مواضيع اليوم

( مساؤك ألم ) رواية تتألق في معرض الكتاب بأبوظبي الروائية اللبنانية نسرين بلوط

عمر شريقي

2015-06-06 08:21:11

0

( مساؤك ألم)  رواية تتألق في معرض الكتاب

الروائية اللبنانية نسرين بلوط لـ هماليل:

** معرض أبوظبي للكتاب ساهم في انتاج الفكر بين الأدباء والمفكرين ،،

** الاعلام أولا وأخيرا وسيلة تضيء على الابداع ولكنها لا تصنعه .

-------------------------------

حاورها : عمر شريقي

------------------------

أبوظبي  ، تلك التي منذ استيقظ التاريخ تؤصل لثقافة مفرطة في تقدير الفن و الجمال ، هي اليوم كما في كل عام تحتفي بمعرض الكتاب الذي يقام في مثل هذا الوقت من كل عام في قلب العاصمة الاماراتية ،، ويعتبر أكبر رموز الثقافة الاماراتية  في العالم  .

الأديبة اللبنانية نسرين بلوط التقيناها في المعرض ، وسألناها عن حضورها ورأيها بهذه التظاهرة الثقافية العالمية التي أجابت :

انا شاركت بروايتي (  مساؤك الم ) في معرض ابو ظبي للكتاب وكانت فرصة لنمد خيوط الشمس التي حجبتها غيوم الحروب وضباب المسافات بين المثقفين والأدباء..وقد كان تواجد العرب من مختلف الجنسيات حافزا لمد جسور الثقافة بشكل أمتن حتى نعبر من ضفة فكرٍ الى اخرى ونهدم كل الأسوار التي تنتصب في وجه التواصل المباشر ومعرض ابو ظبي ساهم في انتاج الفكر ووصل حلقات الفراغ بين الادباء والمفكرين ، لم يهتم فقط المعرض بالكتاب بل تجاوزه الى دور النشر حيث احتفى بهم وحتى غلاف روايتي الذي صممه الفنان برنار رنو لفت الأنظار كفن لبناني أصيل .

 

**  لماذا اخترت ( مساؤك ألم ) عنوانا لروايتك ، وما هو المغزى وراء هذه التسمية ؟

اخترت مساؤك ألم  عنوانا  لروايتي الصادرة عن دار سما للنشر والتوزيع لأنه يختصر كالبرق رواية تمخضت من عمق الواقع ووشاح الخيال لترشح سرداً متدفّقاً في سماء الاثارة والوعي واللاوعي من أبطال هُمشوا وهَمّشوا.. ظُلموا وظًلموا..رحلوا ورُحّلوا في خضم مُبعثر الأحداث.. لم اقصد ان أكون واعظة ولكني أردتُ أن أكون هادفة.. وهذا ما حدث عندما تحديتُ الرواية نفسها بهذا العنوان الذي جاء مكبلاً بالحزن ليتحدى الحزن نفسه.. كأنني أداوي الداء بالداء نفسه.. حتى أهزم جزءا كبيرا من  الليل البهيم الذي يسكن اعماق أبطالي لأبث فيهم نور الأمل وضجيج الحياة.. كان العنوان يتأرجح عندي بين مساؤك قلم أو مساؤك ألم.. لأن الكاتبة قد سردت الرواية بأمانة ولخّصت الظلمة التي أطاحتها في فترة معرفتها بالبطل ولكني رأيت أن مساؤك ألم يعكس ظلال الشخصيات كلها وحتى شخصية صابرة أم البطل القروية الريفية البسيطة التي لا تعرف الحقد ولكنها جُرحت من أولادها حتى الذورة.. ولهذا جاء الغلاف أيضاً مدروساً وليس العنوان فقط.. فأبدع الرسام التشكيلي برنار رنّو برسم لوحة لوجوه تتألم ووجوه لا تكترث.. ووجوه تنبض بالحب والكره معاً.. والغلاف هو من يدلّ على هوية الرواية..

**  ما يدور في الرواية من ألم وحنين وذكريات هل هو ناتج عن معاناتك الشخصية ؟

الكثير يخال هذا لأن البطلة هي شاعرة أيضا.. ربما تقمصت شخصيتها إلى حد كبير بالتعبير عن مكنونات عالمها وسحره الخاص ولهذا تجدني أكتب بلغة الشعر عندما أدنو من عالمها وأسهبُ في السرد البحت عندما أقترب من عالم البطل وسائر الشخصيات.. لا أنكر أني تأثرت بها أو بالأحرى هي من تأثرت بي الى حد كبير.. ولكن القصة ليست قصة حياتي.. ربما هي مستوحاة من واقع الحياة ومن تجارب نراها أمامنا تعتصر مخيلتنا وتدمي قلوبنا ولكنها تخرج عن مضمار التجربة الشخصية.. لتتجه للتجربة العامة التي قد يتعرّض لها أي انسان في زمن كهذا.  زمن روّج للعولمة والتهافت على التطور الوهمي الذي ضلّت معه أرواح كثيرة سبيلها.

**  الى أي مدى أنت مقتنعة أن الحب في روايتك أكبر خديعة ؟ وهل مررت بتلك الحالة ؟

في كلمات تصف فيها البطلة حالة الحب الخادعة التي عاشتها تقول: "اريد أن أـحتفي بنهايةِ الحبِّ من تلك الحياة... بعد رحلاتٍ في قطارِ عمري اكتشفتُ أنَّ الحبَّ اكبرَ خديعةٍ .. في تاريخِ الشعر". هي تعبر عن حالة كذب وخداع وألم تعرّضت لها ونتعرّض لها جميعا.. من منا لم يُخدع؟ من منا لم يتألم من حب جذوره واهية عادت عليه بالذبول والانحناء للحظات؟ من منا لم يتأوه في سرب الرحيل ويبكي عصيانا؟ نعم خُدعت وجُرحت وأحسست لفترة بأن الحب خديعة.. ثم انتفضت على شعوري عندما عاد قلمي إليّ يتلوّى بين أناملي ويصرخ حبا.. الحب هو ذراع الشاعر وليس فقط قلبه.. وان فقده يفقدها.. في لحظات الخداع كل شيء يصرخ من حولنا بأن الحب خديعة ولكن هذه الأفكار تتلاشى بعد أن نهدأ لأن الحب ينبع من داخلنا قبل أن نتلقفه من الآخر..

**  في روايتك أشرت الى الغريب ،، من هو والى أي حد أثر في روايتك ؟

تصف البطلة البطل بالغريب لأنه لم يعد الحبيب.. هو شخص نتعرض له في حياتنا يلعب دورا أساسيا ويشرع العمر لكل خاطر جميل وحلم بديع ثم نكتشف بأنه الوهم الأليم والشجن الدفين.. وهذا من كتبت إليه البطلة وخاطبته قائلة وهي تكتب قصة حياتها معه:"مساؤك ألم .. شجن يركض وراء شجن.. أيها الغريب المرتحل بين ارداف النساء وشهوات الليل الصاخبة.. والذي يصلي كل يوم خمس مرات ليغسل الله خطاياه التي يرتكبها في اليوم التالي... ويتذرع بأنه صريع الشهوة العابرة وأن الله لا ريب قريب منه... ولا يدر بأن الله كبير على كل من ظلم .. وقريب لكل من ظُلم.." هذا الحبيب هو نفسه الذي تحول الى غريب بالنسبة إليها وقد أثّر في كل مجرى الأحداث لأنه كان العقدة المحرّكة لكل من حوله.

**  شخصية عزالدين الادريسي اسم تردد كثيرا ،، الى ماذا ينتهي به المطاف في روايتك ؟

سأضع النهاية في يدي القارئ حتى لا أحرقها ولكني أستطيع أن أقول بأن ما يزرعه يحصده فالشوك الدامي الذي نزرعه حتى نخيف به ونرهب من حولنا يُغرس في أيدينا من غير أن نشعر ولا نلبثُ أن نندم  على أننا لم نزرع الشجر الأخضر ..

**  بالشكل العام نسرين بلوط الى أين ستصل ، وما هو هدفك المنشود ؟

أصل إلى القارئ بأن أطرق باب احساسه بكلمات تصدر من القلب لتعبر الى القلب حية شاهدة على سمفونية الحياة التي نسمعها كل يوم وكل ساعة.. وهدفي لم يكن ولن يكن يوماً أن أعبر من ضفة الى أخرى دون أن اسرد أخطار هذا العبور.. اذن أنا أعبر ضفتي الحياة لأعرض المشاكل أو العقدة التي تتسمّر في داخلها وقد تتضاعف لأجد لها الحلّ اللامرئي.. وأقول أنه لامرئياً لأني أعرضه دون أن اوضّحه وعلى القارئ نفسه أن يستوعبه ويستهدي إليه.

**  القارئ العربي أعتقد أنه اطلع على روايتك وتساءل ماذا أضافت نسرين من جديد ؟ وهل تم معالجة الواقع بما ترينه مناسبا ؟

هناك قراء ونقاد كتبوا ويكتبون في الرواية.. بعضهم اعتقد أن الرواية أضافت زاوية جديدة في عالم السرد من حيث التطرق إلى الأحداث وكيفية الصعود بذهن القارئ من لغة السرد الى لغة الأنا..هذا الانتقال الذي رأوه جديدا نوعا ما..والبعض الآخر علّق بأن معالجة الواقع في النهاية لم يكن سليماً ولكنه كان كذلك لأبطال الرواية الذين هم أبطال حقيقيون نوعاً ما.. وهو حل سليم للكثير من نماذجهم في الحياة.. وهناك الناقد الدكتور المصري جمال حمال الذي استوقفتني كلماته عندما قال لي:" كتبتِ الحياة في اناء من الآلام والعبر..".. بالتأكيد أصبتُ هدفاً وإلا كانت كتاباتي هباء..

**  الاعلام العربي الثقافي كيف استقبل روايتك ؟

صدرت روايتي من شهرين فقط ومع هذا تيمّمت بالكثير من الاطراء والثناء وتغطية جيدة من عالم الاعلام الثقافي.. أعتقد أن هذا الاعلام الثقافي يجذبه عالم الكاتب الذي يقبع عادة في الظلمة ولكنه يبثّ كلماته للنور..  الاعلام أولا وأخيرا وسيلة تضيء على الابداع ولكنها لا تصنعه.

**  هل تمانعين بأن يتحول عملك الى عمل سينمائي وكما نعلم فلديك طفل صغير موهوب بالتمثيل فهل يستهويك هذا المجال؟

بالطبع لا أمانع وقد تحدث بعض النقاد بأن روايتي كُتبت بطريقة فنية وكأنها تُحضّر لمشروع سينمائي مع أني لم أتعمّد هذا.. ربما لكثافة الشخصيات وتشعبهم فيها وهو أمرٌ ضروري لأن الشخصيات الثانوية في روايتي مهمة مثل الشخصيات الرئيسية فهي تلعب دوراً رئيسياً في تشعب أو تقليص الأحداث فيما بعد. وفيما يخص ابني كريم قاسم فهو موهوب في التمثيل ولعب الباسكتبول ولديه مواهب كثيرة لم تتفجر بعد ولكنها تأخذ طريقها الى النور رويداً رويداً.

 

-------------------------------------------------------




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !