مواضيع اليوم

أبشع حالات التماهي الأمريكي الأسود

مصـعـب المشـرّف

2020-06-05 18:25:53

0

 أبـشــع حالات التماهي الأمريكي الأسـود

مصعب المشرّف

5 يونيو 2020

أشد أعداء الأمريكان السود وسبب هوانهم على الأمريكان البيض هو التماهي ...... وفي تماهي مرضي عميق منقطع النظير وصفت ناشطة أمريكية جمهورية سوداء ... وصفت الضحية  "جورج فلويد" بأنه كان "كائن بشري شنيع".

جاء ذلك خلال لقاء دعا إليه في البيت الأبيض "مايك بينس" نائب الرئيس الأمريكي ترامب لمناقشة أسباب الإحتجاجات الشعبية التي تشهدها الولايات المتحدة حاليا ضد العنصرية ؛ على خلفية مقتل الزنجي "جورج فلويد" على يد شرطي أبيض . وإكتفاء الشرطة في البداية بفصل المتورط وزملائه الثلاثة دون إعتقالهم. قبل أن تجبر الإحتجاجات العاصفة القضاء على الرضا بمحاكمتهم.

كان عنوان اللقاء الذي جمع هذه المجموعة من الناشطين في الحزب الجمهوري مؤيدي الرئيس ترامب هو : "كيف نعمل على تطوير الأمّة" ؟

وعند منح الزنجية "كانداس أوينز" الفرصة للحديث . فوجيء "مايك بينيس" والحضور  من المشاركين والصحافة بوصفها لشبيهها الزنجي الضحية "جورج فلويد" ... وصفها له بأنه كان "كــائــن بشــري شنيع". Horrible human being

وسرعان ما تناقلت المواقع ووسائل التواصل والصحف الغربية هذا الوصف بمختلف ردود الأفعال ، ما بين مستنطر ومستغرب وساخر وشامت على حال الإنسان الأسود خارج حاضنته الطبيعية الأصلية أفريقيا عامة وداخل الولايات المتحدة خاصة.

الفتاة الأمريكية "كانداس أوينز" زنجية بإمتياز . حتى وهي تجاهد واقعها وتكيل لوجهها كريمات تفتيح البشرة وتتردد على عيادات التجميل التقشير وفرد الشعر تنشد المُحال.

أعادت هذه الفتاة الزنجية إلى السطح مصطلح "التماهي Identification

ومصطلح "التَّمَاهِي" Identification، في حالة الفتاة الزنجية الناشطة "كانداس أوينز" يظل هو التفسير الأضيق للمصطلح الذي يصف "محاولة الضحية التشبه بالجلاد وتقمّصه" .

تقمّص الضحية شخصية الجلاد  هي أقصى درجات الهزيمو والإستسلام للأمر الواقع لدى البعض . وقد كان هذا هو المعنى الذي ركّز عليه الكاتب الزنجي الأمريكي "أليكس هالي" في مؤلفه بعنوان "الجذور" الذي تحول إلى فيلم سينمائي و مسلسل تلفزيوني ةاسع الإنتشار.

وبالممارسة فقد لاحظ الأمريكان البيض في فترة الرّق المقنن الذي مارسه العرق الأبيض في حق العرق الأسود . لاحظوا أنهم حين يكلفون أحد الأرقاء السود بالإشراف على مجموعة من الأرقاء السود العاملين في المزرعة . فإنه يصبح أقسى عليهم من المشرفين البيض . ويجاهد لكي يثبت لسيده الأبيض أنه مخلص متفاني في عمله وغلى قدر الثقة التي منحه لها .. وأنه يبدأ في تصنيف ذاته بأنها وإن كانت أقل كثيراً من أسياده البيض إلا أنها أرفع من أمثاله السود...... وهذه الحالة من التماهي لاحظها بعض الناشطين لدينا في الواتساب والفيسبوك على جداد المؤتمر الوطني وكتائبهم من ظل ودفاع شعبي .. حتى أن بعضهم تباكى على مصادرة آلاف قطع الأراضي التي نهبها قادتهم رغم أنهم هم أنفسهم لا يمتلكون أرضاً سكنية واحدة.... ولكنه التماهي.

وبوجه عام فإن تفسير علماء النفس لمصطلح التماهي يتلخص في أنه التَّقَمُّص . ويُعرّف  بأنه: "سَيْرُورَة سيكولوجية في بناء الشخصية، تبدأ من المحاكاة اللاشعورية، وتتلاحق بالتمثيل ثم الاجتياف (الاستدخال أو التَّقَمُّص) للنموذج".

والتماهي هو مرض نفسي "مُكْتَسَب" . وأكثر البشر عرضة له هن النساء في فترة المراهقة بسبب الضغوط  النفسية الهائلة التي تتعرض لها الفتاة بربما سبب فقرها أو لونها أو دمامة ملامحها .. إلح. من ظروف مادية وإجتماعية وعرقية.

والتماهي العرقي وبسبب اللون ؛ وإن كان منتشراً في العالم الغربي على نحو أكثر . فلربما يكون ذاك بسبب الشفافية والتواجد الإعلامي في كل صغيرة وكبيرة. ولكنك إذا كنت ممن يعشقون التقصي فلاشك ستلاحظ أنها ظاهرة تنتشر في كافة مجتمعات وشعوب العالم خاصة غير الإسلامية .. وكذلك يعاني منه الإنسان المسلم طالما أنه ظل بعيداً عن النهل من علوم الدين والثقافة الإسلامية. وحيث يظل الشرع الإسلامي الحنيف والقرآن الكريم والجديث النبوي والسيرة الشريفة علاج ناجع ولقاح فعال يحول دون إصابة الإنسان بحالة التماهي. فالإنسان المسلم العميق التدين يظل على قناعة بأن الأمر لله من قبل ومن بعد وفق ما جاء في كثير من الآيات القرآنية ... ثم ولكونه يجعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوته ومثله الأعلى . فإن هذا المثل الأعلى يمنحه الثقة الكاملة التامة بالنفس وتجعله عصياً على الإنكسار.

وقد لفت الداعية الإسلامي  الأمريكي الأسود "مالكوم اكس" مواطنيه السود الأمريكان إلى هذه النفحات الإيمانية المستمدة من الإسلام بعد أن سافر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. فرأى المسلمين يطوفون حول الكعبة المشرفة برداء واحد على محتلف ألوانهم وسحناتهم دون تفرقة . ووجدهم يؤدون صلاة الجماعة بالمساجد قي صفوف لا تفرق بين أسود وأبيض وأحمر وأصفر. أو غني وفقير ورئيس وغفير . وحيث تجدر الإشارة إلى أن مالكوم اكس كان قبل إسلامه مسيحياً وعايش التفرقة العنصرية حتى في المقاعد المخصصة للصلوات داهل قاعات الكنائس وكراسي الإعتراف .

ومن بين القصص المؤثرة أن أمريكية سوداء هداها الله عز وجل فأسلمت على يد صديقة لها عربية مسلمة . فقالت أنها لم تشعر بآدميتها وأنها مثلها مثل جميع البشر إلا بعد أن نطقت بالشهادتين وأصبح الله عز وجل هو ربها الواحد الأحد ، ونموذجها الذي تقتدي به هو محمد بن عبد الله أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم. وأنها تشعر بأنها خلقت من جديد. وتخلصت نهائيا من عقدة تفوق العنصر الأبيض عليها. . بل وأصبحت ترثى لهم ولحالهم من الصراع الفكري والوسواس والضياع والشتات النفسي , وكثرة الإنتحار الناتجة عن فراغ الفؤاد وهشاشة المقاومة للصدمات.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات