وجود الإرهاب والتطرف والتقصير في التربية، بمعنى أنه قد لا يوجد تقصير في التربية، لكن مع ذلك يوجد سلوك متشدد، أو متطرف أو إرهابي. وقد يوجد قصور في التربية ولا يوجد تطرف وإرهاب، ولا أدل على ذلك في الواقع مما ظهر كصورة أولى للتشدد والتطرف في زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم- من قتل وسفك دم الخلفاء الراشدين، فربط الرسول الأكرم – صلى الله عليه وسلم-  التطرف بالتربية من خلال الأسرة كمؤسسة تربوية مسؤولة على أفعال  الإنسان، وهذا واضح فيما جاء من قوله عن "أبي سلمة عبد الرحمن" أن "أبي هريرة"- رضى الله عنه- قال، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:«ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء»[41] ثم يقول الله تعالى في محكم تنزيله: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»[42].

* أسباب ودوافع التطرف الفكري أو الانحراف الفكري:

ليس للتطرف أو الانحراف الفكري سبب بعينه، لكن ما يمكن إدراكه هو تفاعل عدة أسباب قد تؤدي إلى انحراف الفرد أو المجتمع مما يؤكد الوقوع في التطرف الفكري الذي قد يؤدي إلى الإرهاب بشتى أشكله؛ ومن أهم الأسباب المؤدية لذلك نذكر ما يلي:

  • أسباب علمية تربوية:  
  • إن الشباب يواجه في معظم مناطق العالم الإسلامي عدة تحديات ناتجة عن مستجدات التكنولوجية واتساع شبكة الاتصالات الحرة، فضلاً عن ظهور جماعات متطرفة ذات الصبغة الدينية والعرقية، ولا يمكن اعتبار شباب الجزائر في مأمن من هذه التحديات نظراً لتوافر إمكانات الاتصال لديهم، وفضلاً عن اندماج الدولة في منظومة العولمة، مع توفر من يقوم بإخضاع الشباب للتضليل الفكري وتصوير الإرهاب بأنه جهاد إسلامي.
  • كما أن الشباب ينحرفون في مقتبل أعمارهم لعدة أسباب منها عدم نضج المشاعر والأفكار وقلة الخبرة في التعامل الاجتماعي والتأثر بأحلام اليقظة في والعيش في طفولة محرومة والفشل في تحقيق الأهداف ومصاحبة رفاق السوء.
  • تحتاج المدرسة اليوم إلى جزب الشباب نحوها، وغرس الفصائل الفكرية والروحية والحركية لا سيما إن هذا الدور الغائب للمؤسسات التعلمية ساهم في تكريس التطرف، والمعلمون هم المعنيون الأول بالأمر بشكل مباشر أو غير مباشر، لأن المدرسة تقدم القيم والمهارات الحياتية للناشئة ثم تهتم بالعلم ونقل المعلومات ونقدها وتطويرها[43].
  • العزلة وانضاح أفكار بعيدا عن الحوار والمثالية والتربية القاسية في الصغر.
  •  استخدام العنف الشديد ضد الشباب ولصق التهم بالشباب[44].
  •  غياب دور المدرسة في التربية.
  •  عدم السماح بعرض الأفكار الشخصية.
  • التوقف عن الإبداع والإنتاج الثقافي.

2-أسباب ودوافع نفسية:

  • وقت الفراغ الفكري عند الشباب من أسباب توجهه نحو الحركات المتطرفة.
  • عدم الثقة بالنفس.
  •  ضعف الشخصية.

3- أسباب دينية واعتقادية:

  • الجهل بالإسلام مع الفهم الخاطئ له، وتسرع الشباب في توجيه المجتمع.
  • الإيمان بوجود مؤامرة  من الغرب وتعسفه في التعامل مع قضايا المسلمين.
  • غياب الفهم العميق وقلة الوعي الديني.
  • عجز المؤسسات الدينية الرسمية عن تأدية دورها التربوي والاجتماعي في الحافظ على المكتسبات والهوية الوطنية[45].
  •  ضعف تعلق الشباب بأوطانهم.

4-أسباب أسرية واجتماعية:

  • غياب دور الأسرة في غرس القيم النبيلة.
  • الصُحبة السيئة.
  • الأعراف والتقاليد الخاطئة.
  • التفكك الأسري.
  • الجهل بشكل عام.
  •  سوء البيئة المحيطة بالفرد مادياً ومعنوياً.

5- أسباب إعلامية:

  • طرح الأفكار الهدامة والمتطرفة عبر وسائل الإعلام المختلفة.
  • إدمان الأطفال والشباب على متابعة أفلام ومسلسلات الكرتون المليئة بمشاهد العنف.
  • تضخيم الأخبار مما يسهم في إشعال نيران الفتنة محلياً وإقليمياً بل ودولياً.  

6- أسباب اقتصادية وسياسية:

  • الفقر والحالة الاقتصادية الضعيفة.
  • عدم مراعاة الحقوق المدنية للأقليات.
  • الظلم والقهر بين الدول والمجتمعات وحتى بين أفراد المجتمع أو البلد الواحد.
  • البطالة وصعوبة المعيشة.
  •  الهجوم الشرس على الإسلام من منظور ثقافة الصراع أو الصدام.
  •  التأثر بالغرب أو بعض أفراده.
  • التبعية العمياء لطائفة أو جماعة معينة.
  • عدم الاعتراف بالرأي الآخر والرغبة في فرض الرأي بالقوة.
  • الانغلاق الفكري حول مجموعة محددة من الأفكار.
  • عدم وجود متابعة من مؤسسات الدولة المسؤولة على هذه الظاهرة[46].

س- عدم ردع المتطرفين.

ش- فلسفة العولمة وممارساتها التي بلغت من التطرف الإيديولوجي الليبرالي، ومن الاستبداد السياسي، ومن الفساد الاقتصادي وغيره ما يجعلها أيضاً في قفص الاتهام[47]. لا سيما في شكلها الذي يسعى للقضاء على الدولة والدين والوطن.             

 *أهم السبل والأدوار المقترحة لمعالجة التطرف والانحراف الفكري:

إن من يدرس المرحلة الفكرية والحضارية المتأخرة التي عاشتها الأمة الإسلامية يجد تخلفاً في الفكر و الوعي والثقافة، كما يجد حالة من الانحراف الفكري بسبب بُعد الأمة عن ثقافتها وحضارتها الأصيلة، ولمعالجة هاته الظاهرة الخطيرة والوضعية المنحرفة عن الإسلام لا بد من السعي نحو تشخيص الداء لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تولد الانحراف والتخلف الفكري المروع، والذي تحول إلى صراع فكري بين أبناء الأمة الاسلامية.

كما إن دراستنا لأي مشكلة تواجهنايكون من أجل وضع الحلول المناسبة لموجهتها، ولاشك أن مشكلة الانحراف الفكري والسعي إلى وضع آليات للوقاية منها قبل القضاء عليها ومواجهتها بات مطلب حضارياً لأي مجتمع أو أمة، وذلك لأن آثاره الجسيمة تجعلنا نفكر في الحد منه كظاهرة عالمية لا سيما بعد انتشار هذه الظاهرة بين فئة الشباب خاصة. وعليه لا بد من القيام بمجموعة من الأدوار السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية... وغيرها للحد من هاته الظاهرة التي باتت تؤرق الفكر محلياً ودولياً من أجل القضاء عليها:

  • أدوار علمية وتربوية:
  • التركيز على بقاء التربية الاسلامية في مرحلة التعليم الابتدائي لمدى دورها في تحصين التلاميذ من الانزلاق في مهاوي الانحراف الفكري الذي يؤدي إلى التطرف والإرهاب.
  • جعل المدرسة الابتدائية بيئة صالحة لإعداد الأجيال، وذلك عن طرق حسم أشكال العنف والسلوك المعوج عند بعض التلاميذ.
  • دور الأنشطة اللاصيفية في دعم مرتكزات التربية الاسلامية، ودور المعلم القدوة في قيادة النشاط الطلابي داخل الصنف المدرسي وخارجه[48].
  • الاهتمام بتدريس التاريخ الوطني في جميع المؤسسات التربوية والمركز البحثية و النوادي العلمية والأدبية وغيرها؛ كونه وسيلة عملية لاكتساب مهارات المواطنة في المجتمع الديمقراطي[49].
  • ترسيخ اهتمام التربية بقضايا الأمن البشري والمساواة لتربية السلام وهو الذي يتفق مع رؤى المفكرين في هذا الميدان، وينسجم كذلك مع توجهات الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الانسان وغيرها من المنظمات العالمية[50].
  • إبراز دور التربية الاسلامية في الحد من التطرف، فإن من مقاصد التربية الاسلامية حفظ الكليات الخمس التي قال عنها "أبو حامد الغزالي" في كتابه (المستصفى) مقصود الشرع من الخلق خمسة وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هاته الأصول الخمسة فهو مصلحة[51]، وكل ما يفوت هاته الأصول فهو مفسدة، ودفعها مصلحة، ولا ريب أن التطرف الفكري يهدد كيان المجتمع ويقوض أركان الأسرة ويبدد حياة الفرد، ويفتح على الجميع أبواب الفتن ما ظهر منها وما بطن[52].
  •  التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات الفكرية والتعليمية، وبخاصة الجامعات تجاه محاربة الفكر المتطرف والشذوذ الذهني من خلال تعزيز رسالة الجامعات وقدرة أساتذتها على إزالة الفكر الضال.
  • كما يعتقد المفكر السوري والمعارض السياسي "برهان غليون" (1945م-)أنه حين تنحسر الثقافة ينفجر العنف و إنه لا بد من دعوة كثيفة للعمل التثقيفي والفكري والتربوي للشعب و الرأي العام، و هذا ما افتقرنا إليه في الفترة الماضية لأننا سلمنا أسلحتنا واستسلمنا مقتنعين كمثقفين أن الشعب جاهل ومستعد للالتحاق بالحركات الاسلامية المتطرفة، وليس هناك أي قدرة على مقاومة هذا الاتجاه، أو تبديله بالوسائل الفكرية والسياسية[53]، وهذا معناه إن للمثقفين وظيفة التصدي للمتطرفين وفق منهجية عقلانية متدرجة وعادلة.
  • يعتقد الباحثون أن مهارة حل المشكلات وتدريب الطلبة عليها في المدارس من الآليات التربوية التي تقود إلى الوصول لحلول ترضي الطرفين على أساس المصالح المشترك[54].
  • كما أن الوظيفة الأساسية للمعلم هي أن يدرب الطالب على اتخاذ القرارات السليمة[55].
  • يؤكد التربويون على أن تربية التسامح صيغة تربوية مقترحة للوقاية من التطرف[56].

س- كما يتطلب هذا أن تقوم مدارسنا بتنشئة الطلبة على الانفتاح على الآخر[57]، وقواعد الديمقراطية كالحوار[58]

  • التأكيد على المهام المنوطة بالمعلم والمعلمة للقيام بدورهما في التربية للحد من الشطط الفكري:
  • مراعة جانب الاجمال في كلام العلماء بتفضيله وبيانه، ومراعاة الرد على الشبه الواردة والمعاصرة، فإن الانسان ابن بيئته شاء أم بى أبى.
  • مراعاة بيان مسائل الخلاف التي لا إنكار فيها على المُخالف، ومسائل الخلاف التي ظهر فيها الدليل الذي يجب المصير إليه.
  • فتح باب الحوار البناء والتفكير الناقد في العملية التعليمية التربوية، وعدم الاقتصار على أسلوب التلقين، والتركيز على هذا المبدأ الشرعي الهام.
  • تعظيم وإبراز مكانة العلم والعلماء، وبيان صفاتهم وأحوالهم، حتى يعرف الطالب لمن يرجع لمن عند نزول الفتن، وتعليم الاستفادة منهم.
  • ابراز القدوة الصالحة والشعور بالمسؤولية، وعظم الأمانة الملقاة على عاتق المعلم و المعلمة.

ولكن للعلم لن يتحقق هذا المطلوب إلا بالتكوين الناجح للمعلمة والمعلم، فما هي صفات المعلم الناجح أو المعلمة الناجحة؟

  • الصفة الأولى: القوة العلمية التي تؤهله للتدريس، بحيث يفهم المادة، ويحسن تدريسها، وتوضيح مشكلاتها.
  •  الصفة الثانية: سلامة المنهج، بمعنى أن يكون المعلم على منهج سليم، غير متأثر بالأفكار الدخيلة على مجتمعنا، ولا يسير في ركب الأحزاب والجماعات.
  •  الصفة الثالثة: حبه لعلمه وشعوره بالمسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية[59].

ومنه إذا توفرت هاته الصفات في المعلم أو المعلمة وتفاعلت مع قيامه بالمهام المنوطة بهما مما سبق يكون الأمر أكثر نجاعة عندما نتكلم عن مؤسسات التربية كمؤسسة مسؤولة عن دورها في مواجهة التطرف.

أداور نفسية(أو شخصية):

  • إن مهمة الإصلاح ليست موجهة للمنحرفين خاصة، بل هي للصالحين والمنحرفين، للخيريين والفاسدين، فللمنحرف الإصلاح والتقويم، وللصالح التشجيع والحث على التأثير وعدم التأثر وهذا التغيير يكون من الذات اتجاه الغير.
  • ضرورة تطهير العقل وتحرير النفس من المفاهيم السلبية هي أول مرحلة جادة في التعلم[60].
  • إن القمع يسبب التطرف وليس علاجاً له، وخير طريقة للتربية الوقائية ومعالجة الفكر المتطرف تنقية وتنمية العقل، فالفكر السليم يُقارع بالفكر السليم.
  • أدوار دينية واعتقادية:
  • إظهار وسطية الإسلام، واعتداله وتوازنه خصوصاً لدى الشباب، لمحاربة الغلو والتطرف والحد من تداعيات الانحراف الفكري.
  • معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها. أي تبين لهم كيفية التعامل معها مثل أفكار أهل التكفير التي قادت إلى التفجير، وذلك بسبب رواج كتاب يسمى (الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية)؛ الذي يكفر فيه الدولة السعودية، واعتراف مرتكبي جريمة التفجير بتأثرهم بهذا الكتاب المتعارض مع مصادر الشريعة الموثوقة.
  • تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية كالمساجد والنوادي الرياضية وتوظيف التكنولوجيا لتنمية جيل من الدعاة والأئمة والخطباء المتخصصين في التعامل مع الأنترنت بسرعة وحرفية فائقة مع التمتع بالقدرة على التنفيذ الفكري والرد على الشبهات.
  • ضرورة تنشئة الابناء على الاعتدال والوسطية الاسلامية قبل أن يقع الابناء ضحايا تيار الغلو والتطرف والعنف والارهاب اقتداء بسنة الرسول- صلي الله عليه وسلم- التي طبقها مع أسرته وأهله وصحابته.
  • تنادي التربية المعاصرة بتبني تربية الإسلام بحيث تُعلم الانسان التحليل الناقد لكل مظاهر التطرف والعنف والظلم، وتربية الإسلام هي عملية منظمة لتمكين الفرد بالعلم والمهارات السلوكية والقيم والمعتقدات البانية لثقافة الإسلام[61]. والمقصود هنا أن التربية الاسلامية تعمل على تهيئة الفرد ليتكيف مع بيئته ومجتمعه، بإقامة شرع الله تعالى على الوجه الذي يرضاه لنا. 
  • أدوار أُسرية واجتماعية:
  • إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الرشيد داخل المجتمع الواحد، ما يعني تقويم الاعوجاج، وذلك للأن بديل التحاور هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة.
  • ضرورة تكافل جهود جميع المؤسسات الفاعلة في المجتمع من أجل العمل على الوقاية من التطرف قبل علاجه (تربوية- وظيفية- دينية...).
  • تحمل مسؤولية الإصلاح  لجميع فئات المجتمع، لأن التطرف ليس مسؤولية العلماء والمرشدين، بل هي مسؤولية كل افراد المجتمع من علماء دين ومربين وأساتذة وموظفين، وأكاديميين وغيرهم.
  • التأكيد على دور المجتمع والاسرة، فكليهما يلعب دوراً كبيراً في تشكيل القيم والأخلاق، من خلال التأثير على الفرد أثناء مرحلتي الطفولة والشباب. فيجب أن يكون هناك اعتباراً للتربية لضمان إيقاف التأثيرات الضارة على عملية التنشئة.
  •  المراقبة الواعية للأبناء والبنات وتكريس المزيد من الوقت لمتابعة نشاطاتهم والحرص على عدم انجرافهم مع التيارات المنحرفة والمشبوهة.
  • التأكيد على دور الأسرة لإيجاد بيئة أسرية سليمة يجد فيها الأبناء التوافق والحوار الهادف والاحترام المتبادل. 
  • ربط المدرسة بالمجتمع المحلي، من خلال وضع مناهج جديدة للوقاية من الجريمة والانحراف.

  • أدوار إعلامية:
  • تحميل الفضائيات العربية مهمة القيام بمسؤوليتها الشرعية والأخلاقية، وذلك بوصفها توجه برامجها إلى أمة ذات عقيدة، وهوية، وقيم، فعليها أن تمنع إتاحة الفرصة للمجدفين بتهديد المعتقد.
  • التحذير من خطورة التطرف و أشكاله وتوضيح آثارها السلبية على الفرد و المجتمع خاصة فئة الشباب وإن كان على المستوى البعيد؛ لأن فئة الشباب أكبر نسبة في مجتمعاتنا العربية والاسلام فالأعلام يكتسب أهمية إذن في إطلاع هاته الناشئة على الأثار الوخيمة للتطرف والغلو وآثارهما البيئية.
  • ضرورة إنشاء منتديات ومواقع وطنية تعتني بالحوار بين جميع فئات المجتمع.
  • ضرورة فتح المجال للرأي الآخر وقبول الحوار معه والدعوة واستخدام الحجة والبرهان.
  •  التأكيد على أهمية دور وسائل الاعلام في محاربة الافكار المتطرفة التي تغذي الارهاب والعنف من خلال دعم الأفكار التي ترفع من الروح المعنوية لدى المواطنين في مواجهة الحوادث الارهابية.
  •  التأكيد على استضافة المختصين في علوم الشريعة والحياة لتوضيح المنزلقات الفكرية التي يتبناها الفكر المنحرف، والرد عليها بصورة موضوعية.
  • أدوار اقتصادية وسياسية:
  •  تبني مشروع مصالحة مع الشعب يعبر عن الشفافية والانفتاحية معه مثل مشروع (المصالحة والوئام في الجزائر)[62].       
  • ضرورة إنشاء مراكز متخصصة للحوار الوطني بين كافة فئات المجتمع في مجلس الأمة.
  • إن ممارسة الديمقراطية في الحياة اليومية والدراسة المستمرة لها من أبرز الطرق لغرسها.
  • التأكيد على إنشاء مراكز فكرية متخصصة وهيئة لمكافحة الفكر المنحرف، يكون أعضاؤها من جميع التخصصات فالفكر لا يعالج إلا بالفكر، وتوضع استراتيجية تلزم كل جهة رسمية أو أهلية بتنفيذ برنامجها، وتبحث هذه الهيئة في الأسباب التي ساعدت على انتشار الفكر المتطرف وأين وصل من يروج له[63].
  • ترسيخ مفهوم التعددية الثقافية والتسامح والديمقراطية.
  • أن "الأمن الفكري" من أخطر أنواع أو أشكال الأمن في العصر الحاضر نظراً لصعوبة التعامل مع "التطرف الفكري"، وعدم التحكم في مجرياته، والتنوع في أساليبيه وانتشاره على مساحات شاسعة. والأمن الفكري" من صلب عمل المثقفين، فعلينا الانتباه تجاه ما يحدث في مؤسسات التعليم عامة، وفي أماكن الدروس الخاصة والمنتديات التي تقدم نشاطات هدفها زعزعة استقرار المجتمع والمساس بأمنه.
  • كما أن هناك مطلب مدني، يتمثل في أن تتقدم مصلحة الوحدة والوطنية وترفض "التطرف الفكري "بكل صوره وكافة درجاته، وهذا المطلب المدني لا يتحقق في ظل التناحر الفكري الذي نرى نيرانه يومياً في المقالات الصحفية بين التيارات الفكرية التي تقوم بعملية التصنيفات السياسية وتأليب الحكومات على الطرف الآخر، فالضحية الحقيقية لهذه المعارك الفكرية الخاسرة والمستمرة هي الأجيال القادمة[64].
  • عملية التحول الفكري، هي أحدى الطرق المتطورة في علاج التطرف، والمعتمدة من أجهزة الأمن كأسلوب يتسم بالاحترافية في(جمع المعلومات، تحريات، الضبط الاحترازي، التقنين، المحكمات، تنفيذ العقوبات...). وهذا للتعامل مع الأساس الفكري الذي تقوم عليه الجماعات المتطرفة بمختلف تصنيفاتها(دينية، اجتماعية، سياسية) باعتباره الأكثر حسماً في أية تطورات يمكن أن تطرأ عليها، بمعنى أنه يستهدف تغيير مجموعة الأفكار المتشددة التي يعتنقها فرد أو جماعة ما من خلال إتباع آليات متنوعة ترمي إلى إزكاء روح المراجعة لدى معتنقي تللك الأفكار وتشجيعهم على اعادة النظر في مشروعيتها عبر الاطلاع والاستماع والحوار.
  • تحفيز المتطرفين سواء على المستوى الفردي أو الجماعي على العودة لوسطية الإسلام، كما
    أن العقاب الصارم والردع الحاسم مطلوبان؛ لكنهما لا يكفيان لتحقيق النتائج المرجوة، فالتحول الفكري ينبغي أن يكون أيضاً على مستويات داخل السجون وخارجها وفي مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة المعلومات الدولية، وفي عالم التأليف والكتابات، وهذا لتتأتى المواجهة الفكرية والإلكترونية للتطرف[65].

فمن خلال الأدوار السابقة الذكر يتبين لنا أن مكافحة الانحراف والتطرف الفكري لا تقتصر على دور المعلم والمعلمة عن طريق التربية والتعليم، ولا يعني هذا أن الأسرة كمؤسسة اجتماعية أولى بعيدة عند نفس الدور، بل لا بد أن تضع الأسرة يدها بيد المعلم أو المعلمة، لتجنيب أولادنا أشرار مثل هذه الانماط السلوكية المنحرفة الضالة، وعليهما إلى جانب المؤسسات الاجتماعية الأخرى دينية كانت أم حكومية أن تُربي أفرادها على العقيدة الإسلامية وما تقتضيه في الولاء والطاعة لله ولرسوله- صلى الله عليه وسلم- ولأولي الأمر واحترام النظام وتنفيذه، وحب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد، فعن "ابن عمر"- رضي الله عنه- أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول:«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»[66]


*خاتمة:

مما سبق يمكن القول إن الأمن الفكري كمطلب حضاري اليوم مسؤولية تتقاسمها عدة هيئات دينية واجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية من خلال تفاعل الأدوار المنوطة بها في بناء وصناعة إنسان الغد الذي سيغير وجه مجتمعه من خلال  تبديل مظاهر التطرف والانحراف والغلو والإرهابية إلى مظاهر التسامح والسلام والوئام والتكافل والتراحم بين جميع أفراد الأمة الواحدة أو بين أفراد المجتمعات الإنسانية.

لكن هذا لا يتحقق ما لم تتبناه مؤسسات محلية وإقليمية ودولية، لأن المعالجة قد تكون ممكنة على الصعيد المحلي أو الإقليمي؛ لكن لن تدوم وتستمر طويلاً مالم تتكفل منظمات دولية فعلياً بتنفيذ هذه المقترحات والتوصيات - التي كشفتها لنا الدراسات الأدبية حول التطرف وأشكاله- على الصعيد الديني والسياسي والاقتصادي والثقافي أيضاً، من خلال وضع استراتيجيات موحدة لمواجهة هذا العدو المشترك الذي ليس له دين، ولا جنس، ولا  لون، ولا لغة، ولا وطن بعينه. لأنه الطريق المؤدي لأنواع الأمن الأخرى كالأمن (السياسي والاقتصادي والغذائي...وغيره).

ورغم كل هذا يبقى التساؤل قائم على عدم تحول السياسة النظرية إلى سياسة فعلية من طرف المؤسسات المسؤولة عالمياً على مواجهة التطرف بأشكاله؟ هل لأن في نفسي يعقوب حاجة يريد قضاؤها؟ أم أن الزمان والمكان المناسب لم يحن بعد لتجسيد وجهات النظر في هذا الأمر؟! 

 



  • الهوامش والإحالات:


1- شحاتة حسن، والنجار  زينب، معجم المصطلحات التربوية والنفسية، مر: حامد عمار، الدار المصرية اللبنانية، ط1، القاهرة، 2003،ص 106.

- رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، جمهورية مصر العربية وزارة الداخلية، 2012، ص5. [2]

- فريد النجار،المعجم الموسوعي لمصطلحات التربية، مكتبة لبنان ناشرون، ط1، بيروت، 2003، ص832.  [3]

- المبارك راشد،التطرف...خبز عالمي، دار القلم،ط1،دمشق، 2006، ص21.[4]

- ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص22.  [5]

- رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 05. [6]

-المرجع نفسه، ص 05.  [7]

-المرجع نفسه، ص 05.  [8]

- عزمي بشارة، في ما يسمى التطرف؟ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، العدد 14، أيار/ مايو2015، ص(03-04).   [9]

-المرجع نفسه؟ ص 10. [10]

-صحيح مسلم، (3/ 1477)54 - (1848).[11]

-ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص04.  [12]

المرجع نفسه ، ص 05.  -[13]

 رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 03.   -[14]

- صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب الترعيب في النكاح، ج5،(4776/1949).[15]

- رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص (06-07). [16]

- أحمد المبارك، الانحراف والتطرف الفكري(تعريفه، أسبابه و دوافعه، آثاره وأبعاد، وسبل القضاء عليه)، (ملف إلكتروني)، ص1. [17]

[18]- المرجع نفسه، ص (1-2).

4- ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دور المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد214،ج1،2009،ص9.

[20]- اسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي، الإرهاب ومحاربته في العالم المعاصر، كتب عربية، عن موقع: kotobarbia.com، (الفصل الثالث).

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 08.  [21]

-القرءان الكريم، سورة البقرة، الآية 40.[22]

-القرءان الكريم، سورة القصص، الآية 32. [23]

-القرءان الكريم، سورة الأنفال، الآية 60 [24]

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 08.   [25]

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 10. [26]

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 10. [27]

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 10. [28]

- ابراهيم العزيز الدعليج، التربية، دار القاهرة، ط1، مصر، القاهرة، 2007، ص12. [29]

- محمد الطيطي وآخرون، مدخل إلى التربية، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط1، عمان،2002،ص17.  [30]

- صالح أبو جادو، علم النفس التربوي، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط1، عمان،2003، ص24. [31]

- منير المرسي فرحان،في اجتماعيات التربية، دار النهضة العربية،ط3، 1881، ص21. [32]

- ابراهيم العزيز الدعليج، التربية، ص15. [33]

- ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص9. [34]

[35]- الطراح علي أحمد، نحو بناء مشروع وطني لمواجهة ظواهر العنف والتطرف والإرهاب، تحليل سيسو-تاريخي، مجلس التعاون الخليجي والمتغيرات الإقليمية والدولية، جامعة الكويت الدارسات الاستراتيجية والمستقبلية، 2004، ص 117.

[36]- حسان حسن محمد وآخرون، التربية وقضايا المجتمع العاصر في التربية المجتمع، عمالة الأطفال، الدروس الخصوصية، البلطجة التعلمية، التطرف، دار الجامعة الجديدة للنشر، د ط، الاسكندرية، 2007، ص109.

[37]- الجحني علي بن فايز، دور التربية في وقاية المجتمع من الانحراف الفكري، مؤتمر جامعة الحسين بن طلال الدولي، في الإرهاب في العصر الرقمي، عمان، الأردن، 2007. 

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص07. [38]

 أحمد المبارك، الانحراف والتطرف الفكري(تعريفه، أسبابه و دوافعه، آثاره وأبعاد، وسبل القضاء عليه)،  ص4.  [39]

[40]- اسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي، الإرهاب ومحاربته في العالم المعاصر، كتب عربية، عن موقع: kotobarbia.com، ص12.

[41]- أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب، إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه (1358) ومسلم في كتاب القدر، باب، معنى كل مولود يولد على الفطرة، حديث رقم (2658).

- القرءان الكريم، سورة الروم، الآية:30 .[42]

-ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص(05- 06).  [43]

- بكار عبد الكريم،المناعة الفكرية، مؤسسة الاعلام اليوم، ط2، الرياض، 1430هــ، ص(63- 65).[44]

- ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص(23-24).   [45]

[46]- أحمد المبارك، الانحراف والتطرف الفكري(تعريفه، أسبابه و دوافعه، آثاره وأبعاد، وسبل القضاء عليه)، (ملف إلكتروني)، ص (2-4).  

- جيلالي بوبكر،فلسفة العولمة وبيانها النظري، قراءة نقدية، الاكاديمية للدراسات الاجتماعية والانسانية، العدد7،2011،[47]

 ص(21-27).

 - راجع دراسة: الحريري، بعنوان: دور التربية الإسلامية في المدرسة الابتدائية في مواجهة ظاهرة الارهاب (ملف الكتروني). [48]

- ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص(05-06). [49]

[50]- هذا ما أكدته  صاحبة كتاب" التربية ضد التطرف" لين ديفيز، 2008،DaviesLynn،  أستاذة التربية الدولية في المركز الدولي للتعليم والبحث العلمي في جامعة برمنغهام، في بريطانيا، ومؤلفة كتاب آخر: التربية والتعليم، والصراع: التعقيد والفوضى.

[51]ينظر: الغزالي أبو حامد،المستصفى في علم الأصول، طبعه وصححه محمد عبد السلام الشافي، بيروت لبنان، دار الكتب العلمية، دس، دط.  

 ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص(23-24).    [52]

 الرفاعي عبد الجبار برهان غليون، حين تنحصر الثقافة ينفجر العنف، موقع إسلام أون لا ين: http www .islam online :net- [53]

[54]-Davies, L, Education and Conflict: Complexity and chaos, New York: Routledage Flamer, 2004, Retrieved September, 23, 2009, From Questia database: http:// www.questia.com/PM. qst؟=o&d=107647959.    

[55]-Lipman, M. Thinking in Education. 2en ed, New York; Cambridge University Press.2007.P.293.

[56]- الخميسي، السيد سلامة، دراسات في التربية العربية وقضايا المجتمع العربي ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، دط،الاسكندرية،2003،ص126،

[57]- المزيني حمزة، ثقافة التطرف، التصدي لها ط، والبديل عنه، دار الانتشار العربي، ط1، الأردن، 2008، ص11.

- طشطوش، هايل عبد المولى ، الارهاب حقيقته ومعناه، دار الكندي، ط1، الأردن، 2008،ص141.[58]

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 32. [59]

-شربل موريس، موسوعة علماء التربية وعلماء النفس، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 1991، ص 66.  [60]

[61]-Turay .T.M: Peace education, In International, Encyclopedia of Adult Education, Edited by Leona M English, New, York. MacmillanPublishers, 2005.P, 65.

-أحمد المبارك، الانحراف والتطرف الفكري(تعريفه، أسبابه و دوافعه، آثاره وأبعاد، وسبل القضاء عليه)، ص(2- 4).  [62]

[63]- راجع دراسة، محمد الدغيم، الانحراف الفكر وآثره على الامن الوطني في دول مجلس  التعاون لدول الخليج العربي، (ملف الكتروني).

-ملك بدر محمد، لطيفة حسين الكندري، دو ر المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري، ص20.     [64]

-رائد حمزة، مكافحة الإرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية، ص 10.  [65]

[66]- أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمة في القرى والمدن، حديث رقم(893)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام والعادل وعقوبة الجائر، حديث رقم (1829).

 

ملاحظة:
   نشرت هذا المقال في مجلة:  العلوم الإسلامية والحضارة - مجلة دورية علمية محكمة، تصدر عن مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، بالأغواط الجزائر- العدد:05، مارس 2017.
 الرابط لتحميل و قراءة المقال:
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !