مواضيع اليوم

طلقات من كلمات

أحمد قيقي

2012-11-10 13:15:30

0

أمور كثيرة تحيرنى , وتضيف ألى كآبتى , وتسحبنى إلى هوة القلق والاضطراب, منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتى -                                                                                                                                -1- -  بالأمس وفيما أطلق عليه جمعة الشريعة فى ميدان التحرير بمصر المحروسة  لا حظت أن الكثير من حاملى اللافتات قد كتبوا شعار  -عيش ,حرية شريعة إسلامية - بديلا عن شعار الثورة - عيش ,حرية , كرامة إنسانية - ترى هل المقصود أنه لا يجوز الجمع بين الأمرين , وأن الذين غيروا الشعار يرون أن الكرامة الإنسانية التى تعطى حقوق الآخرين  وتضمن عدم التمييز بينهم  , وتحترم عقائدهم وأفكارهم  , هل  يرون أنها شىء بينما الشريعة الإسلامية شىء آخر  , وأن هناك عداء بين الشعارين ؟ !

-2- أمرآخر يحيرنى  وهو كون سيناء  أصبحت غير آمنة , وصارت تمثل شاغلا لمصر ونزفا لقواها , وتحديا لأمنها  بسبب انتشار الإرهاب  ذى المرجعية الدينية  , سبب  حيرتى ,  هو حدوث ذلك  فى العصر  الذى أصبحت مصر تحكم فيه حكما دينيا  ينطلق من نفس الفكر , بينما لم يحدث بهذه  الصورة أثناء حكم  مبارك الذى قالوا  عنه إنه حكم علمانى كافر  . هل  يعنى ذلك  أن معنى الآية -بأسهم بينهم شديد -ينطبق عليهم  وأن الوضع مرشح  للتفاقم ؟ ! .

-3- فى دائرة الاضطراب  الذى يرتج  فيه الحكم الإخوانى فى مصر  اتجهت النية لما يقال عنه حجب المواقع الإباحية  ,وقد صحب ذلك نشر تقرير منسوب لبعض المنظمات العالمية تقول فيه إن الشعب المصرى يحتل المركز الرابع على مستوى العالم  فى مشاهدة هذه المواقع , ويسبقه فى ذلك الشعب الأفغانى    .  إننى أرى أن المسؤولين الذين ينظرون إلى هذه الأمور بقصور عقلى لم يدركوا أن الإقبال على هذه المواقع إنما هو مرتبط  بالفقر وعدم القدرة على الزواج  فضلا عن البطالة  والخمول العقلى المصاحب لانتشار ثقافة المنع  والتحجيب , وغياب  وسائل الترفيه  الراقى  .   إن  سياسة الحجب  والمنع   فى ظل هذه الظروف  القاسية واللا إنسانية التى يحياها الشباب المصرى لن تؤدى إلا إلى المزيد من القهر النفسى  , وزيادة التوتر والانحراف السلوكى  , وعلى السادة المسؤولين  أن يقرءوا شيئا فى علوم النفس والاجتماع  , وأن يحرروا عقولهم بعض الوقت من سطوة كتب ابن تيمية , ورياض الصالحين

-4- فى واحدة من مواعظه  التى يتحفنا بها فضيلة الرئيس مرسى , وردا على المعترضين على قرار إغلاق المحلات التجارية مبكرا  قال  -إن الذين يسهرون ولا يستيقظون مبكرا لصلاة الفجر لا يرزقهم الله - ومن هنا فمن واجب رئيسنا  الحكيم أن يجد لنا تفسيرا  لكون الذين لا يصلون لا فجرا ولا عشاء  ولا يتوافدون  إلى رحلات الحج والعمرة  , ومع ذلك هم الأوفر رزقا والأكرم حياة , وأننا  دائما نلجأ  إليهم ليزودونا من فا ئض رزقهم  !   هذا  الكلام يمكن أن نسمعه  من شيوخ الفضائيات  الذين   غزوا به عقول الشباب  لعقود  متوالية  , لا أن نسمعه من رئيس  مسؤول  عن تقدم أمة وعليه أن يرسم الطريق العقلانى لشبابها  , الطريق الذى يؤدى إلى زيادة الإنتاج  وتعزيز  إحساس الإنسان بكرامته  وعدم اضطرارالمسؤولين  لإراقتها على أبواب الآخرين  بحثا عن قروض  للوطن أو اضطرار الشباب  لإراقتها  فى بلاد الغربة بحثا عن فرصة عمل أيا كان الجهد  الذى يبذل   فيه أو المهانة بسبب الإلحاح عليه , واجب الرئيس  ومعاونيه أن يروا كيف تقدم الآخرون , وأن يسلكوا بنا طريق العلم والعقل التى سلكوها  وهذا هو  الطريق الصحيح   لمرضاة الله  كى يعطينا المزيد من رزقه وكرمه اللذين  يخص بهما  عباده الجادين المخلصين الذين يحسنون استخدام عقولهم ويجيدون توظيف ملكاتهم وطاقاتهم




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !